أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - العرڨ دسّاس















المزيد.....

العرڨ دسّاس


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 7582 - 2023 / 4 / 15 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.
"الوطن" ليس المكان فقط. الوطن ذاكرة وقصّة وأهل وزمن وملاحم ودمّ. هو وصيّة الأجداد التي لم تُكتب. تلك الوصيّة التي نشعر بقوافيها عندما نقف على قُبورهم ونقرأ الفاتحة.

بدأت قصّة الوطن بالمقاومة المسلحة للغزوة الاستعمارية. ثم التهبت بثورة العروش التي امتدت مساحة معاركها من القصرين والقيروان إلى قابس مرورا بمعركة صفاقس. واستمرت بعد ذلك بسنوات في ثورة تالة والقصرين سنة 1905. ثم ثورة 1915 بتطاوين. وبعد ذلك في انتفاضة 9 أفريل 1938. وتلتها ثورة المرازيق سنة 1944، وصولا إلى ثورة 18 جانفي 1952.

الوطن مسيرة طويلة، مُعمّدة بأنهار من الدماء. آلاف الأبطال، وآلاف الشهداء سقطوا في معارك المجد والشّرف. وحتى لا ننسى اختزلنا القصة في راية الدم الحمراء، لكي نرفعها عاليا، وننحني أمامها كلّ صباح، ونتذكّر بأنّها أمانة يجب أن تُحفظ مهما كانت الظروف.

ليس من حقنا أن نغفل، لأننا تعوّدنا على قراءة الصفحات المضيئة من القصة، فننتشي ونغني ونقول الشعر فخرا بأبطال البلد. وننسى بأن القصة لم تكن بذلك الجمال، وبذلك الإشراق الذي نظُنّ. بل كانت برائحة الدمّ والمآسي العالقة في الضمير الجمعي الباطني للشعب.

لقد انتهت معارك التحرير، وبقيت الملفات شاهدة على تلك المأساة، أوّلها : ملف الڨُومية، الذين تعاونوا مع المستعمر ودافعوا عنه ضدّ إخوتهم، ورفعوا السلاح في وجه المقاومة، وقتلوا وذبحوا ووَشَوْا بالمجاهدين.

في إطار مشروعها الاستعماري التوسعي الإمبراطوري، كانت فرنسا في حاجة ماسة لجنود أكثر، ورجال أوفر للسيطرة على مستعمراتها في إفريقيا، وهي التي عاشت تحديات تعدد الجبهات في الحربين العالميتين الأولى الثانية. ولم تكن هنالك استراتيجية أنفع واكثر ملائمة للوضع الداخلي التونسي أو الجزائري سوى الاستعانة بعدد من أبناء البلد، مثلما حدث في حرب الفيتنام لمواجهة حركة التحرر المحلية. فقررت فرنسا تجنيد عدد من التوانسة في محاولة للسيطرة على التمرّدات المنفجرة من حين إلى آخر، هنا وهناك. ولهؤلاء المتعاونون أهمية بالغة. أولًا لأنهم أهل البلد، يعرفون تضاريسه ومدنه وقراه، ويعرفون تفرعاته الاجتماعية والأسر والعائلات والأفراد. وبذلك سيقومون بتقديم خدمات استخباراتية غاية في الأهمية.
وثانيا لأن مجرد وجودهم ضمن القوات الفرنسية يوحي بشرعية الانتهاكات التي تقوم بها تلك القوات. إضافة إلى دور بعضهم الأمني كَ "صبايحيّة". ودور البعض الآخر كَخَدَم في أقسام مختلفة ضمن الإدارة المباشرة للسلطات الاستعمارية الفرنسية، غالبيتهم كانوا مجرد عساكر، يأتمرون بأمر جنرالات فرنسا، ويقومون بالأعمال الروتينية التي يقوم بها الجيش. وعلى رأسها مطاردة الحركة الوطنية المطالبة بالاستقلال، ومحاولة تجفيف منابعها المادّية والتّسليحيّة.

بعد مؤتمر الحزب الحر الدستوري الجديد (30 أكتوبر- 2 نوفمبر 1936). وتبلور فكرة الاستقلال وتحوّلها إلى مطلب أوّل، بفضل وتأثير الطلبة الشبّان العائدين من باريس (الباهي الأدغم، علي البلهوان، الهادي نويرة). وانعكاس ذلك على اشتعال معركة 9 افريل 1938، أضحت فرنسا في حاجة لعدد أكبر من القوّادين والڨُومية، فتضاعف عددهم. وكانت عملية استقطابهم تتمّ بناء على معطيات مختلفة: بعضهم كانوا رسميين عملوا في صفوف عسكر فرنسا في حروبها كثيرة الجبهات. وبعضهم تطوّع لخدمة المستعمر. وبعضهم دفعته الخصاصة والفقر. وبعضهم انضمّ خوفًا من البطش. وبعضهم انضم للمحتل التزاما واقتناعا ببقاء تونس تحت الاستعمار!

بالمختصر، كلّما تصاعدت المقاومة سواء في الفترة المحيطة بانتفاضة 9 أفريل 1938، أو بعد مذكرة 15 ديسمبر 1951، والتي أدت إلى اندلاع الثورة المسلحة في جانفي 1952، بدأ قوّادة فرنسا يلعبون أدوارًا أهم وأكبر، إذ أصبحوا إلى جانب شغلهم الأمني الاستخباراتي، يقومون بالدعاية لصالح سياسة المقيم العام، والتحريض على الحركة الوطنية وتشويهها، في محاولة لإقناع الشعب بأن العسكر والجندرمية الفرنسية تعمل على حفظ الامن وتكافح "أعمال التخريب والإرهاب التي يقوم بها الفلّاقة". وأن كل ما يتم من ملاحقات واعتقالات وتعذيب وحشي وانتقام من الاهالي المدنيين المتعاونين مع المقاومين، هي "ضرورة مُرّة" تسبّب فيها "المُشاغبون". ولقد عمدت السلطات الفرنسية في ذلك الوقت إلى إظهار وُجُوه جنود مسلمين (توانسة مُجنّسين) يقاتلون إلى صفّها، حتى تبدو وكأنها "سلطة شرعية" تحارب مجموعة إرهابيين مارقين على القانون، والدليل وجود توانسة ضمن قواتها، يقاتلون بأنفسهم لوضع حد لهذا "الإجرام". كما حرصت السلطات السّجنيّة على مشاركة هؤلاء القوّادة في بعض عمليات التعذيب والاغتصاب، حتى تتأكد من قطع الروابط الدينية والأخلاقية أو القبلية، التي تربط المتعاونين معها بالأهالي وعلى وجه الخصوص برجال الحركة الوطنية.

في جويلية 1954، خطب رئيس الوزراء الفرنسي، بيير منديس فرانس، ووعد بمنح تونس حكما ذاتيا كاملا، على أن يتم ذلك بعد التوصل لاتفاق من خلال مفاوضات. فتمّ إطلاق سراح المعتقلين، وعاد بقية الوطنيين من المنافي... ودون إطالة، تمّ توقيع اتفاقية جوان 1955 من قبل مندوبي حكومة التفاوض التونسية ونظرائهم الفرنسيين، على الرغم من أن تلك الاتفاقية فرضت قيودا كبيرة في مجالات السياسة الخارجية والتعليم والدفاع والمالية، ممّا أدّى إلى الانقسام المعروف حولها (ليس هنا مجال تفصيله). ولكن يمكن اختصار القول بأن سير المفاوضات ما بين صيقي 1954 و 1955، تأثر كثيرا بتطوّر الأحداث، منها عامل المقاومة التونسية واندلاع الثورة الجزائرية آواخر خريف 1954من جهة، ومن جهة أخرى كانت هنالك عوامل متعلقة بعدم الاستقرار السياسي في فرنسا ذاتها. وأمور أخرى متّصلة بالبُعد الدُّولي، من ذلك انعقاد مؤتمر باندونغ (أفريل 1955) الذي تبنّى بقوّة قضية حق الشعوب في تقرير مصيرها، والذي أعدّ لظهور منظمة عدم الانحياز بعد أشهر قليلة.
كل هذه المعطيات المُستجدّة، أوصلت صُنّاع القرار في فرنسا لقناعة تامّة بأن البقاء في تونس لم يعد مربحًا لا سياسيًا ولا اقتصاديًا. والأجدر هو الانسحاب على أن تحتفظ ببعض القواعد العسكرية الضرورية لمواجهة الثورة في الجزائر.

ما يعنينا هنا هو أنّ قوّادة فرنسا انقسموا منذ بدأت المفاوضات. أغلبيتهم الساحقة تراجعوا وانسحبوا من دائرة التعاون مع السلطات الاستعمارية، بل أن بعضهم تظاهر بالتعاون مع الفلّاقة. بعضهم ترك مسقط رأسه ونزح إلى مناطق أخرى للاختباء. بعضهم هاجر. بعضهم احتمى بالأمين باي. ولكن هنالك فئة ظلّت متمترسة في خندق الاستعمار رافضة للمفاوضات ولفكرة الاستقلال حتى بعد توقيع اتفاقية جوان 1955. وحتى بعد انتخاب المجلس التأسيسي وتشكيل حكومة الحبيب بورقيبة الأولى.

لم يكن هؤلاء الخونة يعرفون أن فرنسا ستتخلى عنهم بتلك القسوة والنُّكران، وأنها ستُسلّمهم للحركة الوطنية وحكومة الاستقلال على طبق من ذهب. ومع بداية وصول الإشارات الأولى عن قرب الحسم في إمضاء اتفاقية الاستقلال التام، وقرار انسحاب فرنسا من تونس، بدأ هؤلاء يسْتجْدُون المقيم العام، بحثا عن ضمانات للحفاظ على حياتهم وعدم تعريضهم هم وأسرهم لخطر الانتقام. ومع التطورات الميدانية التي عرفتها الساحة التونسية، قُتِل بعضهم في بيوتهم على مرأى ومسمع من أطفالهم، مثل عزالدين باي الأمحال، والشادلي القسطلّي، وبعض الذين ترشحوا لانتخابات البلدية في 1953 (أتعمّد عدم ذكر الألقاب) وتم اعتقال البقية. وهكذا وُضِع الذين حملوا سلاح فرنسا وتوشّحوا برايتها، في الأقفاص كالفئران، وقُدّموا لمحكمة القضاء العليا التي بُعثت يوم 19 افريل 1956، برئاسة القاضي محمد فرحات. وتتكون في معظم أعضائها من أعضاء المجلس القومي التأسيسي: الشادلي قلالة. محمد القنوني، محمود الكافي، محمد الرّيْ، محمود زهيوة، محمد بالرمضان، الطاهر دبيّة...

نشأ جيل كامل من أبناء الڨومية، الذين وُلدوا في ظروف أفضل من ظروف أندادهم، بفضل الخدمات التي قدّمها آباؤهم للمحتلّ. فكان أن تعلموا في المدارس الفرنسية. وكانوا مهيّئين ليحتلّوا مناصب مهمة في الدولة قبل غيرهم من أبناء الشّعب الذي حُرموا من المدرسة. ولكنهم (أولاد الڨومية) عاشوا معطوبين في وجدانهم العميق، إذ تؤلمهم نسخة الملحمة الوطنية، ويؤذيهم الاستقلال، على الأقل من وجهة نظر آبائهم الذين حاربوا البلد الذي ولدوا فيه وعاشوا وواصلوا تعليمهم في معاهده وجامعاته.

أبناء قوّادة الاستعمار، لم يتخلّصوا من عقدة الآباء الذين منهم من مات في السجن، ومنهم من قُتِل، ومنهم من زيّف تاريخية وغيّر جلده.. ولكنهم بالمجمل لم يموتوا سعداء، بل غرقوا بقية حياتهم في بحر عميق من الصّمت، بسبب الحزن والإحساس بالعار والخذلان.
أما عبارة "ولد الڨومي" التي ستلاحق أبناءهم، لمدة طويلة، فهي تعني ببساطة الخزي والعار. تعني إحساس الطفل بأن أباه "التونسي" وقف مع الفرنسي في وجه معركة التحرير، وأنه وشَى بالوطنيين، وتسبّب في سجنهم وقتلهم والتنكيل بهم.
إن الواحد من أبناء الڨومية يُفكّر بنفسه، وحال لسانه يقول: "كيف أمكن لأبي أن يُفضل العبودية والاحتلال على الحرية والاستقلال؟
ما ذنبي انا، حتى أعيش بجبل من العار على اكتافي؟
هل كان أبي على حقّ؟
أبي لم يشرح لي شيئًا من ذلك أبدًا".

هؤلاء بالتأكيد لم يفخروا بآبائهم ولا أحبّوهم. ولكنهم أبدا لا يتحمّلون مجرّد الحديث عن الوطنية، لأنها تؤذيهم وتضغط على ذلك الجرح النّائم في الداخل البعيد. وهذا هو المعنى الدّقيق لعبارة "العِرڨْ دسّاس".
بطبيعة الحال، ومرّة أخرى، لست بوارد وضع الجميع في سلّة واحدة. وليس المقصود إدانة كلّ من يُعارض الرئيس. ولكن عدد كبير يتحرّك بمفعول العرڨ الدسّاس. لذلك تلاحظون اليوم حالة فزع وسخريّة وتَطاول وإسهال من الشّتائم تُجاه رئيس الجمهورية. والمقصود والمستهدف الحقيقي ليس قيس سعيّد في شخصه، بل هو الخيار الوطني والتّصميم على تأكيد استقلال قرار البلد.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولار لن يبقى سيّد العالم
- هل التعدّد المذهبي والطائفي والثقافي هو سبب تخلّف العرب؟
- الإسلام الموازي وتكفير أهل الكتاب
- حول -الاستقلال- ودولة الاستقلال.
- بوصلة الشهيد!
- العالم بتغيّر
- الفساد هو الأساس المادّي لحكم الأقليات المافيوزية في تونس من ...
- ضدّ التّضليل، ضدّ تزوير الذّاكرة.
- المتعاونون الجُدُد مع نظام الإرهاب والفساد.
- العَلمَنَة مسار تاريخي، وليست قرارًا إداريًّا.
- أحزاب القبيلة وحُكم الأقلّيات
- الإسلام السياسي والاستعمار، مشروع واحد.
- أُفول اليسار التّونسي على يد قيادات اليمينيّة.
- في غياب تحالف شعبي ديمقراطي، لا خيار إلا الرئيس
- حركة النهضة سقطت بسبب جرائمها
- هذا ما حدث في تونس
- برقية إلى شباب اليسار التونسي
- أزمة الأحزاب السياسية في تونس
- التدخل الروسي في أوكرانيا: هل هو غزو للأخت الصغرى؟ أم مواجهة ...
- هل يمكن الحديث عن أزمة في الإسلام؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - العرڨ دسّاس