حكمت الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 7579 - 2023 / 4 / 12 - 16:49
المحور:
الادب والفن
اسمعي وأنتِ مَنْ تكونين
حكاية جندي منهزم
كان يا ما كان
كان هناك جندي منهزم
ينام والأرقام تحت رأسه مخدات
كانت شواربه ثمانية
أمّا رقم وَحْدَتِهِ فكان ثلاثا وثلاثين
ومقاس بسطاله كان خمسا وأربعين
وخصر إمرأته أربعة وخمسين
لقد تأخرت عن موعد حلمي
ولكن انظري إلى حلمي
ألا يحمل علامة العصفور على المشجب؟
المسألة ليست في الإسلام السياسي
وليست في الإرهاب
كما أنّها لیست في الشلغم والخس
لكنها فيكِ أنتِ أيتها المليكة
يا من تنامين طوال حياتك
قبالة حجر المغسل
تستقبلين هذا
وتودعين ذاك
هل فهمت الآن
كم هو قريب الموتُ؟
حفيد والدكِ البرئ لطيف
مثل طبل في مناسبة
ورصين هو طفلكِ مثل مِلْحِ
ولكن تعلمين
حتى الملح يفسد !
افتحي الألبوم يا مليكة
قبل أن تفكري بآراءَ عِدَّةٍ
إفتحي فخذيك لآخر مرة
جنوب حقل الجراد
عندي هنا في جيبي
عنوان مقلع أحجار
عندي في رأسي ذكرى
أو صورة قرية
بأحذية عسكرية تطقطق
مصنوعة من السرخس
عندي صورة لآنسات ملحداتٍ
بلا دين ولا إيمان
يَعْتَنَيْنَ بالكنيسة والجامع
بينما تموت من الغيرة الحدائق.
اسمعي وأنتِ مَنْ تكونين
الوحوش تُروّضُ نفسَها .
* من المجموعة الشعرية بعنوان "الوردة بدون لماذا"، الصادرة ببغداد عام 1994.
#حكمت_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟