أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - خمس وسبعون عاماً على مولد إتحاد الطلبة العراقي العام ..!















المزيد.....

خمس وسبعون عاماً على مولد إتحاد الطلبة العراقي العام ..!


أمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7579 - 2023 / 4 / 12 - 13:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حينما اندلعت وثبة كانون الثاني في اليوم السابع والعشرون من شهر كانون الثاني عام 1948 ضد معاهدة بورتسموث , لم يكن اتحاد الطلبة العراقي العام قد ظهر للوجود بعد لكن الطلبة الشيوعيين والديمقراطيين كانوا المحرك الفعال لها بالاضافة الى العمال وبقية شرائح المجتمع العراقي الوطنية , وفي هذا الوقت كان الرفيق يوسف سلمان فهد أحد ابرز قادة الحزب الشيوعي العراقي في السجن لكنه كان على مقربة من احداث الوثبة ومن التهيئة لتشكيل إتحاد الطلبة وكان يمدهم بملاحظاته القيمة وتوجيهاته المفيدة وهو يتلمس نجاح الوثبة في تحقيق عدد من اهدافها الوطنية ..وتمخضت جهود الطلبة وخاصة الشيوعيين في عقد مؤتمر تأسيسي لإتحادهم في بغداد العاصمة في يوم 14 نيسان عام 1948 بعد أن إستقر رأيهم على عقده في سينما روكسي في شارع الرشيد , ولما بدأت الوفود بالتجمع للدخول للسينما وإتمام نجاح عقدهم للمؤتمر التأسيسي كانت الشرطة الملكية لهم بالمرصاد فقامت بإحتلال السينما ومنعتهم من تحقيق ذلك الحدث الهام في تاريخ العراق وخصوصاً الطلبة الديمقراطيون قبل الشروع بعملهم الوطني متذرعة بأن الحكومة حجبت الترخيص الرسمي لعقد المؤتمر ! في الوقت الذي كان به الطلبة وخاصة الشيوعيون قد أخذوا الاحتياطات اللازمة واستعدوا لعقده في مكان بديل وفي منطقة عمالية معروفة في شارع الشيخ عمر وفي ساحة السباع وقد تهيأ العمال بسواعدهم السمر لحراسة المؤتمر , وقد تم ترك عدد من الطلبة قبالة سينما روكسي لتبليغ القادمين للمؤتمر بتغيير الوجهة الى ساحة السباع وهذا ما تم فعلاً للجميع الذين عزز تواجدهم المشاركة الفعلية والضرورية للمؤتمر, وكان لحضور الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري أثره العظيم والقاءه قصيدته والتي كان مطلعها..
يوم الشهيد تحية وسلام.. بك والنضال تؤرخ الاعوام
بك والضحايا الغر يزهو شامخاً ..علم الحساب وتفخر الارقام
كذلك حضرت نخبة من كبار السياسيين ورجال العلم والشعراء والمبدعين ومنهم الشاعر بدر شاكر السياب بالاضافة الى العمال الواعين والمساندين لاخوتهم الطلبة ..كان حضورهم في الفضاء المكشوف وتحت شمس بغداد في ميدان الاسود وكانوا من مختلف مدن العراق بقومياته واديانه وقدرت مصادر الحزب الشيوعي العراقي عدد الحضور كما يؤكد الباحث الفقيد حنا بطاطو بين 5000 الى 6000 شخص وكانت من ابرز مهام المؤتمر هو حل مشاكل الطلبة وربط المسائل الطلابية بتلك الاجتماعية وتعبئة الطلبة في خدمة الاستقلال والديمقراطية وضد الامبريالية وبعد الاشعار والمداخلات من المندوبين تم تعيين لجنة تنفيذية دائمة ورشح رئيسا لها الطالب جعفر اللبان وهو شاب في الحادية والعشرين من العمر ومن اهالي الحلة رئيسا وكان شيوعي ويدرس في المعهد العالي للمعلمين وانتخب ابو زيد صلال نائبا للرئيس وخلوق امين زكي سكرتيرا وعبد الجبار شوكت اميناً للصندوق ومحمود الجنابي وهادي هاشم ومحمد عبد الله رستم اعضاء في اللجنة التنفيذية كما وشارك في المؤتمر من الشيوعيين البارزين الشهيد جورج تلو والرفيق عمر علي الشيخ ابو فاروق ( الذي شغل لفترة طويلة عضوية المكتب السياسي للحزب الشيوعي ولا زال على قيد الحياة في اربيل الان ) ومعه زميله عبد الرزاق مطر وكانوا يمثلون كلية الهندسة وكذلك حضر ابراهيم الشيخ نوري وابراهيم عبد الحسن وعناصر شيوعية اخرى كثيرة واسهمت مناقشاتهم الحيوية في نجاح اعمال المؤتمر التأسيسي الاول الذي نحتفل بذكراه الخامسة والسبعين هذا العام 2023..ثم انتخبت اللجنة التنفيذية من قبل المندوبين وكان عددها 23 طالبا كان من بينهم 12 عضو في الحزب الشيوعي اي أكثر من النصف ! كذلك سيطر الشيوعيون على عمل مكتب السكرتارية بأن شغلوا خمسة مقاعد من مقاعدها السبعة وكان من بينهم هادي هاشم الذي صار لاحقا وبعد ثورة 14 تموز عام 1958عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي ..ثم انضم اتحاد الطلبة العراقي العام الى الاتحاد الدولي للطلبة..وخلال كل تاريخ الاتحاد الممتد لخمس وسبعين عاماً كان الطلبة الشيوعيون يتصدرون المواقع القيادية في الاتحاد ولذلك إمتاز نضالهم بالاضافة الى المطالب بحقوق الطلبة , بالاهتمام بالقضايا السياسية الوطنية ولذلك كانت تلاحقهم جميع الحكومات الملكية والجمهورية كلما لاحقت الشيوعيين والعناصر اليسارية المخلصة للوطن ووجهت اليهم ضربات قاسية إبتدأت في عامي 1948 الى عام 1949 وتم فيهما اعتقال وسجن عدد كبير من كوادره وقياداته ولعدة سنوات ومنهم جورج تلو وابراهيم حسين وعبد الرزاق مطر وخلوق أمين زكي وآخرين وتعرض الطلبة في جميع المحافظات الى التنكيل بهم وقدموا خيرة شبيبة العراق ومن الجنسين شهداء جنباً الى جنب شهداء الحزب الشيوعي العراقي , وشكل هذا الحدث التاريخي منعطفاً هاماً في تاريخ العراق وخصوصاً الحركة الطلابية العراقية وعملها الجماهيري الديمقراطي بين جماهير الطلبة وجاء تتويجاً للتوجيهات الصائبة للرفيق الخالد فهد الذي وجههم وخاصة الشيوعيين منهم في الكليات والمعاهد وحتى في الاعداديات بضرورة تشكيل لجان طلابية والتي ركزت في عملها على القضايا الاجتماعية والثقافية في بداية تكوينها ..وكانت شعارات مؤتمرات الاتحاد تؤكد على (..في سبيل حياة طلابية حرة ..في سبيل مستقبل أفضل )..ثم نشأت جمعيات وروابط طلابية تابعة لاتحاد الطلبة العام في عدد من دول العالم التي كان يدرس فيها الطلبة العراقيون وكان شعارهم الرئيسي هو .(.التفوق العلمي والعودة للوطن ) بالاضافة الى شعارات الاتحاد الرئيسية المعروفة وخلال حقبة تأسيس الجمهورية العراقية وحكوماتها لم يتخلص الاتحاد والمنضوين فيه من الملاحقة والتنكيل بهم وخاصة إبان فترة السبعينيات في ظل حكومة البكر وصدام الى أن ضغطوا على الحزب الشيوعي العراقي الذي كان متحالفاً معهم في جبهة ( وطنية بالاسم ..! ) بأن يقوم بخطوة تجميد الاتحاد وسائر المنظمات الديمقراطية الاخرى كاتحاد الشبيبة ورابطة المرأة لكي ينفردوا بالساحة بمفردهم ويشحنوا الاجواء بأفكار حزب البعث المعادية للديمقراطية وحرية الافراد ومن المؤسف أن يجري سحب ممثلي اتحاد الطلبة من مواقعهم في الاتحاد العالمي للطلبة بضغط من الحكومة العراقية واصرارها على ذلك لاتاحة المجال لممثلي الاتحاد الوطني التابع لحزب البعث لشغل مواقع زملائنا فيها ولو لبعض الوقت ! وبعد الحملة الشرسة ضد الحزب الشيوعي وخصوصاً اوائل عام 1979 حيث بدأ اتحاد الطلبة وسائر المنظمات الديمقراطية والتي تم حلها بشكل قسري بأن تستعيد مواقعها الدولية وتعاود ممارسة نشاطاتها وبقوة بالوقت الذي انحسرت فيه منظمات السلطة المعروفة باتجاهاتها المناوئة لحقوق الانسان على كافة الاصعدة ..المجد لاتحاد الطلبة العراقي العام في ذكرى مولده الخامسة والسبعين يوم 14 نيسان عام 1948 وباقات من الورود الحمراء على أضرحة شهداء الاتحاد الكثر ومن جميع المحافظات العراقية ..ستبقون الزهور الحمراء الجميلة التي تطرز صدور الطبقة العاملة العراقية..المجد لكم ولاتحادكم المجاهد..



#أمير_أمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسون عاماً في صفوف الحزب الشيوعي العراقي !( 2 من 2 )
- خمسون عاماً في صفوف الحزب الشيوعي العراقي !( 1 من 2 )
- ربع قرن على رحيل ثابت حبيب العاني ( 2من 2)
- ربع قرن على رحيل ثابت حبيب العاني ..! (1 من 2)
- البيت على قد أحلامنا ..والعيشة على قد الحال ..! (2 من 2 )
- البيت على قد أحلامنا..والعيشة على قد الحال ..! ( 1 من 2 )
- الخبز الحافي ومحمد شكري ..وجهان لعملة واحدة .
- وداعك مؤلم جداً رفيقنا عادل حبة !
- الشهيدات الشيوعيات شموس ساطعة في سماء العراق
- وضع سياسي مربك بحاجة ماسة للتغيير
- ثلاثون عاماً على اللجوء للدنمارك ! 3 من 3
- ثلاثون عاماً على اللجوء للدنمارك .. ! 2 من 3
- ثلاثون عاماً على اللجوء للدنمارك .!..1 من 3
- لذكرى إستشهاد النصيرين مناضل عبد العال وعادل قوال حجي .
- فلاح الصراف ..الشهيد الشاب البريء المغدور ..!
- الشيوعي الطيب الاصيل ابو جمال وداعاً ..!
- عشرون عاماً على رحيل الملحن العراقي كمال السيد !
- مودة تغيير إسم الحزب الشيوعي ..!
- مظاهرة الحزب الشيوعي العراقي يوم اعلان الجبهة الوطنية !
- جبهات جوقد وجود وجك , تجارب وعبر..!


المزيد.....




- -أمريكا ليست وجهتنا-..أوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى الو ...
- شاهد حجم الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مستشفى الأهلي ...
- إيران: قد يتغير مكان المفاوضات النووية.. وعلى أمريكا حل -الت ...
- تحذيرات من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى الق ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عن مساعدات لفلسطين بـ1.6 مليار يورو
- باريس تقول إن الجزائر طلبت من 12 موظفاً بالسفارة الفرنسية مغ ...
- لماذا تحتاج واشنطن إلى أوروبا لإنجاح الجولة الثانية من المفا ...
- بوادر أزمة جديدة.. الجزائر تطلب مغادرة 12 موظفا بسفارة فرنسا ...
- آثار زلزال طاجيكستان (فيديوهات)
- محمد رمضان يرتدي -بدلة رقص- مثيرة للجدل


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - خمس وسبعون عاماً على مولد إتحاد الطلبة العراقي العام ..!