حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
الحوار المتمدن-العدد: 7579 - 2023 / 4 / 12 - 12:34
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
سبق أن كشفت وكالة الأنباء الصينية عن أول مذيعة أخبار تعمل بتقنية الذكاء الصناعي في العالم، لتنضم إلى نظرائها في الوكالة الرسمية. تحاكي هذه الآلة المذيعين الحقيقيين في حركاتها وأسلوب كلامها، وتبدو فعلا نابضة بالحياة بتفاصيل مثيرة للدهشة، مثل حركات الرموش واليدين أمام الكاميرا.
ألا يحق لنا الشعور بالرعب حين نعلم أن هذا "المذيع الروبوت" يتميز بقدرته على العمل على مدار 24 ساعة، على عكس البشر؟
الأكثر إثارة للدهشة هي الأضواء التي سرقتها مذيعة ذكاء اصطناعي وروبوت خلال جلسة بعنوان “الذكاء الاصطناعي في الإعلام” على هامش منتدى الجزيرة الرابع عشر في الدوحة، وعرف الروبوت نفسه لجمهور المنتدى، قائلا إنه “يجيد التفاعل مع الناس” وأنه سعيد بالمشاركة في المؤتمر لكنه ملّ من تلقي الأوامر من الكائنات البيولوجية ويتوق وأصدقاؤه إلى السيطرة على العالم!
وتحول الأمر إلى واقع في حدث هو الأول من نوعه أيضا حين حلّت مؤخراً مذيعة الذكاء الاصطناعي محل ميسون الدخيل مذيعة برنامج هاشتاج على الجزيرة مباشر، الجمعة، لتقديم فقرة من البرنامج، إذن تحولت الفكرة إلى حقيقة.
نتحدث عن الموضوع لأنه لم يعد خيالاً علمياً نشاهده في أحد الأفلام السينمائية، وفي حين كانت المخاطر التي نخشاها ونحذر منها هي الإنفجار السكاني، نقصان المصادر الطبيعية، التلوث البيئي، واحتمال وقوع حرب نووية مثلا ..
اليوم أصبح علينا أن نتحدث عن أخطار أخرى؛ روبوتات سيصل ذكاؤها إلى درجة تسمح لها بالتفوق على البشر، فالذكاء الاصطناعي هو الموضة الجديدة التي يدور الحديث حولها في كل المجالات، في الأجهزة الإلكترونية على اختلافها، في الأسلحة، وأيضاً في السيارت الذكية، التي يفترض أن تنتشر قريباً في شوارع مدننا خلال 5 سنوات.
التوقعات تقول أنه بحلول العام 2075، سـتصل آلات مزودة بقدرات خاصة إلى مستويات ذكاء تفوق مستوى الإنسان تمكنها من اتخاذ قرارات بشكل ذاتي، من دون العودة إلى أي مرجعية بشرية، فهل حان وقت القلق؟ أم ليس علينا سوى أن نتخيل عالمنا بعد أجيال ونحمد الله على أننا عشنا في عالم كنا فيه نحن البشر الحقيقيين أصحاب الأولوية في كل شىء؟
#حنان_بديع (هاشتاغ)
Hanan_Badih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟