تركي عامر
الحوار المتمدن-العدد: 7578 - 2023 / 4 / 11 - 18:29
المحور:
الادب والفن
·
دَخَلَ القاضِي.
وَقَفَ النَّظّارَةُ وَالوُكَلاءْ.
جَلَسُوا. ٱنْتَظَرُوا. وَقَفَتْ
كَيْ تَخْطُبَ سَيِّدَةٌ لَسْناءْ،
والخُطْبَةُ ما كانَتْ عَشْواءْ.
سَأَلَ القاضِي: يا سَيِّدَتِي،
مَنْ أُولاءِ البُؤَساءْ؟
ضَحِكَتْ كَثَرِيَّةِ حَرْبٍ:
باعَةُ أَحْلامٍ - شُعَراءْ.
لَبِسَ القاضِي
نَظّارَتَهُ السَّوْداءْ:
حَسَنًا، ماذا فَعَلُوا؟
ضَحِكَتْ غَمّازَتُها اليُسْرَى:
سَهِرُوا. شَرَبُوا. سَكِرُوا. كَتَبُوا
بِالمَاءِ على رَمْلِ الصَّحْراءْ.
هَمَسَ القاضِي:
هٰذا مَسْمُوحٌ سَيِّدَتِي.
ضَحِكَتْ غَمّازَتُها اليُمْنَى:
نَفَخُوا نارًا. طَبَخُوا. مَلَأُوا
بالُوناتِ التّارِيخِ هَواءْ.
عَبَسَ القاضِي:
هٰذا أَيْضًا مَسْمُوحٌ سَيِّدَتِي.
ثارَتْ حَنَقًا: شَطَحُوا.
سَرَحُوا. قَذَفُوا. ٱقْتَرَفُوا.
زَعَمُوا أَنِّي حَسْناءْ.
صَرَخَ القاضِي: فَلْتُقْطَعْ
أَلْسِنَةُ السُّفَهاءْ!
ثَنَّى يَتَأَفَّفُ: ما هٰذا؟ تَبَّتْ
أَقْلامُ الأَفّاقِينَ مِنَ الشُّعَراءْ!
غَضِبَتْ تِلْكَ الرَّعْناءْ.
رَجَمَتْ أُمَّ القاضِي
بِشَتائِمَ مُحْدَثَةً
لا تَعْرِفُها اللُّغَةُ العَرْباءْ.
♡
تركي عامر، ١١ نيسان ٢٠٢٣
#تركي_عامر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟