سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7577 - 2023 / 4 / 10 - 14:39
المحور:
حقوق الانسان
بعد أن أن تمت المصادقة من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة على قرارها الاخير ضد النظام الايراني لإنتهاکه حقوق الانسان و تصعيده للإعدامات، فإن هذا النظام و بدلا من أن يخفف من غلواء قمعه وإستبداده ودمويته ويسعى للإنفتاح على العالم والتجاوب معه بروح العصر، فإنه يصر على التمسك بنهجه ورٶيته القرووسطائية لمبادئ حقوق الانسان عموما والمرأة خصوصا.
السٶال هو؛ هل إن قرارات الادانة الدولية ضد النظام الايراني في مجال إنتهاکات حقوق الانسان والتي وصلت الى 69 قرارا، قد أثرت على الرٶية الرجعية المتحجرة لهذا النظام وجعلته يغير منها؟ قطعا فإن الاجابة بالنفي الکامل، حيث إن رٶية هذا النظام تستند على أساس نظرية ولاية الفقيه الرجعية الاستبدادية التي معظم مبادئها تنتمي للعصور الوسطى وتتناقض وبشکل صريح مع روح هذا العصر.
النظام الايراني سعى ويسعى عن طريق إطلاق التصريحات الکاذبة والتمويهية التي لاوجود ولاترجمة عملية لها على أرض الواقع، الى خداع المجتمع الدولي ويزعم بأنه يراعي حقوق الانسان والمرأة ولکن مايتعرض له"بحسب زعمه" إنما هو هجمة سياسية للنيل منه، لکن إنتفاضة 16 سبتمبر2022، کشفت وفضحت هذا النظام شر فضيحة عندما أنتفض الشعب وعلى أثر قيام شرطة النظام الاخلاقية بقتل الشابة الکردية مهسا أميني، إنتصارا للمرأة الايراني المظلومة من خلال مهسا أميني.
مزاعم رعاية حقوق الانسان في إيران منذ إستلام ابراهيم رئيسي لمهام منصبه، المثيرة أساسا للسخرية والتهکم، تدحضها وتفندها مجريات الامور في الواقع، ذلك إن هذا النظام الذي تم تأسيسه وإقامته على جماجم ودماء وأرواح أبناء الشعب الايراني، هو بالاساس نظام معادي لکل ماهو إنساني و لايمکن أبدا الرکون إليه والاطمئنان إليه و قطعا فإن الدعوات المختلفة التي وجهتها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، بإحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي أو ربط العلاقات السياسية والاقتصادية مع هذا النظام برعايته لحقوق الانسان والمرأة.
هذه الدعوات التي وجهتها السيدة رجوي، إنما وجهتها لعلمها بأن قرارات الادانة الدولية للنظام في مجال إنتهاکات حقوق الانسان لوحدها لاتکفي ولاتفي بالغرض طالما کانت غير ملزمة ولاسيما وإن النظام وطوال ال44 عاما المنصرمة أثبت عمليا مدى صفاقته من هذه الناحية وإستخفافه المفرط بالقرارات الدولية، وهذا الذي جعلها تشدد على منح أبعادا إلزامية للقرارات الدولية بحيث لايتمکن النظام الايراني من تخطيها وعدم الالتزام بها.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟