حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1713 - 2006 / 10 / 24 - 05:58
المحور:
الادب والفن
من يقطع شريانه .. ينتحر
من يجرف أرض أحلامه .. ينتحر
من يجعل أوتار قلبه ترتخي .. ينتحر
من يرمي نفسه في جب المألوف
ويغرق تحت ركام التراث الخانق
من يقبع في هاويته دون حراك
من يسجن الحمام الزاجل في القفص
وخطابات الهوى الثوري في الأدراج
من يقطر عرقاً وهو مسمر القدمين والروح
من لم يتحرك ذراعاً .. ولم يهرول ليلاً
ولم يحلق حزناً أو عيداً
يــمـــوت
يتكفن وقت ميلاده
وقت صرخته الأولى .. والأخيرة
موجود في قبره المـُسمى خطأ بالحياة
يأكل .. ويشرب .. وينام
غده .. كأمسه
مائت يموت
أوراق خريف .. تسقط
فضلات تـُرمى في سلة المهملات
جثة مـُلقاة على قارعة البركة
تفوح رائحة نتنة
رصيد من الغبار هو تركة الريح
خيوط عنكبوت عجوز في الأركان
ظلام متقن الصنع تشعـُه النوافذ
أخشاب مكسورة أرضية غرفة الانزلاق
كل ما هو مـُحبط .. كل ما هو فاسد
كل ما هو فخ
كل ما هو مـُغري .. اهرب منه
كل ما هو طارد .. اهرب أيضاً منه
لا تختار من يعبث بإرادتك
من يفتش في نواياك ولا يقلب موائد هيكلك
الموج الذي يريد ضلالك لا يجرفك
والمطر الذي لا يروي ظمأ أرضك .. يغرقك
اهرب منه الآن
نحو أحضان الوطن المفتوح
نحو أوتار الروح المشدودة دائماً
حلق نحو السموات العـُلى
التي لا تعرف غير التنفس بعمق
غير التمرد الحـُر
والاستلقاء على ظهرك لتداعب النجوم
ولتحتضن دموعك الندى
وليرقصوا معاً .. رقصة الجنون
ليصيرا الاثنين واحداً ..
أنا .. أنتِ .. والجنون
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟