أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن بلاسم - دكان الشيطان !! لقراءة الكف وتعميد الاطفال ٠٠















المزيد.....

دكان الشيطان !! لقراءة الكف وتعميد الاطفال ٠٠


حسن بلاسم

الحوار المتمدن-العدد: 507 - 2003 / 6 / 3 - 15:53
المحور: الادب والفن
    


 


ادخلوه آمنين ٠٠
افتحوا الابواب المخمرة بالخوف والخراء
صباح الخير ايها الخوخ ٠٠
ما الجديد الذي عليك ان تعرفه اليوم عن العالم ، وهو يحدق فيك مثل البحر الى الغريق ، وكأن الامر ﻻيعنيه ٠
انا ما زلت بوترين : القبر والوردة
رائحة الارض كلها في انفي ، اشم وﻻ اعطس مثل رب وقور
وما تشطبه الموسيقى من دمك لم يعد يكفي ٠٠ او ، لو كان الفزع كله دفعة واحدة ٠٠
حياة كل واحد منا ينقصها راوي وشيطان


الزبون الاول :
من انت؟!
كانت تفترش السوق ببضاعة فصامية٠ فما علاقة كتاب مصفر في الحلال والحرام بقرب قدح ماء فارغ ووحيد ، او اين هو المعنى في سكين تاريخية مازالت حادة ، بجوار لباس داخلي لصبية وازرق٠ بضاعة تشبه احداث طفولتي٠ ومن الواضح انها ذاكرة البيت بقدر ماهي بضاعة ، فهناك ايضا ، صورة الامام علي وقندره سوده طراز الثمانينات ودفتر مذكرات يحمل اسم ( ١٩٧٩ ) لم يكتبه صاحبه بعد٠ وهي الاخرى على فرشة السوق ، وطحين واسماك وزراب وخيارودجاج واسنان وبرتقال وكبرياء وضلوع ودخان وعواء وزيوت وبصاق وذباب وقمع وآيات وعرموط وسحاق وباذنجان وارحام وعجول وشوارب وسجاد وعيورة وقصائد وحمير ٠٠ بلاش يا ولد ٠٠ بلاش ٠٠ تعالوا ٠٠ تعالن٠٠ كل المواويل بلاش ، بالكيلوات والاطنان والغرام يبيع العبيد احلامهم ويتفسخون ٠٠


الزبون الثاني :
انا اعرفك !
لست مثيرا للشفقة ، وﻻ انت على مايرام٠ ساسميها بدلا عنك ، كخدمة مجانية٠ اسمع ٠٠ او اظرط اولا٠
اح٠٠ اح ٠٠تلك هي العلة ، الجيفة ياربي ٠
مع ذلك ، اغنية مبهمة تطارد مخيلتك بعد الحب وقبل النوم وحين الدعاء٠ وتظن انك طيب وغير مناسب٠ لما تتعرق بفظاعة ؟ هل انت مؤمن !؟ بس ﻻهم سيد !!! دخيل جدك مولاي ، تعال ٠٠
ابسط يدك للقراءة والنحيب ٠ اسمع يا غافل٠٠ حيل الطم ٠٠حيل ٠٠ بارك الله فيك :
( جسام يا سلوتي رايح ٠٠ رايح من عيوني ) ابوي٠٠ابوي ( وانقضى الدهر٠٠ وانبعص العمر ) ٠٠ رايح٠٠ حيل!
وتقول مولاي، ان الصبي كان اكثر وسامة من وضوء٠ وانه بعيد ، والساعة الجامحة توشك ان تنتصف في قلبك المفطور٠ والسوط والآية حصار فوق حصار الروح٠ وبكيت ، كلما داهمتك صورته وهو يقفز الى البحيرة ، فاخلت اشباح جسده المتلاطم ، بسجدتك الاولى والثانية والاخيرة٠ وجسام ليس صبي ، هو فاكهة النية المشتهاة ، وآخر فطور وصيام ٠
عفيه ابني ٠٠ حيل الطم حيل ٠٠ اسمع ياتائه٠٠ بالاشارة نهلك يا بني٠٠٠٠٠
يغطس
فتغرق البحيرة فيه
الصبي ،
الذي اتاح للماء بياضه الحزين٠
تش٠٠
تش٠٠
تش٠٠
حيل ٠٠ اصرخ يا عاشق ٠٠ وجسام يا سلوتي ٠٠


استراحة

في الحقيقة انا خبير برمائي في اعصاب الايقاع ، هي حقيقة مهنتي٠ وقد تعلمت وجدي الاصوفي هذا ، وانا التقي كل مساء في جوف محيطي بمسيرة مخزية من التحف الممزقة والاشلاء٠ربما كانت تقودها دمية سحر معجونة من الطين والتعب ، تشبه حبيبتك٠ قالت : باعد بين ساقيك وانحني كنعامة ، اسفل خصيتيك قمل موروث ، حكة احتضار٠ تعال واركبني ، ولتبارك الالهة دمك المدنس ٠
لكن جدتي كانت تقول ( جده٠٠ كل الناس خير وبركة ) هل احسست بالعلاقة ، انا ﻻ ، اود ان اصير سفاح ياجدتي ٠
في الشرق نحن ابناء من ؟ وعل اي سرير علينا ان نفتش ٠
ولو شطرته الى نصفين مثل تفاحة ، سترى في كل نصف مليون وجه ﻻيشبه احداهما الاخر ٠والمجموع ، تفاحة عفنة واحدة ٠يبدو ان انساننا المهزوم مصر على تكسير نفسه عمدا بيديه ، بحجة ان العالم الفاسق ، وانه ﻻيستحقني ، انا الاقدم والامثل والاقدس٠ الاوزة المظلومة ، بيضة القسمة السيئة ، وابن الخدامة لن اكون !
لكنكم شجعان وعصافير وامراء وانبياء واقوياء ، وكل ماتودون ان نقرئه في خطوط الكف وتاريخه٠ وستقودون المزيد من الاحتجاج ومسيرات الهلع والصراخ والمصائب ، الى ان تخرج فتيلة الشيخوخة راسها من زرف حضارتكم ، كي تخرس نهائيا، ولن تكون لنا حتى فرصة التلعثم ، كما نحن الان٠
سامحوني٠٠٠
زبون مهدم يطرق الباب، وانا كما تعلمون مخلص وابن قرش ، واحب الخير احب الناس ٠


الزبون الثالث :
من٠٠؟
انا٠٠٠!! ياه ، عناق ياحقدي الدفين ٠
تبا ، انا٠ او بالاحرى ﻻيمكن ملامستك٠ انت، انا٠ المهم اننا القصيدة٠ وﻻهم يحزنون ٠
قل ايها الشاعر انا اصغي مثلما ارى :
شهوة زنجية حطت في بؤبؤ جبيني ، فهاج كبد الوضوح المر٠ بهلعي الاله اقسم ، انني ما شتهيت ان الثم حلمة شيئ ، لتتوب عني الحياة بما في الكفاية ٠ افعاي لغة محمومة بالخلق والدمار ، دعيني اروح ، لأنام٠ سطر في خاصرتي واخر يذبحني كما اختناق٠ شطرين انا من نور ونبات٠ ان ياشبيهي، اشبه طيفك ، لكن من دون خلاص٠ امسك مثلا حذاء خطوتي واندم٠ ليست الدروب بالاسرار٠ هي العذوبة التمساح٠ وحروف الكفن، وجملته خياطة المجزرة٠
اسمغ٠٠ انت نبيل اكثر من الحاجة ، واضخم٠ ساغلق الستائر والابواب٠ فسيكون صراخك تنين٠
هذه بقايا سكارتي ، امنحها المجد والذهول كما تفعل مع كل الاشياء٠ مصيبتك انك مازلت تظن ان الغيمة وحدها من ينقصها كلمة ، لكي تفيض٠ والمراة لتحيض ، والارض لكي، وميض٠
اطفأ جمرتي في كل وريد اخضر ودعه يموء ٠
ولنقرا بعد فوات الآوان خطوط قبرك المستطيل ، وعطر اسمك ودودته الخالدة ٠


الزبون الرابع :
تدخل وتفر مثل جرذ امي ،ﻻتقبل القراءة وﻻالكتابة ٠ وربما تكون احد احفاد دراكولا ، الايدلوجيين٠
قضيب حار ومسموم في رحم كل حلقة ايمان مقفل ٠


الزبون الخامس :
: ما اسمك يا حبيبي ؟
:عمري ستة اعوام ٠
علموك الانشاد ؟
: عن الله والوطن والفارس والشهيد واطاعة الوالدين ، واما اليتيم فلا تقهر ٠
: في عمرك ، دخلت صفا للتفحم والخذلان وتخرجت اخطبوط٠
: لذيذة ؟
: ما هي؟!
: عيشة اخطبوط يتيم ٠
: اوه ٠٠ منافسة عثة الزمن٠
: انت شيطان وكذاب٠
: وانت طفل وغوايتك متاهة ، اغرب عن فكرتي ٠


الزبون السادس :
المدينة التي بلا نهر هي مدينة مذنبة ، والتي تطل على البحر ، مرة مجنونة ومرات منتحرة ، مسكينة المدينة التي تحتضن في قلبها بحيرة ، وسراب ٠
انت بنهر ٠ مكتملة الاقمار والمعنى ٠
واصل النهر منك ٠ مثلما انت نخلة ومدينة وجنوب ٠
اما زلت تذكرين يا ابنة الحظ والعذاب ، ذلك المشعوذ السومري وهو يتسلل بمشحوفه السمكي بين سيقان القصب والبردي وسواعد حراسك الاشداء ، كي يسرق من جمارك اول الكتابة ٠
قولي يا شهيدة ، غني ، اغنية الثمار العسلية في حلقي من جديد ، واجرحيني ٠
ﻻ شكل لنا من دونك
وﻻ رائحة
وﻻ مذاق
وكل قراءة في سعف يديك ، باب عملاق يفتح للماء واللطم والكتابة ٠

 



#حسن_بلاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتري فيل وانقذ بيتك !! - مسودة اعلان تجاري
- سسيناريو المقدس والمدنس الموسيقى والمراة والسينما ، والشعر ا ...
- سيناريو المقدس والمدنس الموسيقى والمراة والسينما ، والشعر ال ...
- الاحمر والازرق والبرتقالي ، وانا الابيض في الحوار
- سيناريو المقدس والمدنس- الموسيقى والمراة والسينما ، والشعر ا ...
- يوميات جحا العربي
- يوميات جحا العربي
- يوميات جحا العربي
- يوميات جحا العربي
- سطور مثل رسوم الاطفال
- دون كيخوتة مريض بالزائدة الدودية
- شفافية الارهاب
- الاخلاقيون الجدد
- خمس دقائق ، من اجل هذه اللحظة !
- - فضائيات ٠٠٠ بلا فضاء -
- المخلص ام بروتس


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن بلاسم - دكان الشيطان !! لقراءة الكف وتعميد الاطفال ٠٠