أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - العيد الأ تعس هو الكذبة الكبرى














المزيد.....

العيد الأ تعس هو الكذبة الكبرى


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف للإنسان السّوي أن يستقبل العيد , وكل هذا المشهد المخزي من القتل والدمار والموت مقذوف بوجهه , كيف للمرء غير المخدّر بالأوهام والأكاذيب , والتضليل الذي تمارسه أجهزة الأحزاب والميلشيات الدينية , والأنظمة الديكتاتورية بأنماطها المختلفة من الضحك على الناس 0وايغالاً في التضليل والكذب والنفاق , والهوس لدرجة الفضيحة بالكذب والدجل , واستصغار عقولهم , وتسفيه كل ما هو قِيَمّي وأخلاقي , باسم ما يدعون من دين فصلوه على قدر مقاسات غبائهم وعباءات طوائفهم , وعمائم الخزي والعار لديهم , أي مأساة يعيشها العالم الإسلامي في ظل حكومات العار , ومجموعات التعصب والجهل التي اتخذت الدين سلطة غير أخلاقية لقمع كل ما هو مخالف لجهالتها , واتهامه بالكفر والزندقة والإلحاد , وإقامة الحد على كل من لا يوالي هذه الطائفة المأسورة تحت نير وأغلال مدع ٍ كذاب , أو جاهل سباب , أو متآمر عَرّاب لأسياده , لقد حولوا الشعوب الإسلامية إلى كرة من غباء يلعبون بها وعليها , ويتمتعون بنشوة الكره والحقد والموت , أي عيد هذا الذي يأتي على هؤلاء البؤساء الأكثر فقراً وهم لا يملكون ثمن الدواء لأطفالهم المرضى , ولا ثمن اللباس لفرحة العيد , أي عيد يأتي والفقراء في بلادنا يزدادون فقراً , واللصوص من مرتزقة المال يزدادون غناً فاحشاً , أي عيد تكثر فيه الأرامل , ويزداد اليتامى , أي عيد يأتي على شعوب منطقتنا والمأساة تجر المأساة , والقتل يجلب القتل , أم أن العيد هو مجرد كذبة يتاجر بها الأغنياء وأصحاب الثروات على شعوبهم , هل العيد هو هذه المحبة التي يبر بها تجار الحروب شعوبهم ؟ أم هو الأفيون الذي يخدرون بها فقراء القوم ؟ حيث يزداد النفاق والدجل والضحك على الذقون , كيف يفرح بالعيد الظالم والمظلوم ,والقاتل والمقتول, الغنى والفقير , أليس العيد هو الكذبة الكبرى التي يحاولون بها إضفاء روح المودة والتظاهر بالتسامح , من أين يأتي الخير والفرح على الناس في يوم هذا العيد الذي يمد الأيدي الفارغة إلى الناس , أو يمد لهم الأيدي المحشوة بالرصاص , أم أن البؤساء هم العيدية , التي يقدمها طغاة العالم ومرتزقة الدمار إلى الشعوب , كيف يأتي العيد ونحن نُذبح على مقاصل البؤس , أي فرح يأتي من الهزائم المتكررة التي تُمنح لنا هدايا في كل عيد ! أنهم ينتصرون دائماً على شعوبهم التي تذبح تحت عنوان هزائم الشرف والكرامة , ألا يخجلون وهم لا يستطيعون إلا صناعة الخيبات وهزائم الأهل 0 أي عيد يصبح فيه الكره هو السيد المطلق لجميع العناوين ؟ وأي بؤس يزنر قلوب وأفئدة أصحاب الأمر , هؤلاء المطاعون بأمر الله – الحاكمون بمجد الدين,اللذين لا يأتمرون إلا بأمر الأبالسة من أسياد الشر والنفاق 0 أم أنهم عرفوا أن الأحزان والبؤس والإنكسارات أضحت عناوين لنا نعتاش بها بأيام العيد 0 نحن اللذين يسوقوننا كالنعاج إلى مسالخ الذبح , ويسوموننا شر المآسي , وهم يرقصون على أحاسيسنا طرباً وفرحاً وعيداً 0 يحميهم في ذلك المسدسات المحشوة بكل فنون القتل والتهويل , إذا كان حكامنا ظلامنا ماذا نقول في العيد ( ونحن نعلم أن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة ) ماذا نعمل ونحن لا نملك سوى صدقنا ومشاعرنا , وبقايا إنسانيتنا التي أحطناها- بأيدينا وأسناننا لكي لا تفضحنا معارفنا وإنسانيتنا , وقدرة الصبر لدينا على الأمر , أيّ عيد نستقبل في زمن الطوائف والقتل على الهوية , حيث يُرخّص الإنسان ليصبح أقل من أي رقم يذكره تاجر دجال , كيف يأتي الفرح في بلاد تُسحل فيها جثث الآدميين في الشوارع , أو تقذف إلى المزابل , كيف نستطيع النظر في عيون أطفالنا الحزانى , هؤلاء الأطفال الملمومين في زوايا البيوت , أو على أرصفة المدن , ماذا نقول في العيد للأطفال اللذين حصدت المجازر آبائهم, وتركتهم نهباً لغيلان الفقر والتشرد ؟ بأي وجه أسود مملوء بالجثث والخيانات يأتي إلينا هذا العيد ؟ هل هو يحمل الرسائل المفخخة بالقتل المجاني , ويكتب عنوانه العريض بدماء الأبرياء ؟ أي عيد يستقبله أطفال العراق وفلسطين ولبنان ! كيف يتجرأ منافق أن يقول لأطفال العراق ( كل عام وانتم بخير ) وكأنه يريد أن يقول لهم أن ما يجري , وأن كل الذي يجري هو خير , واصبروا وصابروا لكي تلحقوا بآبائكم إلى الجنة , ماذا يقول حكام العالم لأطفال فلسطين ولبنان ؟ أي عيد هذا الذي يدعون في زمن هم الذين حرموا هؤلاء الأطفال من آبائهم , بل أي عيد هذا الذي يأتي على أطفال تفننو ا بقتل آبائهم – تفجيرا , أو قنصا أو من على الطائرات , لا يهم طالما الموت واحد , كيف يستطيع هؤلاء المجرمون من النظر بعيني طفل واحد فقد والده , أي مأساة جلبها لنا العيد وما هي المآسي القادمة في الأعياد القادمة , هل سيخلق العيد تسامحا ومحبة بين الناس , لا أتصور ذلك , لأن العيد سيكون شكلا آخر من أشكال استغلال البسطاء , والمنكوبين , لكي يُداروا نكباتهم استعدادا لمآس جديدة , وصنوف أخرى من الاتجار بأرواح وكرامات الناس , هذا هو العيد علامة سوداء على جبين البشرية , وفضيحة دالة على التناقض العجيب الذي يعيشه انسان هذا الزمان , فلا أهلاً وسهلاً بك يا عيد المآسي 0 وأهلاً بعيد سوف يأتي محملاً على اكف الأطفال ليزرع وروداً وفرحاً قادما ً 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين وأتباع الله
- أحلام مستغانمي , وأوطان تنتسب إلى الصبيان
- العودة إلى المستقبل
- حمزة رستناوي , وطريق بلا أقدام
- ناجي العلي – ثمة سؤال
- مظفر النواب, النورس الحالم
- فريد الغادري يدعو لطرد العلويين من دمشق
- الأبتر
- رسالة اعتذار إلى مطربة الملائكة فيروز
- الديمقراطية والأديان عبر التاريخ
- أجنحة وفاء المتكسرة
- الحادي عشر من ايلول إنه ليوم عظيم
- كتب الغربة أقاصيصاً , ويكتب الآن قصة الوطن
- إذا كانت الأديان لله لماذا لا يوحدونها على الأرض ؟
- قدمان مائيتان
- نجيب محفوظ والفراعنة
- مأساة امرأة
- طير أوجعه ليل ُ الصيادين
- الحوار المتمدن وأصحابه الأخيار
- القصة الرقية


المزيد.....




- زيلينسكي يقول إن 155 صينيا يقاتلون في صفوف الجيش الروسي ضد أ ...
- رتل ثان من قوات سوريا الديمقراطية يغادر حلب وحملة أمنية بحمص ...
- زيارة مسؤول إيراني إلى الأرجنتين بتأشيرة سائح تثير غضبا واسع ...
- -ما تفعلونه جريمة-.. الرئيس الفرنسي يشن هجوما لاذعا على نتني ...
- تامي بروس: الاتصالات الأمريكية الإيرانية في سلطنة عُمان ستكو ...
- بينهم محمود خليل.. إلغاء تأشيرات قرابة 400 طالب وخريج في الو ...
- الخارجية التركية: استخدام القوة العسكرية ضد إيران سيؤدي إلى ...
- غوتيريش: إسرائيل بصفتها قوة احتلال في غزة عليها تحمل التزاما ...
- واشنطن: المهاجرون الذين أرسلناهم إلى السجن في السلفادور سيبق ...
- بوشكوف: قد يكون من الأفضل للولايات المتحدة أن تترك كييف لمصي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - العيد الأ تعس هو الكذبة الكبرى