أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسنين قيراط - أطياف راحلة .. جميلة















المزيد.....

أطياف راحلة .. جميلة


حسنين قيراط

الحوار المتمدن-العدد: 7574 - 2023 / 4 / 7 - 16:00
المحور: الادب والفن
    


المكان : كافيه في مكان هادئ جدا
جلس بدر يشرب فنجان قهوة كما تعود في كل مرة يأتي في أجازة للوطن ...وكان ممسكا في يده كتاب طبي يقرأه أثناء تناوله للقهوة ...كان يلتهم كل كلمة في الكتاب وكأنها موجات تشحن فكره وعقله ...كان في شوق واشتياق دائم لكل معلومة طبية جديدة يأتي بها التطور العلمي في مجال العلوم الطبية ...خاصة ما يتعلق بطب أمراض القلب ....
__ دكتور بدر ...دكتور بدر ...تنبه بدر علي صوت ينادي عليه بالقرب من مكان جلوسه ..فنظر إليه وإذا به عبد الرحمن جاره في السكن القديم قبل ان يسافر إلي لندن ....حمدالله علي السلامة ...والله وحشني ووحشتني صحبتك الحلوة ...أنا محظوظ اني قابلتك الليلة ...أنا عرسي بعد يومين ...لازم تحضر ...في عنوانا الجديد
الف مبروك ياعبدالرحمن بالتوفيق والسعادة إن شاء الله ...إن شاء الله سأحضر يمكن اقابل بنت الحلال في عرسك ويكون لي نصيب
__ معقولة أنت لسه متجوزتش للآن ؟
- الدراسة والسفر والعمل خدوني شوية من الحياة .....لم يرد ان يخبره ان السبب الحقيقي لتأخره في الزواج هو فقدانه لوالده ...ثم والدته بعده بسنوات قليلة ...حتي لا يسبب له أي حزن خصوصا وهو في نشوة السعادة والفرح بقرب عرسه ...عموما كل تأخيرة وفيها خيرة إن شاء ...الحمد لله علي كل حال
__ أهلي هيفرحوا جدا لما يعرفوا اني قابلتك وعزمتك علي فرحي ...أنت عارف أد ايه مقدار حبنا ليك يادكتور بدر...
_ من القلب للقلب رسول ياعبدالرحمن أنت نعم الاخ والصديق والجار ....أنتم أهلي وناسي يا عبد الرحمن سلامي للوالد والوالدة والصغيرة الامورة جميلة ياتري شكلها ايه دلوقتي ؟ وياتري هي لسه فاكراني ؟
___ بكره تشوفهم كلهم وتسلم عليهم بنفسك ... اشوفك علي خير إن شاء الله ..تأمرني بشئ ؟
_ مايأمرش عليك ظالم ....تسلم ياحبيبي
مع السلامة ومبروك حبيبي عبد الرحمن
__ الله يبارك في عمرك سلام ياصديقي ....سلام

بعد مغادرة عبدالرحمن ...سرح بدر ورجع به خياله أيام ماكان يسكن بجوار عبدالرحمن وكان كثير ما يخرج معه وتصر اخته الصغيرة جميلة أن تخرج معهم وكانوا لا يستطيعوا ان يرفضوا صحبتها وإلا تملئ الدنيا صراخ وبكاء ...كانت تشعر بالسعادة عندما تكون في صحبه عبدالرحمن وصديقه بدر ...وكثيرا ماكان بدر يشتري لها الحلويات واللعب ...كان عمرها 10 سنوات وكان عمركل من بدر وعبدالرحمن ثمانية عشر عاما....تذكر بدر هذه الايام وارتسمت علي شفتيه أبتسامة ...وأخذ يتمتم بصوت منخفض سبحان مغير الاحوال ...الحمد لله
************
عرس عبدالرحمن
حضر بدر إلي العرس مرتديا جاكت أبيض وقميص سماوي وبنطلون كحلي ( أزرق قاتم ) ...دخل بدر لمكان العرس ووجد الكثير من المعازيم ...للأسف لا يعرف أحد منهم أخذ يتجول ببصره في أرجاء المكان ولفت نظرة فتاة رائعة الجمال تمر بجواره ووجد نفسه يتمتم أثناء مرورها بجواره ...جميلة ...فالتفتت إليه الفتاة وهي ترمقه بنظرة نارية وتقول له : حضرتك تعرفني ؟...
_ حضرتك بتكلمني ..؟
تسمر بدر مكانه ولم ينطق بحرف لقد فوجيئ برد فعل الفتاة وكان يصفها بينه وبين نفسه بالجمال ولكنه لم يدرك ان صوته كان عالي بما يكفي لتسمعه الفتاه ....وقف مرتبك ولم يلفظ بحرف ولكنه أخيرا قال بصوت خافت : آسف لم اقصد شئ ...!
نظرت إليه الفتاة نظرة أستغراب وتركته بدون ان ترد عليه ولو بكلمة واحدة
وقف بدر في مكانه لا يعرف أين يذهب ....حتي وجد مقعد بالقرب منه لا يجلس عليه أحد فجلس عليه وأخذ يشاهد كل من في الفرح لعله يجد من يعرفه لكن للأسف لم يجد أحد ....وفجأة سمع من ينادي عليه ....دكتور بدر فالتفت ووجد العريس عبدالرحمن بشحمه ولحمه ...وأخذ عبدالرحمن يحضنه ويبوسه ويشكره لحضوره وأخذه من يده حتي وصل لطاولة تجلس عليها اسرته
__ بابا ..ماما ...طبعا فاكرين دكتور بدر
طبعا طبعا اهلا يابني كيفك وكيف احوالك وكيف حال الوالد والوالدة
_ الحمد لله بخير
وفجأة وجد الفتاة التي قابلها من قبل تقترب منهم وتقول في حده موجه الكلام لعبد الرحمن : مش واجب تعرفنا علي الاستاذ ياعبدالرحمن.....
__ ياه نسيت أعرفكم ببعض دي ياسيدي أختي الصغيرة جميلة اللي سألتني عنها لما اتقابلنا من يومين ... ياتري شكلها ايه دلوقتي ؟
وده ياستي الدكتور بدر اللي كان بيشتريلك اللعب والحلويات أيام زمان صديقي اللي كنتي دايما تصري تخرجي معانا انا وهو ...
وقف بدر وجميلة ينظر كل منهما للآخر دون أن يتكلما وأجتاحت كل منهما أحاسيس لم يشعروا بها من قبل ولكن مالفت نظر بدر أنه لاحظ سقوط دمعة من عيون جميلة وكأنها تقول له كنت فين المدة دي كلها ....وأغمض بدر عينه ولم ينبس بحرف وأستأذن ليجلس علي أقرب مقعد علي الطاولة .
وأخذ يكلم نفسه .....ياه هي السنين جريت بالسرعة دي ...سبحان من لا يتغير ...
__ أتفضل يادكتور...التفت بدر فوجد جميلة تحمل طبق حلويات وتقدمه لبدر ...وقف بدر وشكرها فهو لا يأكل الحلويات في الليل ...ياريت لو فنجان قهوة أكون شاكرلذوقك... وياريت بلاش صفة دكتور بتحسسني اني في المستشفي ...رغم أني واقف مع جارة القمر في ليلة سعيدة
__ بس كده من عنيه دقايق ويكون عندك احلي فنجان قهوة... مسكر ولا ساده
- ياريت سكر علي خفيف ..
.وفعلا أحضرت لبدر فنجان القهوة بنفسها ثم قالت له : أنا عندي كلام كتير عايزه اقوله لك ...ممكن نخرج للبلكون
_ أتفضلي وخرج بدر مع جميلة في البلكون بعيد عن المعازيم ...ونظر إليها وأنتابته حاله من الضحك الهستيري لدرجة ان جميلة قلقت من الضحك الغير مبرر من بدر فقالت له أنا أسفه ممكن نرجع للصالة ...فقال لها أنا اللي آسف ياجميلة ...المفروض تعرفي سبب ضحكي الغير مبرر وبعدين تزعلي مني بعد كل السنين الطويلة ...ومد يده وأخرج علبة ملفوفة بشكل جميل وقال لها أتفضلي ...دي هي سبب ضحكي
أمسكت جميلة بالعلبة وفتحتها وإذا بها تجد بداخلها لعبة من نفس اللعب التي كان بدر يشتريها لها وهي صغيرة عبارة عن حصان ابيض وعليه فارس وخلفه سندريلا وبجانبها شيكولاتة ....نظرت جميلة لبدر وقالت : ياه لسه فاكر الحاجات اللي كنت بحبها يابدر ...أسفه قصدي يادكتور بدر
- خالليني بدر بس مش عايز احس اني غريب عنك
__ سمعا وطاعا يابدر
_ الشئ المضحك اني افتكرتك لسه صغيرة فأحضرتها لكي ...وأنتابت كلاهما ضحكات صافية كلها ود وحب ومعزة
علي فكرة ياجميلة انتي فعلا جميلة ...أنا مبسوط جدا انك طلعتي جميلة اللي عرفتها من زمان ....ممكن بقي بعد إذنك رقم تليفونك لأني أكيد هحتاج لمشورتك في بعض الاشياء الضرورية في حياتي ويهمني معرفة رأيك وتبادلا ارقام التليفونات ثم عادا إلي صالة العرس ونظرات كل منهما لم تفارق الآخر حتي أستأذن بدر من العريس بعد ان بارك له وتمني له زيجة سعيدة وموفقة وسلم علي والد عبدالرحمن ووالدته وعندما هم بالسلام علي جميلة انتابه شعور لا يوصف من الميل اليها وعدم الرغبة في المغادرة ولكنه تغلب علي شعوره وسلم عليها وهمس لها أنا بنام متأخر ...فضحكت ورددت وأنا بردو خصوصا الليلة دي ...تصبح علي خير خاللي بالك من نفسك مع السلامة .....كانت هذه أول مرة يسمع فيها بدر إنسان يقول له خاللي بالك من نفسك بعد والدته ووالده الله يرحمهما
ياتري حكايتي معاكي هتنتهي علي إيه ياجميلة ....خير ان شاء الله
حجرة نوم جميلة
جلست جميلة علي السرير وبجانبها الشيكولاتة وفي يدها اللعبة الحصان وعليه الفارس والسندريلا وسرحت بخيالها وتذكرت ايام لعبها مع بدر واخيها عبدالرحمن ومدي سعادتها....ثم التفتت إلي الساعة لقد تعدت الحادية عشر ولم يتصل بدر ....أمسكت التليفون وهمت أن تتصل به وإذا التليفون يرن نظرت لتعرف من المتصل فوجدت بدر ....شعرت أن قلبها قرب ان يطير من مكانه ....
__ ألو السلام عليكم
- وعليكم السلام ...كيفك ...انشاء الله بخير
__ الحمد لله بخير كيفك انت ؟
- حالي حال ..من ساعة ماتركت الفرح وانا لا أعرف ماذا حدث لي حاسس بحاجات عمري ماشعرت بيها قبل كده
زي ايه ؟
زي اني حاسس اني محتاج أكون معاكي طول عمري ....بقولك أيه ؟
أيه ؟
تعالي نعمل شركة انا وانتي كل واحد فينا يشترك ب 50%
نسيت أقولك اني فعلا عندي شركة في هندسة البناء واني مهندسة مدنية ...يعني مشغول وحياتك مشغول
بس الشركة اللي بينا مش شركة استثمارية ...دي شركة روحية لأسعاد قلبين ....عموما هسيبك تفكري كام يوم أكون أنا رجعت من لندن
أيه اللي دخل لندن في الشركة ؟
أنا للأسف مضطر أسافر بكرة لندن لأن المستشفي أرسلت لي رسالة من دقائق تطلب مني الحضور غدا للأهمية القصوي ...خير أن شاء الله
متنسيش تدعيلي ياجميلة
ربي يحفظك ويسلمك من كل أذي يارب
هسيبك عشان تلحق تنام قبل ما تسافر ....تصبح علي خير
وانتي من اهل الخير ...لا إله إلا الله
محمد رسول الله



#حسنين_قيراط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطياف راحلة ..صديقي في السكن
- أطياف راحلة
- أطياف راحلة ...أوكسفورد ستريت
- الإنسان بين الرضا والتمني ( 1 )
- الجدة ....من دفتر أبنتي هبه
- حق اليتيم
- رجالات الإسلام
- من دفتر الحياة ( وفاء الأصدقاء )
- هل ينصف قضاة مصر فاطمة مصر
- قالت : متي ؟
- إنكار السنة (1)
- يا أنا
- سنان السكاكين
- كيف عرفت الله (3)
- كيف عرفت الله(2)
- كيف عرفت الله
- خير الدعاء (1)
- سمك لبن تمر هندي
- بكره جاي اكيد
- صديقي لا تيأس من رحمة الله


المزيد.....




- حرب الروايات.. هل خسرت إسرائيل رهانها ضد الصحفي الفلسطيني؟
- النسور تنتظر ساعة الصفر: دعوة للثوار السنوسيين في معركة الجب ...
- المسرح في موريتانيا.. إرهاصات بنكهة سياسية وبحث متواصل عن ال ...
- هكذا تعامل الفنان المصري حكيم مع -شائعة- القبض عليه في الإما ...
- -لا أشكل تهديدًا-.. شاهد الحوار بين مذيعة CNN والروبوت الفنا ...
- مسلسل حب بلا حدود الحلقة 40 مترجمة بجودة عالية HDقصة عشق
- “دلعي أطفالك طوال اليوم” اضبط الآن تردد قناة تنه ورنه 2024 ع ...
- -لوحة ترسم فرحة-.. فنانون أردنيون وعرب يقفون مع غزة برسوماته ...
- ويكيبيديا تحسم موقفها وتصف حرب إسرائيل على غزة بأنها -إبادة ...
- في المؤتمر الثالث للملكية الفكرية بالمغرب.. قلق بين شركات ال ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسنين قيراط - أطياف راحلة .. جميلة