موائد المسرفين والفقراء

علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 7572 - 2023 / 4 / 5 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

د. علاء هادي الحطاب
كرم الله شهر رمضان عن بقية الشهور، اذ انزل فيه القرآن الكريم، كما ورد في اهميته العديد من الاحاديث والروايات التي تناولت افضليته، ولان طقوس هذا الشهر تختلف عن بقية الشهور اذ يصوم ويفطر المسلمون بوقت محدد وبكيفية واحدة تقريبا، رافق ذلك مجموعة من الطقوس الاخرى، تمثل اهمها في الافطار الجماعي، والذي جاءت فكرته من اجل اطعام الفقير دون اشعاره بالحاجة او الخجل من الاخرين، وهكذا بدا هذا الشهر رحمة للفقراء والمعوزين اذ يجدون من ينفق عليهم او يقدم لهم الطعام بخلاف بقية الشهور وهذا مثل ظاهرة مهمة في العراق، وباتت المناطق والمساجد والمؤسسات الخيرية والمراقد الدينية تتسابق لاقامة موائد جماعية يجلس فيها المتعلم والأمي وميسور الحال والفقير، في مشهد كان مصداق حقيقي للتكافل الاجتماعي، ولم يقتصر الامر على مراكز المدن، بل تعداها الى الاقضية والنواحي، ويوميا نقرأ ونسمع ونشاهد عن قرية او ناحية اقامت مأدبة فطور موحدة.
كل ما تقدم يبعث الامل في النفوس بمجتمع ما يزال يفكر في الفقير ويحسب له حساب، لكن بالمقابل شاهدنا سابقا ونشاهد حاليا اسراف كبير في بعض الولائم التي يقيمها ميسوري الحال، بطريقة تخرج عن المألوف والمعقول، ويتم نشر ذلك الاسراف والتبذير عبر وسائل التواصل الاجتماعي افتخارا به، الامر الذي سيترك حتما غصة في قلوب الفقراء والمحتاجين واصحاب الدخل المحدود، والنتيجة فأن الداعي والمدعو لولائم الاسراف غير محتاجين لها، بل ان اقامتها لمجرد الاستعراض “ بالعزوبية” كما يفسرها بعضهم.
هذا الشهر افضل فرصة لنتكافل مع بعضنا البعض، اذ يشعر الغني منا بجوع فقيرنا وهذا اهم فلسفة ارادها المشرع من فرض الصيام في هذا الشهر الفضيل .

#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات