حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
الحوار المتمدن-العدد: 7571 - 2023 / 4 / 4 - 13:13
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إنها الأسئلة الوجودية، تحاصرنا رغماً عنا، نحاول الهروب منها متجاهلين ذعرنا من التواجد في عالم خال من المنطق وبعيد كل البعد عن العدل بل ويبدو شبه فارغ من الخير والسلام أحياناً،،
مع كل كارثة إنسانية أو ظاهرة كونية مرعبة لا يد للإنسان فيها كالبراكين والأعاصير والزلازل بل والأمراض والفيروسات، نقف على ضفة الحيرة والأرق نتأمل تلاطم أمواج أفكارنا التي تثير شبهتنا حول إيماننا أو الشك في إلحادنا.
سمعنا المبتلين بكارثة الزلازال في تركيا وسوريا وهم يصيحون "الله أكبر" ويتعالون بالدعوات طالبين من الخالق النجدة!
يا إلهي،، أليس هو ذات الخالق الذي خلق وصمم الكون ببراكينه وأعاصيرة وزلازله، أليس هو الخالق لا أحد سواه من يستطيع التدخل لنجدة آلاف الضحايا الذي ماتوا موتة مؤلمة أو الذين أصيبوا بإعاقات وعذابات فقدان الأحبة؟؟
أليس هو خالق الكون الذي لم يحمي أو ينقذ أطفاله الأبرياء؟ أليس هو ذاته من نناديه صارخين في كل المحن فلا تأتي المعجزات إلا نادراً حتى تبدو وكأنها صدفة!
ماذا يعني أن نكون مؤمنين؟
حين تؤمن فأنتَ لا تتبع عقلَكَ فقط، وإنّما قلبك أيضاً، لتُسلِّم بما لا يُسلِّم به عقلكَ بالضرورة، ذلك لأن الإيمان يسلتزم قدراً من التجاوز لما هو عقلانيّ، لنبقى أمام خيارين لا ثالث لهما، إما العقل أو القلب..
ذلك لأن مفهوم الإبتلاء والعقوبة لا يبدو كافياً أو مقنعاً، لكن من المؤكد أن الأحداث الكونية تحمل حكماً إلهية كثيرة يصعب تفسيرها على ظاهرها.
وربما الحياة قصّة لا يشهد الإنسان منها إلّا حلقة صغيرة للغاية من حيث المنظور الزمانيّ، بمعنى أن الحدث الواحد في الكون مهما بدا بسيطاً إنّما يُعيد تشكيل النظام الكونيّ ويؤثّر فيه بشكل كلّي.
لكن أياً كانت الأحداث والحكمة من حدوثها فإن هذا لا يجعلنا نستطيع القفز عن السؤآل المحير: لماذا نرى طفلاً قتيلاً بفعل أحداث كونية نفسرها علمياً لكن نعجز عن تفسيرها عاطفياً أو فلسفياً؟ وهل يكفي العلم لنفهم وتطمئن قلوبنا؟ أو يكفي القلب لنطلب الرحمة ونحمد الله على الألم والمعاناة! أنا شخصياً ما زلت أبحث عن الإجابة.
#حنان_بديع (هاشتاغ)
Hanan_Badih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟