أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - الإستعمار المتحول














المزيد.....

الإستعمار المتحول


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7569 - 2023 / 4 / 2 - 16:47
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


أعتقد أن الهجرة هي ولادة جديدة غير طبيعية (غير بيولوجية – خارج علم الأحياء ) تواصلا مع الولادة الأولى من أم و أب ، في البلاد الأصلية . من البديهي انني لست هنا في معرض الكلام عن الهجرة و أسبابها و اهداف المهاجر من ورائها ، سواء كان مهاجرا موسميا ، مؤقتا ، أو كان دائم الإقامة مستوطنا . فهذا موضوع ذو تفاصيل عديدة لا امتلك الأهليةاللازمة للغوص في أعماقه ناهيك من أن هذه المقالة لا تتسع لذلك .
فما أنا بصدده في الواقع هو مقاربة بين الهجرة من جهة و بين الإستعمار من جهة ثانية ، بعد التأكيد طبعا ، على أن الهجرة هي في جوهرها نزوح أو لجوء قهري نتيجة ظلم أونفي أو خوف من الموت ، و بالتالي هي مبادرة فردية أوأسرية ، ىسلمية ،استجدائية إلى حد ما ،طلبا للأمان العمل.بالضد من الإستعمار بما هو حملة عسكرية تطلقها دولة من أجل أحتلال أراضي بلاد غير بلادها ، بهدف التوسع و ضمها نهائيا ، أواستغلال مواردها و سكانها .
ما يهم هنا هو الإشارة إلى أن ألاستعمار يتمثل بسيرورة عنف غايتها السطو بالقوة إلى حد إبادة السكان الأصليين أحيانا برمتهم أو بإخلاء البلاد منهم . فمن البديهي في هذا السياق أن تصنيف الهجرة أو النزوح في لائحة قيد الحركات الإستعمارية ، هو في حد ذاته إجراء تعسفي و عبثي ينم غالبا عن كراهية عنصرية مضمرة . و هذه ظاهرة يعاني منها المهاجرون في الدول الغربية .
أكتفي بهذه التوطئة لأنتقل من بعد إلى مسألة تحول الإستعمار إلى " استعمار جديد " ، بعد أن حازت بعض المستعمرات إستقلالها الحقيقي احيانا ، عن طريق نضال تحريري و لكنها أخفقت في المحافطة عليه ، بينما منحت بعضها أستقلالا شكليا أخذ يتكشف تدريجا بمرور الوقت . الجدير بالذكر هنا ، ان الكثيرين من رواد حركة التحرير الوطني ضد الإستعمار قتلوا غيلة .
مهما يكن فإن اللافت للإنتباه في هذه المسألة هوأن الدولة الإستعمارية اغتنمت لا شك في ذلك ، حصيلة استعمارها ، ثراوات هائلة و قدرات بشرية ،مادية و ثقافية ، ضاعفت إمكانياتها الذاتية ، و لكن يا للأسف ، كما أظن ، اساءت استخدامها ، مثلما اساءت المستعمرات السابقة استخدام الإستقلال ، حيث تحولت إلى مستعمرات بالوكالة بواسطة " السلطة الوطنية " التي تولجت أمر خنق حركة التحرير و التحرر في المهد . فالرأي عندي أن الدولة الإستعمارية نفسها صارت بدورها مستعمرة من" الرسمالية " العملاقة التي نمت في ظروف النهضة العمرانية و الصناعية و العلمية ، التي تسارعت و تيرتها بفضل حروب المنافسة الإستعمارية و عائدات المستعمرات .
مجمل القول أن الرأسمالية الجديدة ، استولت على الدولة الإستعمارية و امسكت بالسلطة بحزم ،أكاد أقول بصورة دائمة ، و أعادت هيكلتها لكي تصير ملائمة و قادرة على خوض حروب أستعمارية جديدة ، ليس فيما بينها ، لأن أكثرها تمتلك ترسانة نووية أو أنها قادرة على امتلاكها ، وإنما في أطار أحلاف عسكرية ، من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية على مستوى كوكب الأرض كله .
لسنا بحاجة للإطالة في هذا الموضوع ، بينما الحرب مشتعلة في الراهن بين حلفين ، المعسكر الغربي تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية من جهة وحلف اوربي ـ أسيوي تحت قياد روسيا الإتحادية من جهة ثانية .فمن البديهي القول في ختام عرض سريع لهذه الملحوظات ، ان الحروب ألتي أشعلها المعسكر الغربي في العقود القليلة الماضية ، بدءا من أفغانستان ووصولا إلى أوكرانيا ، مرورا بيوغوسلافيا العراق ، سورية ، لبنان ، فلسطين ، ليبيا ، تونس ، مصر ، و الجزائر ، انعكست عموما سلبا في مجتمعات دول المعسكر الغربي حيث تعم في الراهن الإضرابات و التظاهرات أحتجاجا على رفع سن التقاعد ، و تفشي البطالة و تمدد الخصخصة المتواصل إلى المستشفيات العامة و المدرسة الرسمية على سبيل المثال ، مقابل الارباح الخيالية التي تحققها المؤسسات المالية و الشركات المتعددة الجنسيات التي تنتج و تصنع في البلدان الني كانت سابقا مستعمرات .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدعة لبنانية : - التقويم الرمضاني -
- تصوّرات عن حروب متواصلة
- القضية الفلسطينية في عهدة الأجيال مابعد الثالث
- قبل و ما بعد الدولة !
- إعتقام السياسة الوطنية
- رسالة إلى صديقة في بيروت
- المميزون في الأرض
- ذهنية الهجرة
- مقاربات في القضية الفلسطينية ـ4ـ
- مقاربات في القضية الفلسطينية 3
- مقاربات في القضية الفلسطينية 2
- مقاربات في القضية الفلسطينية ـ1ـ
- نهاية الدولة أم أستحالة قيام الدولة العربية 3
- نهاية الدولة أم استحالة قيام الدولة العربية 2
- نهاية الدولة أم استحالة قيام دولة عربية ؟
- حرب فلسطين 3
- ملاعب الحرب 2
- حرب الأغنياء و الأقوياء و حرب الفقراء و الضعفاء
- الأصولية ـ 4 ـ
- الأصولية ـ 3 ـ


المزيد.....




- رحلة عبر الزمن..استكشف الكنور الخفية في العُلا بالسعودية
- شاهد لحظة انتشال ناجٍ من تحت الأنقاض بعد 100 ساعة من زلزال م ...
- Blue Origin تكشف سبب فشل الإطلاق الأول لصاروخها الثقيل
- لوبان عن رد فعل موسكو على الحكم: روسيا تعيد لنا درس الديمقرا ...
- واشنطن توافق على بيع الفلبين 20 مقاتلة -إف 16-
- الولايات المتحدة.. حقائق جديدة تكشف تورط مكتب التحقيقات الفي ...
- الجيش اللبناني يغلق معبرين غير شرعيين مع سوريا
- بعد فضيحة -ذا أتلانتيك-.. والتز متهم باستعمال بريد -جيميل- ا ...
- -معجزة طبية-.. علماء يطورون علاجا يعيد البصر المفقود
- مرشح ترامب لمنصب السفير الأمريكي في لندن يتعهد بإقناع البريط ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - الإستعمار المتحول