أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - شنودة يعودُ إلى بيته … شكرًا للشرفاء!














المزيد.....

شنودة يعودُ إلى بيته … شكرًا للشرفاء!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7569 - 2023 / 4 / 2 - 12:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شكرًا شهرُ "مارس"، شهر الأمومة والربيع، لأنك أبيتَ المرورَ إلى كهف الزمان قبل عودة الطفل إلى حضن أمه ودفء بيته. مبروك للسيدة "آمال إبراهيم"، والسيد "فاروق فوزي" عودة ابنهما بالكفالة "شنودة"، إلى حضنهما، بعد غيابٍ تجاوز العامَ، مرَّ عليهما كما الدهر، انفطر فيه قلبُها، ووخزت دموعُها قلوبَنا. هي لم تلده من أحشائها، ولكن مَن قال إن الأمومةَ ولادةٌ، وفقط؟ الأمومةُ معادلةٌ شديدةُ التعقيد، لوغاريتمُها شغفٌ ثم سهرٌ ورعاية وتضحية وقلقٌ ورجاءٌ وألف قيمة تعرفُها كلُّ أمٍّ ربَّت ورعت واحتضنت صغارَها. وكلُّ ما سبق مغروسٌ في قلب السيدة "آمال" تجاه صغيرها منذ احتضنته مع يومه الأول في الحياة، ومنحته اسم "شنودة" تيمّنًا بقداسة "البابا شنودة"، الذي نحتفلُ بمئويته هذا العام، وأشبعته حُبًّا وحنانًا؛ حتى صار طفلا جميلا يُشعُّ وجهُه بالسعادة التي لا نراها إلا على وجوه الأطفال الذين ينعمون بحياة أُسرية مستقرة هانئة.
بدايةً أتوجهُ بأسمى آيات الشكر والامتنان إلى فضيلة الدكتور "شوقي علام"، مفتى الديار المصرية، وأستاذ الفقه والشريعة بجامعة الأزهر، إذْ حسم الجدلَ المُثار حول عقيدة الطفل المُتبنَى، واعتباره مسيحيًّا مادام قد وُجِد في كنيسة يوم ميلاده، والتقطته أسرةٌ مسيحية، هي أسرة السيد "فاروق"، وزوجته السيدة "آمال". ومن نافلة القول إن العقائدَ لا تزداد شأنًا ولا تنقُصُ بمعتنقيها، والله تعالى غنيٌّ عن العالمين.
وأتوجه بخالص الشكر والاحترام إلى سيادة المستشار الجليل المحامي العام والنيابة العامة من أجل الانتصار للإنسانية، وقطع الطريق على النفوس الحاقدة التي ترومُ غرس الفتن وهدم الوطن، وإصدار قرار مباشر بتسليم الطفل "شنودة" إلى أمّه السيدة "آمال إبراهيم"، التي عثرت عليه واحتضنته منذ ميلاده كعائل مؤتمَن، بعد أخذ تعهُّد عليها بحُسن رعايته وحمايته من المخاطر. وعلينا أن ندركَ أن ذلك "التعهد" هو أحدُ حقوق الطفل، كلّ طفل، على الدولة. وتلك الحقوق منصوصٌ عليها في الدستور المصري، لضمانة حماية أطفال مصر، ومراقبة الأسر الكافلة حتى تطمئنَ مصرُ على سلامة أبنائها. وبالتالي فإن هذا التعهد من بديهيات القانون والدستور، وهو في الوقت نفسه مضمونٌ سلفًا من السيدة الطيبة "آمال" التي سعت إلى الأمومة سعيًّا وحققت جميعَ شروطها الصعبة، بالفعل لا بالكلام، في طفل لم تنجبه، منذ ساعته الأولى في الحياة وحتى بلغ الخامسة من عمره، وإلى منتهى الأيام بإذن الله. فقد شاهدنا جميعًا دموعَها الغزيرة حين انتزع منها طفلها، تلك الدموع التي كشفت شغفَها العميق بابنها المُتبنَى، وكانت طوال ما مضى من سنوات، أفضل ما تكون الأم البديلة.
شكرًا للأزهر الشريف الذي أصدر بيانًا واعيًا مُناصرًا لحق الصغير، مؤكدًا على عقيدته المسيحية، فقطع الطريق على مشعلي الفتن المتطرفين.
والشكرُ الجزيل للرئيس "عبد الفتاح السيسي" الذي لم يخذلنا واستجاب لمناشداتنا، ولم يسمح لشهر مارس أن يغادرنا إلا والطفلُ قد عاد إلى دفء بيته. فشهرُ مارسُ هو شهر الأمّ (٢١ مارس)، وشهر اليوم العالمي للمرأة (٨ مارس)، وشهر المرأة المصرية (١٦ مارس)، وهو كذلك شهرُ الربيع حيث تحتضنُ العصافيرُ صغارَها في أعشاشها؛ فكيف يُكسرُ فيه قلبُ صغيرٍ لا يعي من أمره شيئًا، وقلبُ أمٍّ أحبّت وضَحّت وشغفت بصغيرها؟!
الشكرُ كلُّ الشكر للسادة المحامين الأجلاء، مسيحيين ومسلمين، الذين تبرّعوا بالدفاع عن حق الطفل "شنودة" في العودة إلى أمّه الكافلة. وفي الجلسة الأخيرة في محكمة مجلس الدولة يوم ١٨ مارس، والتي كان لي شرف حضورها والتحدث فيها أمام جلال القضاء المصري كأمٍّ مصرية مسلمة تشعرُ بوجع أمٍّ مصرية مسيحية، كان المطلبُ الرئيسُ الذي اتفق عليه السادةُ المحامون هو: "عودة الطفل إلى حضن أمّه الكافلة حتى البتّ النهائي في القضية”. وهذا ما أمرت به النيابةُ العامة بالأمس، والحمد لله حمدًا كثيرًا.
والشكر لكلّ شريف دعم تلك القضية الإنسانية العادلة، بصوته أو بقلمه أو بدعائه إلى الله أن يفكَّ كرب الأمّ والصغير. وشكرًا للرأي العام المصري والعربي والعالمي، الذي كان قلبًا نابضًا بالحب للأم الحزينة على صفحات التواصل الاجتماعي، ووحّد جبهتَه على المطالبة بعودة الطفل لأسرته البديلة.
والشكرُ الدائم للدولة المصرية العظيمة التي تحنو على أبنائها وتردُّ الأطفالَ إلى دفء دورهم، ولا تميّز بين أبنائها، فالوطنُ ملاذٌ وصخرةٌ للجميع دون تمييز ولا عنصرية.
وأكادُ أسمع الصغيرَ يقول لُمشعلي الفتن: “أيها الغرباءُ أو الأقرباءُ/ الذين تقتتلون من أجل عقارٍ أو ضِياعًٍ أو مَتاعٍ مما تشغل بالَكم/ اعلموا أنني غيرُ منشغلٍ بما تنشغلون/ أخرجوني من حساباتكم وخذوا كلَّ شيءٍ/ واقتسموا حتى لُعبي وكراساتي/ واتركوني وشأني/ في دفء بيتي. شكرًا لشرفاء هذا الوطن العزيز.”


***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبله فضيلة … صوتٌ صنع طفولتَنا
- في رمضان … نصومُ معًا!
- أيها الكبارُ … لن أحتفل ب عيد الأم
- مشروع الفُلك حدوتة مصرية
- هاني شنودة ... صانعُ الصِّبا والفرح
- زوجةٌ عظيمة ... لزوجٍ عظيم
- الله يسامحك! … السِّحرُ كلُّه
- واحد اتنين …. سرجي مرجي
- عيد ميلاد عمر ... خارج الشرنقة
- ذكرى مذبحة الأقباط في ليبيا
- تشارلي ... الصامتُ إذا تكلّم!
- أضيئوا بالحبِّ قلوبَكم
- أخبرني الخيميائي … عن الماكياج
- المتواضعُ العظيم … السنبلةُ الثقيلة
- إقبال بركة … الجميلةُ التي أقبلت
- بقلم: البروفيسور أحمد عكاشة
- كيف تقتلُ الأدبَ؟
- معرض الكتاب … على اسم مصر .. وذكرياتي
- سلاح التلميذ ... وكتابي الجديد
- سؤالٌ مُفخَّخ … في امتحان!


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق-: تنفيذ عملية مشتركة مع الحوثي ...
- «حدثها الآن» إليك تردد قناة طيور الجنة بيبي نايل سات 2024 ال ...
- بزشكيان: دعم إيران للشعب الفلسطيني المظلوم مستمد من تعاليمنا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف إيلات وميناء حيف ...
- المقاومة الاسلامية بالعراق تستهدف إيلات المحتلة بالطيران الم ...
- اضطهاد وخوف من الانتقام.. عائلات كانت مرتبطة بتنظيم -الدولة ...
- في البحرين.. اكتشاف أحد أقدم -المباني المسيحية- في الخليج
- “ولادك هيتجننوا من الفرحة” ثبت الآن قنوات الأطفال 2024 (طيور ...
- إيهود باراك: على إسرائيل أن توقف الحديث عن ديمونا
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - شنودة يعودُ إلى بيته … شكرًا للشرفاء!