كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7566 - 2023 / 3 / 30 - 18:06
المحور:
الادب والفن
نَـــافِذَتِي
تُطِلُّ عَلَى أُفُولِ الشَّمْسِ
خَلْفَ جِدَارٍ لا أراهُ،
تِلْكَ البِئْرُ العَمِيقَةُ
تَقْذِفُ أدْفَاقَ الدِّماءِ
عَلَى شاشَةِ الأَصِيلِ
وتُخضِّبُ الحُقُولَ والمَرَايَا
وتُحَــرِّقُ وَجْهَ المَدِينَةِ
فَيَشْتَــدُّ الشَّوْقُ إلى الغَمَامِ،
وأبِي يَقْطَــعُ دَرْبَهُ
العَائِمَ فَوْقَ أحْزانِ الفُقَراءِ
عَائِدًا مِنْ حيْثُ يَسْتَنْزِفُهُ الأمْسُ،
"لسْتُ سِنْدَبادَ هذَا العُهْرِ"
ذَاكَ ما يَشُدُّ أزْرَهُ كُلَّ حَنِينٍ ...
تِلْكَ الجَرَّةُ العَتِيقَةُ
فِيهَا تَرْقُدُ الشَّمْسُ
بَعْدَمَا تُسْرِجُ أشْرِعَةَ الصَّهْيلِ
لِيَجْمَحَ القَمَرُ،
يُجَفِّفُ الأُفْقَ الجَرِيحَ
يَغْسِلُ وَجْهَ السَّمَــاءِ،
فَتنْبُتُ النُّجُومُ فَوْقَ كُوخِنَــا العَنِيدِ
فَالظِّلاَلُ الرَّطْبَةُ
فالنَّهْرُ الآتِي مِنْ أعْمَاقِ الغَابَاتِ
(يَقُولُ العَارِفُونَ: نَهْرُ الخَوْفِ
يُسَمِّيهِ الطَّاعِنُونَ: نَهْرُ الأشْبَاحِ
وتَرْوِيهِ النِّسَاءُ: نَهرُ الكُحْلِ)
تِلْكَ البِرْكَةُ العَرِيقَةُ
تَحْضُنُ غُصَّةَ المَصْلُوبِينَ
فِي الإسْمَنْتِ والرَّمْلِ:
يَحْتَسِي القَهْرُ
مِنْ شُرْفَةِ هَذَا القَصْرِ
البَعِيدِ البَعِيدِ
أمْعَاءَنَــا
وَئِيدًا
وَئِيدَا
يَعْصِرُ القَهْرُ
فِي جَــامِ ذاكَ القُرْصَانِ
الجَدِيدِ الجَدِيدِ
دِمَاءَنَا
وَرِيدًا
وَرِيدَا
ونَحْنُ - العَابِرِينَ إلى المَوْتِ
سَهْوًا -
بُرْكَــانٌ يُسْرِجُهُ الصَّبْرُ ...
تِلْكَ المِشْــكَاةُ الغَرِيقَةُ
عَنْهَــا أَخْبَرَنِي أبِي:
-إنَّــهَا بَابٌ مِنْ أبْوَابِ الجَحِيمِ
-لِمَ لاَ نَخْرُجُ هَذَا الصَّبَاحَ؟
-وأيْنَ الخُيُولُ يَا وَلَدِي !؟
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟