|
تِيفْسَا
عبد الله خطوري
الحوار المتمدن-العدد: 7566 - 2023 / 3 / 30 - 09:05
المحور:
الادب والفن
الكلبة البيضاء تاقْزِينْتْ تامَلَّالْتْ تنبح تهدد تتقدم تتأخر تضرب يمينا يسارا تخوض غمارَ المياه قوائمُها الأمامية تنحني جهة عصاي الهاشة تناورُ خوفَها المرتعشَ المتراجعَ .. تمسك مقدمتَها أضراسُها .. أجذبُ تجذبُ بعناد تهرّ تهدد تعضُّ .. أتشبتُ.. أقاومُ .. تنبحُ .. أصرخُ .. أخلصُ سلاحي من لعابها .. أنكفِئُ .. أسندُ ظهري لصق الجدار الصخري .. يُبللني الرشَاشُ المتدفقُ .. تجمع يُسراي ما صادفت من جَمَارَةٍ جُعِلَتْ حول الحوض تمنع تسربَ أمواهِه .. أتوعدُ...
_ آسيرْ سيييرْ..سيييرْ قَسْ قَسْ..!!..
تضرب الهواءَ يدايَ .. يطيرُ فمُها المهددُ جهة حجارة مصوبة ملقاة كما آتفق تلقطها تمَرّغ بها الأطيان والأتربة الغبراء .. تَرْتَدُّ تتراجع تَحومُ حول الحوض .. تعتلي العلية المعشوشبة لتغدُوَ فَوْرَتُهَا في لحظة سريعة ورائي مباشرة.أتركُ مرغما حِضنيَ آلآمنَ...
_ عْ عْ عُو عُوو عُووو..
تَكرُّ من أعلى تزمجر توعوع .. تترك جسمَها يهوي جهتي .. أصرخُ مستننجدا...
_ ااايَماااا..
أضربُ اللجة أمامي..
_ شْلُوبْ شْلااااخْ شْلُووبْ..
يتناثر آلرّذاذُ .. أرى آلأنوار تتلاعب حولي برعونة هازئة .. أغمضُ عينيّ المتعبتيْن.. أتكومُ في مكاني .. أستسلمُ..هَـاااا.. ألقي عصايَ عاليا إلى أبعد مدى وصلتُهُ قُواي، فيلتقط هشاشةَ المنسأة عُنفُها المتزايد يفصلها نصفيْن .. أرفعُ ذراعيَّ أصيح مرة أخرى..
_آيمَّـااا..
بسعار طافح تهجمُ..ثمّ..تظهر همهمةٌ خلفي تداعب مسَامّي كأحلا ما تكون هُوووهْ.. كَادَ يهم بي لهاثُها الجائشُ المستعرُ لولا طيفُه المنقذُ.هدأتُ.كفّ تهديدُها آنحسرَ.غاب غضبُها فور رؤيتها له مُرْفَقًا بجوقة كلاب ملأ المكانَ لغبُهَا آلمُؤنسُ..
_أوووه..
تأوهتُ .. التفتُّ .. كان هناك يترنح كعادته يمشي متثاقلا يفرق فخذيْه يباعد الخطوَ أحيانا يدنيه... _ تيفْـسَـا تيفْسَـا..!!.. صاتَ لسانُهُ المبينُ، فآلتحقتِ آلهائجةُ بالرفقة تكمل نباحَها وإياهم يتشاممون يتحسس بعضهم بعضا، بينما أكمل الطيف طريقَه جهتي بحركات وئيدة متمهلة، وما إنْ آقترب حتى وشوشَ بلا مبالاة ... _ لا..لا قَــلَا..(أكيد لا يا صاح)
_ هَــااا..!؟..(ماذا؟!)
_خَصْ آتَّعْدَلْ تيشْلي غَرْ تَنْفُوسْتْ .. إيلَّا وَكِّيلاَنْ ألاَ نْزَكَّا يَلَّا وَغْرُومْ دُوبَلْبُولْ دْوَمَانْ يَلَّا وُودي دْوُو سْشُومْ تْشُوكَانْ لَّانْ إيسشَانْ تَلَّا تَشَرْدُوحْتْ يَلَّا بنعمانْ تلا تَاضوفتْ دوغي وُونيشَايْ البرّاني داومَتَنْ قاعْ جَمَعْنَانغْ إيغُويَّانْ...(٢)
وشرع يصيح والجوقة تُردد هَوْهَواتِهِ الجارحة.وصمتَ .. دنَا مني .. مَدّ يديْه.. أخرجني من لجتي...
_حْضَا حْضَا ماينْ قاعْ تْييتْ إخْفَنَّشْ...(انظر ماذا فعلتَ بنفسك...) حادرًا رأسي ألهثُ لا أرُدُّ... _ميغْ أورْتْحارَبَتْ لَعْنَادْ .. لَبْدَا تَمْعُوشَابَتْ أكدْ إيجولالْ نّشْ..(ألا تكف عن عنادك.. دائما في صراع مع نفسك)
_...(صمت)... كان ينفض ما علق بي من خشاش وطين لازب.يمسح على رأسي بحدب.أمسكَ معصمي.جَرّني إلى خميلة تشابكت فيها أعشاب البر محتضنة مَخْبَأ للجراء.أزاح من حولها الأفنان الحامية.تفحَّصَها قـائلا... _آيَـا يَتْما آيَا سْتْمَا..إيفَاوَنْ جَاجْ نْ الخْلا أغْماسْ نخَلْجَانْ..تيفاوَنْ العافَشْتْ نَتْفُوشْتْ أهَرْهُورْ نْوَمَانْ..هوه هوووه...(يا إخوتي..من الأنسب أن تكونوا في حِضن خلائكم الرحيب ودثار الدلب ونيران الشموس وتدفق شرشرة المياه)
لم تنبح الأم.لم تُسْتَنْفَرْ.ظلتْ على مقربة تتابع حركاته بهدوء تحرك ذيلَها بآمتنان وطمأنينة..تركنا المكان في رعايتها بعد أنْ خاطبها الطيف قال ما قال لها دون أن أفهم شيئا غير..(تيفْسَا)..رددها لسانه المتقلبُ.صفقت يداه،فتفرقتِ المجموعة من حولنا ذاهبة لحالها لنظل وحديْنا وسط البستان تابحيرت العامرة بشقشقة عذبة لأطيار صغيرة لا تُرَى.أمسكَ كتفي. نظر في عينيّ مباشرة وهمس بوضوح... _مايْنَشْ إيظَهْرَنْ دي تيفسا يْـنُـو؟(ما رأيك في ربيعتي الوديعة؟)
فأجبتُ دون تردد..
_تيفْسَا نَتْمُورْتْ تْغُودَا آمْ لَبْدَا..(ربيعةُ آلبلد ليس مثل جمالها أحد)
☆إشارات: ١_تيفْسَا:كلمة بالأمزازيغية الوراينية المغربية تعني فصل الربيع، وهنا آسم كلبة تعيش في قرية بجبال الأطلس المتوسط في سفوح بويبلان ٢_ لا بد للحكاية أن تُكمل مسارها يا هذا كان يا ما كان لما كانت الحنطة وخبز سلسبيل الأمواه في وهدات سمن حليب لحم عناز شقائق النعمان لم نك غرباء أبدا كنا إخوة على سرر متقابلين يجمعنا ما يجمعنا من لهيب السعار ...
#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ
-
حُرَّةٌ هِيَ أمِّي هُناكَ
-
يا رُوحَهَا
-
مَرَاقِي آلْمَمَاتِ
-
بِيبِي عِيشَا مَاتَتْ
-
تَبْقَى عَلَى خِيرْ يَا صَاحْبِي
-
نَزْعٌ أَخِير
-
وَهْمُ آلأَشْكَالِ في قصيدة (من وحي واقعة المخازن) لأحمد الم
...
-
عَيْنَا فَا
-
تْنِيمَارْ نْبُويَبْلَانْ
-
حَتَّى لَاااايَنْ / إِلَى مَتَى
-
بَارَازِيطْ الحياة
-
التتارُ آلجدد
-
حِيلة ونصف
-
دَنَاصِيرُ آلذِّكْرَيَاتِ
-
اَلتَّحْرِيرَا
-
رُبَّمَا سَأولدُ بُعَيْدَ قليل
-
أحمد العياشي سْكِيرج
-
مُنِيف مُعَلِّمُ آلْحَيَاة
-
متلازمة بْرُوتيه Proteus Syndrome قراءة في عوالم هرفيه بازان
المزيد.....
-
السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
-
ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
-
-يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم
...
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
-
الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|