أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - حلم ينبثق : قصة قصيرة














المزيد.....

حلم ينبثق : قصة قصيرة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 7565 - 2023 / 3 / 29 - 18:47
المحور: الادب والفن
    


اجرى الطبيب عددا من الفحوصات للمريضة التي اكثرت من مراجعة عيادته وهي تحلم بايجاد امل عله يتحقق على يديه :
- لا امل لك سيدتي في الانجاب ، جربنا عددا من الطرق ولم تنجح احداهن ، يمكنك ان تتعايشي مع الوضع والا تستمري في البحث عن امل جديد لا يجدي نفعا كل الاوقات
- ولكن احدى صديقاتي انتظرت عشرين عاما بعد زواجها حتى تحقق املها في الانجاب !
مثل هذه الحالات شاذة لا يمكن القياس هليها عندنا نحن معشر الاطباء ، نحن نؤمن بالأرقام والبحوث الجديدة تنص انه لا يوجد امل دائما ...
تصمت المريضة ...هي لم تعتد على اليأس ، كل حياتها تناضل من اجل تحقيق احلامها التي تبدأ صغيرة ثم تكبر وتنمو ، الى ان تصبح شجرة باسقة كثيرة الأغصان متلالئة الثمار ، وهذا الطبيب يدعوها الى ترك الأمل لأن عدم الوصول الى تحقيقه يولد عند الكثيرات نوعا من الفجيعة لم تعتد نفوسهن المرهفة عليها ..
زوجها الحنون الذي رافقها في كل سفراتها الباحثة عن علاج في الدول المنقدمة ، ويدرك مدى اللوعة التي تحيط بنفسها المتطلعة والتي لا تعرف اليأس ابدا وتبذل كل ما في وسعها لانبثاق امل جديد ، هما الاثنان لا يعرفان القنوط ، هما يؤمنان بقدرة الانسان على ايجاد سبل السعادة والقضاء على طرق الحرمان التي يكابدها الكثيرون ، حياتهما حميلة سعيدة يتعاونان فيها في كل الامور ، وهما متشابهان في التطلعات والاهتمامات وكل ما تفكر به الزوجة يشعر به ، وكل ما يخطر على بال الزوج تحس به قبل ان يبوح به ، كل المعارف والأصدقاء يغبطونهما على نوعية الحياة التي يعيشانها وعلى الاهتمام الكبير يبعضهما والتعاون في تسيير دفة المنزل ، وقليلا ما تحدث عندهما الخلافات بشان توزيع الاعمال بينهما فكلاهما عاملان ومن طبيعة المرأة في عالمنا ان يكون علبها من الأعباء النصيب الاكبر ، ولكن زوجها كثيرا ما اقترح عليها ان يساعدها بعض الاحيان في الاعمال المنزلية التي يقدر عليها ، فهو لا يحسن الطبخ ولا غسل الملابس ويمكنه ان يغسل اواني الطبخ بعض الاحيان ان كان لا يتعارض عمله هذا مع موهبته في القراءة والرياضة التي تهتم بها الزوجة ايضا ولكنها تجد الوقت الكافي لقراءة كتاب معين استرعى اهتمامها او اداء بعض التمارين الرياضية التي تحبها وتجدها تحافظ على صحتها ولياقتها االبدنية ..
راجعت العديد من الاطباء والطبيبات أملا في احراز امل ، ولكن كل نصائح الاطباء بان لا امل يمكن تجفيفه لم تجدي عندها وبقي الطموح والثقة ناصعين كبيرين ، صار لهما عشرون عاما من الحياة الزوجية ولم ينجحا في تحقيق املهما المشترك ..
بعد ان زارت اخر طبيب وقال لها :
- لم يجد الطب دواء ناجعا لحالتك سيدتي !
- لكني لن اترك املي في تحقيق ما اصبو اليه
- الطب يتطور ، وهناك ابحاث تجري في امريكا للعثور على علاج لحالتك سيدتي ..
- متى يصل الينا هذا العلاج ؟
- لم يصلوا هم بعد !
لا تبالي بتوجيهات الطبيب وتعود الى بيتها ولكن الأمل ينتصر ، يقول لها زوجها :
- يقول الاطباء ان العيب مني ، يمكن ان نتطلق وتبدئي من جديد
- ولكنك مثلي تريد ان تصبح ابا !
- النساء أكثر رهافة من الرجال وأكثر طموحا ان يصبحن امهات ، ومن العار ان ابقيك معي لتزداد معاناتك وحرمانك من تحقيق ما بقيت طوال عشرين عاما تأملين به ان يتحقق !
- لن ارض بهذا الاقتراح ، وسوف ننتظر معا حتى يتحقق ما نريد ، كلي امل يا حبيبي ان نجد حلا لمشكلتنا التي وجد الكثيرون لها حلولا ومثال ذلك صديقتي سهام التي بقيت بعد الزواج عشرين سنة ، ولم تنفصل عن زوجها وبقيت مع رفيقها يبنيان حياتهما معا ..
- يقول الأطباء ان وضعنا يختلف عن وضع صديقتك سهام ، شرحنا للاطباء حالتها ولا يمكن ان تكون كل الحالات متشابهة ولها علاج واحد !
- سوف نجد بديلا ! ولن اوافق على الانفصال !
- لك ما تريدين ، وحين تقررين الانفصال أكون تحت أمرك ، يقول الطب لا امل في حالتي انا وليس في حالتك انت ، فلنجرب الانفصال ، لتتمكني من العثور على ضالتك !
- لا جواب عن طلبك عندي ، انا متمسكة بجياتنا معا ... أجد السعادة معك ..
- سعادتك مع الطفل اكبر !
يذهب الزوج لينام تبقى المراة ساهرة ، فقد تلقت اتصالا هاتفيا من شخص لا تعرفه :
- انتظري سيدتي هذه االليلة سوف اقدم لك هدية تفرح لها نفسك ، في تمام الساعة الثانية صباحا ..
- اقدم لك هدية جزاء تعبك ولهفتك ، ولدت انا طفلين جميلين لم يعترف بهما الحبيب الذي قدمت نفسي اليه ، سوف اعيش مطمئنة لانهما عندك ..

تنظر الى ساعتها تجدها في الواحدة والنصف ، تعمل لها كوبا من عصير الليمون ، وفي الوقت المحدد يدق باب المنزل بخفوت ، تذهب لفتح الباب ، تجد عربة صغيرة فيها طفلان يضحكان ولدا قبل ايام ، وفي العربة رسالة مطبوع على الالة الكاتبة فيها :
_ اقدم لك هديتي هذه ، فقد تخلى عني الرجل الذي احببته وقدمت له نفسي ، سوف اكون مطمئنة ان طفلي عندك



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افشوا السلام : قصة قصيرة
- الاعمى : قصة قصيرة
- السفر : قصة قصيرة
- الرحيل : قصة قصيرة
- هل الفقر قدر ؟
- انفصام : قصة قصيرة
- رواية تأشيرة السعادة : الجزء الثالث والاخير
- رواية تأشيرة السعادة : الجزء الثاني
- العزيمة : قصة قصيرة
- مدارسنا بين الامس واليوم
- المتسول : قصة قصيرة
- الوظيفة : قصة قصيرة
- المحفظة قصة قصيرة
- تأشيرة السعادة : رواية : الجزء الاول
- الواقع والاحلام لا يلتقيان
- الدليل : قصة قصيرة
- رواية راحلون رغما عن انوفهم - الجزاء الاول
- البديل : قصة قصيرة
- قراءة جديدة لمجموعة قصص التابوت لصبيحة شبر
- الر ائدة سافرة جميل حافظ تحول مكتبتها الخاصة الى عامة


المزيد.....




- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...
- قسم الإعلام التطبيقي بكليات التقنية العليا الإماراتية والمدر ...
- نص من ديوان (ياعادل) تحت الطبع للشاعر( عادل جلال) مصر.
- إخترنا لك :نص (شكرا لطوق الياسمين )حسن فوزى.مصر.
- رحيل الممثلة البريطانية ماغي سميث عن 89 عاماً
- طارق فهمي: كلمة نتنياهو أمام الأمم المتحدة مليئة بالروايات ا ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - حلم ينبثق : قصة قصيرة