أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - العلاقة بين السوداني والكردستاني!














المزيد.....

العلاقة بين السوداني والكردستاني!


درباس إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7563 - 2023 / 3 / 27 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد مرور سنة قلقة على الانتخابات النيابية في العراق، بدون تشكيل الحكومة، وانسحاب مفاجئ للكتلة الصدرية التي كانت هي أكبر كتلة في البرلمان العراقي، أصبحت الساحة السياسية العراقية، لاسيما الشيعية، ملك للإطار التنسيقي، الذي رشح السيد محمد شياع السوداني لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وبتاريخ ٢٧ تشرين الأول سنة ٢٠٢٢ نالت حكومة السوداني ثقة مجلس النواب العراقي.

إنّ العلاقة بين بغداد و أربيل بعد ٢٠٠٣ مرت بمراحل مختلفة. بدأت بالتفاهم، ثم بالخلافات، ثم بالمواجهة العسكرية، وأخير وليس آخرا بالجمود في فترتي عادل عبد المهدي، ومصطفى الكاظمي. بعد تسنم محمد شياع السوداني دفة السلطة أصبحنا أمام مرحلة جديدة من العلاقة قد تكون أكثر شفافية وجديّة لوضع حد للمشكلات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم. ولا يخفى على المتابع للشأن العراقي بأنّ السوداني وصل إلى دفة الحكم من خلال ائتلاف إدارة الدولة، والذي يضم قوى سنية وكردية، ويشكل الإطار التنسيقي الشيعي الكتلة الأكبر في هذا الائتلاف. تحت أنظار السوداني، وقعت قوى إدارة الدولة على وثيقة تضم شروط الكرد والسنة.لذلك يعلم السوداني بأن نجاح حكومته مرهون بمدى التزامه ببنود تلك الوثيقة. لقد قدم السوداني للشعب برنامج حكومي ضخم، والذي حتما لن يستطيع إنجاز معظمه. ما يهمنا من برنامجه الحكومي هو ما يخص العلاقة بين بغداد و أربيل. لقد تطرق السوداني في برنامجه الحكومي إلى معالجة الملفات العالقة بين الطرفين، ومن أبرز تلك الملفات التي تطرق لها، والتي تحتاج إلى حوار ومناقشات مستفيضة وتفاهمات مشتركة بين الجانبين، هو ملف قانون النفط والغاز، والمادة ١٤٠ المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها، وتطبيق إتفاقية سنجار، وعودة الأحزاب الكردية إلى مقراتها في المناطق المتنازع عليها، ورواتب الموظفين.

منذ اليوم الأول استطاع السوداني بخطابه الهادئ أن يخلق جوا إيجابيا للحوار مع حكومة إقليم كردستان، مما دفع الأخير إلى إن يرسل وفوداً رسمية إلى بغداد بغية الوصول إلى حل نهائي للمشكلات العالقة بين الطرفين. ولم يكتف السوداني بذلك بل أنّه أجرى زيارة رسمية إلى إقليم كردستان، وصفها بالناجحة، التقى خلالها رئيسي الإقليم، وحكومة إقليم كردستان، وقادة الأحزاب الكردية، من أجل وضع حلول جديّة للخلافات بين بغداد وأربيل. حتى أحزاب الإطار التنسيقي التي رشحت السوداني لتشكيل الحكومة الحالية، والتي كانت سابقا تقف حجر عثرة أمام أي تقارب بين بغداد و أربيل، تغيرت سلوكها وخطابها تجاه الإقليم. إذ لم نعد نسمع عن قصف الإقليم من قبل الميليشيات كما كان يحدث سابقا. ولا تحدث تلك الأحزاب ضجة كبيرة عند إرسال الأموال من بغداد إلى الإقليم، بل تقدم تبريرات لذلك، وهو عكس ما كان يحدث في الماضي القريب. سبب ذلك كله أن السلطة كل السلطة اليوم بيدها وهي حتما لا تريد المواجهة أو فتح جبهات مع أحد، أو لا تروم التصادم مع الإقليم، بل هي التي تبحث عن الهدوء، والحلول لتلك الخلافات.

على الطرف الآخر يعاني إقليم كردستان من أزمة سياسية حادة، توجت بانسحاب وزراء الاتحاد الوطني الكردستاني من الحكومة. إن حكومة إقليم كردستان تعاني كذلك من ضغط الشارع الذي تأثر كثيرا بالأزمة الاقتصادية التي بدأت سنة ٢٠١٤ ولم تنته حتى يومنا هذا. أمّا الضغوط الخارجية فقد بدأت من خلال المحكمة الاتحادية التي أعلنت عن عدم شرعية عمل الشركات النفطية الأجنبية التي تعمل في إقليم كردستان. إضافة إلى ذلك استطاعت الحكومة العراقية أن تكسب قضية تحكيم ضد أنقرة، والتي قد تمنع الإقليم من تصدير نفطه عبر تركيا، وذلك يعني إضافة معضلة جديدة الى معضلاته الكثيرة. بناء على ما سبق لا مناص أمام حكومة إقليم كردستان من تقديم بعض التنازلات في سبيل الوصول إلى اتفاق مع بغداد.

إنّ الطرفين اليوم بحاجة للتوصل إلى اتفاق جدي بينهما. فالسوداني يريد من خلاله إنجاز أول تعهداته للرأي العام الداخلي و الخارجي، ثم الذهاب إلى واشنطن وفي حقيبته هذا الإنجاز الذي عجزت الحكومات السابقة عن تحقيقه. ثم العمل بهدوء فيما تبقى من عمر حكومته. أمّا حكومة الإقليم فإنّها تريد من خلال هذا الاتفاق التخلص من الأزمة الاقتصادية، وأزمة رواتب الموظفين، واستعادة ثقة الشارع الكردي.



#درباس_إبراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلافات الكردية، والقلق الأمريكي!
- السلطة العراقية الرابعة الفاسدة!
- الصراع الكردي_الكردي على رئاسة الجمهورية!
- الإعلام الكردي الحزبي ومعضلة المهاجرين!
- الصدر والإطار التنسيقي وإيران !
- هجرة شباب إقليم كردستان إلى أوروبا!
- إقليم كردستان، أزمات كثيرة وحلول عقيمة!
- حلبجة ما بين الفاجعة والإهمال!
- جو بايدن والقضية الكردية!
- الكاظمي في ١٠٠ يوم!
- أرنب السباق، وأرانب الأحزاب !
- الحرب العالمية الثالثة بين كورونا و البشرية !
- د.برهم صالح، والمحور الإيراني في العراق!
- جغرافية كردستان !
- كردستان، بين نار أميركا وإيران!
- إيران خسرت سليماني، لكن ماذا كسبت؟
- السلطة العراقية الرابعة الفاسدة !
- كردستان ملاذ الخائفين !
- ٢٠١٩ عام المظاهرات !
- مجزرة تل رفعت!


المزيد.....




- المغرب.. نشطاء يحتجون على رسو سفينة متجهة لإسرائيل (فيديو)
- التقارب بين سوريا ودول الخليج: انتعاش مؤقت أم تحوّل محسوب؟
- أستراليا تخشى أن تحصل روسيا على قاعدة جوية في إندونيسيا
- -إطلاق يد روسيا-: ثلاثة سيناريوهات لمواجهة تعنّت زيلينسكي
- الخارجية الأمريكية تدعو الأطراف لضبط النفس وتجنب التصعيد في ...
- متحدثة أمريكية: لتفهم أوروبا أننا لن نشارك سنوات في اجتماعات ...
- الاحتلال يقتحم قرى في بيت لحم والخليل ويعتقل العشرات
- مغاربة يحتجون بميناء الدار البيضاء على رسو سفينة متجهة لإسرا ...
- -القرم مقابل وقف الحرب-.. مصدر يكشف لـCNN مقترح قدمته أمريكا ...
- -أهلا بكم في بيت العبيد-.. تسلا تتوصل لتسوية مع موظفة سوداء ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - العلاقة بين السوداني والكردستاني!