أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة حبرشيد - شهقة مكان














المزيد.....

شهقة مكان


مالكة حبرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 7559 - 2023 / 3 / 23 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


ها قد جمعت حقائبي ، وضعتها عند العتبة ، التي مالت حين سمعت تنهداتي ..حين عرفت أني لن أكون هنا
بعد اليوم ، سوى ماض..سوى شهقة مكان.
ها هي الأشياء ، تتعلق بتلابيب حزني ...كلما اقتربت من الباب ، ابتعد أكثر ....صارت المسافة بيني وبين المجهول الذي ينتظرني،أطول من المسافة بين الأرض والسماء.أينك يا من كنت حبيبي ،أين كلماتك ووعودك ؟ مازالت شجرة الصفصاف تحفظ حواراتنا وأحلامنا الطفولية، التي عمرناها ذات وهم ، في الأعشاش العالية.كم حضنت وجهي ، وحدقت في ملامحي ، وأنت تقول: أنت فرسي البرية ، التي ترفض القيود ؛ مهما كانت ذهبية،فلنتمرد على كل شيء:
التقاليد ، والأعراف ، والقوانين والضوابط.
كيف ألملمني اليوم ، وقد بعتني أجزاء في المزاد العلني ؟ فتحت كل الأبواب للريح ، تضرب قلاع الروح ،
تقتلع جذور البيت الدافيء ، الذي بنينا معا ، من عصارة الصبر والتعب ؟ كيف طاوعتك نفسك ، واستبدلت جلدك ، من أجل عيون صادفتها،على رصيف الضياع ، حين كنت عائدا إلى عشك المعتاد؟ وفجأة ..ضاع منك الطريق....حتى شاربك الذي علاه الشيب ، تنكر لي.
كيف ألملمني ، وكل الأشياء هنا مني وإلي ؟
أعلم أن أول خطأ كان مني ، حين غذيت الطفل فيك،
من دمي ، فتكبر وتجبر ، وداسني كي يرضي غرور
الذكر فيه ... داسني بكل قسوة ، ولم يسمع صرختي العالية ، التي اخترقت الأفق ، وهي تستنجد بكل ما كان ....كيف كنت أراك ، وأحضنك وأهدهدك ، ولا أرى الغدر القابع خلف الضحكات والابتسامات والمداعبات ؟ كنت أهوى تأمل عينيك ، وبالأعماق خوف كبير ، من أن يسرق الردى ، فرحتي الكبيرة بك على حين غرة....لم أتصور أن الردى أنت ، وأنك بسيف اللامبالاة ، الذي شهرت في وجه حبي ، ستقتل كل شيء ، إلا غفراني لك ؟
كيف أتخلص منك ، من أشيائك ، من عطرك وأنفاسك ، التي تلاحقني؟ لابد أن أستجمع ما تبقي مني ؛ لأرحل عنك ، فما عاد في العمر متسع للهدر.
ثقيلة هذه الحقيبة ، وأثقل منها قدماي اللتان ترفضان حملي إلى الخارج .....الصمت يفترس الدفء الذي كان . كل شيء هنا اليوم يرتدي الحداد .
أنت وحدك المتجمل ، المعطر بالخديعة . تلمع الحذاء،
تستعد للقاء ، يختزلنا معا في ضحكة سخرية ، وأحمر شفاه يخفي ملامح أفعى ، تربصت بك مذ رأتنا معا ، يدا في يد ؛ نغزل الأماني لنصنع منهاخيمة على امتداد الحلم.....كم أود الآن ، في هذه اللحظة بالذات ، أن أفقد ذاكرتي المشحونة بك ،والتي كنت تقول عنها دائما : إنها تحفظ حتى التفاصيل الدقيقة !
أتراك تدرك اليوم أن هذا ما يعذبني ؟
كيف أخلصني منها ؛ لأبتعد عنك قبل أن يزمجر صمت غيابك بداخلي، قبل أن تحصدنا عناكب الجدران .
ونحن معلقين كلوحات جامدة، على واجهات المكان!
وحدها الكؤوس ، التي حضرت سهراتنا....أيامنا وليالينا .ستبكي اغترابنا.
ووحدها الأوراق ، التي رافقتنا دائما ، ستحفظ الذكرى،
وان أسدل الستار ، على ما كنا وما كان.....!



#مالكة_حبرشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غروب
- يحدث ....أن
- في قبضة القصيد
- سفر بين الكلمات
- في المزاد العلني
- قراءة نقدية في قصيدة مقدمة حائرة
- قراءة نقدية لقصيدة نثر=مقدمة حائرة
- رحلة انطفاء
- على بلل المحو ...وصهد النسيان
- لوحة فسيفسائية المعنى
- لسارة الحرف عنقودا في كرمة القصيد
- غضافرة الزمن المغدور
- قبائل واراها النسيان
- قراءة في قصيدة مالكة ...واراجيح الفضاء.................لمالك ...
- قراءة في ديوان زهرة النار للشاعرة مالكة حبرشيد
- حين يضيق الحال بالقصائد
- في الربع المكتظ من الهزيمة
- جوكاندا....ازمان خلت
- على شط بحر الجوع
- عند اقواس الخسران


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة حبرشيد - شهقة مكان