أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - تأثر الأحاسيس والأحكام بالتوقع والترقب والآمال














المزيد.....

تأثر الأحاسيس والأحكام بالتوقع والترقب والآمال


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 1710 - 2006 / 10 / 21 - 07:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تأثر الأحاسيس والأحكام بالتوقع والترقب والآمال
إن التوقع والترقب يؤثر على أحاسيسنا وأحكامنا اللاحقة , فالتوقعات التي تحدث قبل رحلة أو قبل موعد جميل أو قبل ربح أو فوز, أو قبل عقاب قادم أو قبل موقف سيئ قادم ...الخ يكون لها تأثيراتها الخاصة بها ، ويكون لها تأثيراً كبيراً أيضاً على أحاسيسنا وأحكامنا النهائية , عند تحقق أو عدم تحقق التوقعات و الترقبات المعتمدة.
هذه التوقعات يمكن أن تخفض أو ترفع أو تغير الأحاسيس والأحكام النهائية التي سوف تحصل ، فعندما نقول لك بأننا سنقدم لك حلوى فأنت ستتوقع الحلاوة وأشياء معينة ، فإذا كانت تلك الحلوى مالحة أو مختلفة فإنك سوف تفاجأ وتكون أحاسيسك مختلفة ومتأثرة سلباَ أو إيجاباً بالتوقع الذي اتخذته, والذي يذهب إلى فيلم قيل عنه بأنه عاطفي أو يتوقع بأن يكون عاطفياً , ثم يجده فيلماً هزلياً أو بوليسياً فسوف يكون تأثيره مختلفاً .
فالأهداف والتوقعات والآمال لها تأثير كبير وهام جداً على الأحاسيس والأحكام .
ولها تأثيراتها الكبيرة على تذوق الوجبات , والنكتة بشكل خاص تعتمد على التوقع والترقب واستخدامهما في إحداث المفاجأة أو التناقض الذي يحدث انفعال الدهشة والضحك .
وكذلك يكون للمفاجأة تأثيراً كبيراً على أغلب الأحاسيس و على الأفكار والمعارف أيضاً , فهي تضخم الأحاسيس ويمكن أن تغيرها ، فالمعارف المقدمة عن طريق المفاجأة أوالتناقض بالتوقعات يكون تأثيرها كبيراً .
فمثلاً إذا قلت لك بأن هذه فكرة جيدة ومناسبة في وضع معين ، ثم وجدت أثناء تعاملك معها أنها فعلاً جيدة جداً وأفضل مما توقعت ، عندها سوف يتضخم تأثير هذه الفكرة لديك وسوف تعطيها أهمية أو قيمة أكبر مما تستحق .
وكذلك الفكرة المعتبرة بأنها سيئة أو غير مناسبة ، وبعد تطبيقها وظهورها بأنها سيئة فعلاً سوف يتضخم تأثيرها السيئ أكثر مما تستحق .
وهذا يشبه وضع المتهم الذي كان يشك كثيراً به ويثبت أنه هو المذنب ، عندها يتضخم الغضب عليه وينظر إليه على أنه مذنب أكثر من الواقع .
لذلك يكون تأثير البرهان القبلي - مهما كانت النتيجة- قوياً ومهماً , فالبرهان الديني أو الفكري أو السياسي أو العلمي يقوي ويضخم الأحكام النهائية الناتجة .
وهذا ما نلاحظه أيضاً في تأثير الأدوية والعلاجات فيمكن للماء العادي إذا قدم للمريض على أنه دواء أن يشفيه من مرضه نتيجة التوقع والترقب .
أو مع المعارف والأفكار التي ظهرت فائدتها في أوضاع ومجالات معينة ، فيضخم مفعولها وتستخدم في أوضاع ومجالات أخرى مختلفة , فالتوقع له تأثيرات على الأحاسيس والأحكام نتيجة بناء التوقعات والتي هي بمثابة معاني .
" ففي تجربة على أربعة أشخاص , أعطوا جميعاً مادة منشطة ومفرحة " نوع من المخدارات" وقيل لإثنين أنها مادة منشطة , ولم يقال للآخرين شيئأ .
وكانت النتيجة أن الذين عرفا أنها مخدر وتوقعا النشاط والفرح حدث لهما فعلاً النشاط والفرح , أما الآخرين فقد شعرا بالطاقة الزائدة, والقلق والانجعاز لأنهم لم يكونا يتوقعا شيئاً . " من برنامج تلفزيوني عن الدماغ "
وكذلك فإذا ظهر ضرر بعض المواد أو المعلومات أو الأفكار في مجال معين فسوف يضخم هذا وينظر لها على أنها ضارة في أغلب المجالات والأوضاع , فتركيز الانتباه على إحساس أو فكرة معينة متوقعة يعطيها أفضلية .
فتركيز الانتباه على توقع حدوث أحساس معين يوسع ويضخم من قوى وتأثير هذا الإحساس .
فالذي يدخل ساحة الوعي والشعور يأخذ أفضلية في المعالجة والاهتمام به, وبما أن الترقب والتوقع يحدث أحاسيس فإن هذا يعطيها قوة وأفضلية للاهتمام بها ومعالجتها , وهذا يجعل نتائج التوقع والترقب تتضخم تأثيراتها وأهميتها ، فالفشل أو النجاح المتوقع يكون تأثيره خاصاً ومختلفاً عنه في حالة عدم توقعه ، ويمكن أن يحدث عكس المتوقع وهنا تحدث المفاجأة , فالمفاجأة تحدث عند عدم حدوث المتوقع أو حدوث عكسه ، وتكون تأثيراتها قوية .
إن التعزيز في الإشراط هو التعامل مع الطنين الحسي المتوقع ، فهناك انتباه وشعور متوقع للإحساس الذي سوف يحصل ، وهذا هو مولد الإشراط ، وهذا يظهر تأثير الوعي والشعور في التعلم .
إن التوقع والترقب هو تحضير أو إشراط ، ويمكن أن يعزز أو يكف أو يعدل الاستجابات .
التوقع والسببية
والتوقع هو أساس التنبؤ الذي هو أساس المعارف ، وهو الذي ينتج السببية ، فالسببية هي تحديد وتعيين واختصار واختزال للتوقعات ، فهي تعتمد على اختزال المؤثرات وتحديد وتعيين الاستجابات , فالمؤثرات أو الأسباب تختزل بمؤثر أو بسبب واحد ، فهي تختزل الأسباب وترتكز على سبب أساسي واحد نتيجة آليات الترقب والتوقع , فأهم آلية في التفكير هي التوقع وما ينتج عنه من آليات داعمة ومصححة.
والتوقع هو الذي يفرض ويحدد مجال ومنحى سير التفكير أو المعالجة ، لأنه يعين ويحدد الاستجابات والأهداف ، فبعد أن يتم تحديد البدايات والمنطلقات نتيجة تحديد المؤثرات التي تم استقبالها, تتشكل التوقعات والتنبؤات التي تحدد الاستجابات المستقبلية ، وبالتالي تتحدد الأهداف والغايات بناء عليها .

ويجب أن لا ننسى أن التوقع في أساسه إشراط عصبي تم بناؤه .



#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدوافع البشرية
- النقود صفاتها وخصائصها
- السلعة صفاتها وخصائصها
- التصنيف من آليات عمل العقل الأساسية
- الغائية والتخطيط
- الصفقة غير المنتهية أو الصفقة غير المنجزة
- أسباب ودوافع المبادلات بين البشر
- التبادل والصفقة
- ملاحظة على التواصل واللغة
- ملاحظة على عالم المادة وعالم الفكر
- الحب والصداقة
- ملاحظة على ذكاء الإنسان و علاقته الإيجابة بطول عمره
- الكائنات الفكرية 2
- الكائنات الفكرية
- التفكير الواعي والحدس
- هل من الممكن يوماً أن نفهم ما هو الزمن ؟
- إمبراطورية المعتقدات
- الصفقة والصراع
- كتاب - اللعبة والصفقة والوجنة - الخاتمة والمصادر
- التقليد والمحاكاة


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - تأثر الأحاسيس والأحكام بالتوقع والترقب والآمال