المتقاعدون المظلومون في دولة الضياع والجوع

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7555 - 2023 / 3 / 19 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هذه الشريحة الواسعة التي قضت زهرة شبابها في الوظيفة في خدمة الشعب العراقي بنزاهة ونكران ذات وأيدي بيضاء تحملت برد الشتاء القارص وحرارة الصيف اللاهب عندما كانت لا توجد مبردات ولا مكيفات في الصيف وسط ازدحام المراجعين وكان في ذلك الوقت نعلق قطعة من القماش في سقف الغرفة مربوطة في حبل والطرف الآخر يمسكه أحد المراجعين ويهز قطعة القماش من أجل توفير قليل من الهواء وفي الشتاء لا توجد مدفئات أو صوبات يقضون وقتهم في زمهرير البرد القارص كما كان الموظفين في ذلك الوقت عندما كانت لا تنجز أثناء وقت الدوام معاملاتهم فيضع الأضابير تحت ابطه ينجزها في بيته ويحرم نفسه من الراحة أو الاجتماع مع أفراد عائلته أو بالنزهة وفي عهد نظام صدام حسين المقبور عندما فرض الحصار على الشعب العراقي وانخفضت رواتب الموظفين أصبح الموظف في فقر وبئس وحاجة وصاروا يبيعون أثاث بيوتهم أو يعرضون كتبهم الثمينة التي كانوا يمسحون عنها الغبار بربطة عنقهم يعرضونها للبيع على أرصفة الطريق من أجل توفير لقمة العيش لأن رواتبهم ما كانت تساوي سعر طبقة بيض واحدة وتحملوا كل ذلك وكان الأمل والرجاء يداعب أمانيهم وشعورهم بعد سقوط النظام المقبور ومجيء نظام جديد عام/ 2003 أن تتحسن رواتبهم ولكن كانوا كما قال الشاعر الكبير الجواهري :
وكانوا كالزروع شكت محولا --- ولما استمطرت مطرت جرادا
كان هؤلاء الشريحة من المتقاعدين أحيلوا على التقاعد حسب النظام القديم بينما سن قانون جديد بعد عام/ 2003 لم ينصفهم وبقيت رواتبهم واطئة استعدلت فأصبح الحد الأدنى راتب (500 ألف دينار) وكان عدد هؤلاء يقدر بـ (مليون وخمسمائة ألف متقاعد) وكان أملهم ورجاءهم برئيس الوزراء الجديد الذي ازدحمت في تصريحاته العدالة الاجتماعية وإنصاف الشعب وانتظر ميزانية عام / 2023 الأضخم في تاريخ العراق ولكنهم خاب ظنهم وأملهم بالميزانية التي تمتد إلى ثلاثة سنوات وهذا يعني أن الفقر والجوع والحاجة سوف تلاحقهم لمدة ثلاث سنوات عجاف ومن ثم ينتظرون مثل المثل الذي يقول (هل الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة).
لقد صرح رئيس جمعية المتقاعدين في العراق : أن بعض المتقاعدين يتسولون في الشوارع وكان ذلك في برنامج نفس عميق من قناة دجلة يوم 25/3/2023.
إن الغريب في الأمر السيد السوداني قد وضع حزمة من المكافئات للمتقاعدين من بينها قطعة أرض وتخفيض بطاقة السفر عن المتقاعدين بنسبة 25%.
ورب سائل يسأل من أين يأتي المتقاعد ذو الراتب (500 ألف دينار) في السفر بالمبلغ حتى يستطيع السفر للسياحة خارج العراق ..!!؟؟ والراتب لا يكفيه سوا أسبوع واحد ومن أين يأتي بالمبلغ الذي يستطيع به تشييد دار له ولعائلته ..!!؟؟.
أما المريض وداره بالإيجار أو صاحب العائلة الكبيرة أو الذي لديه أبناء بالمدارس أو الخريجين ولا زالوا بدون تعيين ونحن في هذا العهد البائس الذي فيه الكليات والجامعات تخرج الوجبات من الطلبة وترميهم في مستنقع البطالة ..!!؟؟ فيسلم أمره للقدر ..!!؟؟.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات