أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - حِيلة ونصف















المزيد.....

حِيلة ونصف


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7555 - 2023 / 3 / 19 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


في ليالي الشتاء تحلو رواية الحكايات العجيبة كما يحلو الإصغاء إلى تفاصيلها المشوقة تحت وقع طقطقات آضطرام نيران المواقد وزخات المطر وصولات قر الجليد في براري الأعالي؛ وفي مخيال آيت وراين السردي الأمازيغي..قنفذ إينْسِي يجد الحل دائما ويفك أغلال الورطات التي يمكن أن يتوغل فيها رغم ضآلته وضعف قوة بدنه آلغض، ورغم قصوره وقيلة حيلته التي لا يملك من مخزونها في آلحياة سوى واحدة ونصف غَارَسْ يا اللهْ حِيلَا ونَصْ(١)، في الوقت الذي يسطو الذئب وُوشَّنْ على مْيَاتْ حيلة وحيلة..هكذا تروي الروايات.. رغم ذلك تأبى صور الحكاية في شتى تجلياتها إلا أن تخلق الاستثناء المدهش..

عن أمي عن أمها عن أم بعلها يما رقية قالت..تَنّايي يَمَّا تَنَّاسْ يَمَّاسْ هَامَايَنْ يَتْوَانَّا زْتَاتَسْ تْسَلَّاسْ زْڭْمي نْيَمَّاسْ نْبَابْ نْتَخَّامْتْ لَّلانْ قَاعْ تْجُومُّعَنْ آمْ لَبْدَا زْتَاتْ تِيمَسِّي نْوَصْماطْ نليالي تْعاوَداسْ خُونْ يْوَقْعانْ شحالْ هادي..إيلَّا وڭيلانْ ألا نْزْڭَا يَلَّى وَغْرُومْ دوبَلْبولْ دْوامانْ يَلَّا وُودِي دْوَسْشومْ تْشوكَانْ تَلاَّ ضُوفْتْ يَلَّا الخيرْ دي كُلْ مْشَانْ لَّلان إيرْدَنْ طِيمْزينْ بازينْ تْريدْ دبنعمانْ تَلَّا تيفْسَا أكَدْ صْمايَمْ دْليالي أكدْ نْعَايَمْ لَهْنَا نْوُوسَّانْ يلَّا إينْسي دْوُوشَّنْ دي تْمُورتْ لَقْلَعْ تَمْغانَنْ مَامَشْ غْرَا يِينْ أڭدْ إيتَرَّاسَنْ نلفحصْ لَبْدَا رَّنْ لْبَالْ سَطْفارَنْ إيمَحْرَسَنْ آنِي مَا لَّلانْ..خَمَّمْ شَكْ خَمَّمْ نَتْشْ..عَدْلَنْ يَجْ أوجَمِّي آهَا بَدَّانْ..طَنْ طَلَّكْ زْدَنْ طَنْ طَلَّكْ زْدَانْ..كُومَسَا إينْسي يَتْشَاتْ آللُّونْ إي مَحْرَاسَنْ يَسَّلْهَاتَنْ سْ..طَنْ طَلَّكْ زْدَانْ..جْمَعْ لَطْرَافْ آيا وُوشَّنْ آبُوتَفْتافْ هْوَى إي وَغْزَرْ غَرْ إيفْرِي مَانِي وَرْدَنْ لَقْطِيعْ زْتَاتْ إيخَلْجَانْ..آجْ وُوللِّي آوَّاتْ طْغَطَّنْ..طَنْ طَلَّكْ زْدَااانْ..جْمَعْ لَطْرافْ نَّشْ هْوى اغزرْ غَرْ إيفْري مَاني نَزْذَغْ آجْ وُوللِّي آوَّاتْ طْغَطَّنْ غَرَاشْ آدْ رَوْلانْتْ طَنْ طَلاَّكْ زْدااانْ...(٢)

وهكذا تسترسل الحكاية المازيغية سردها آلشفهي بإظهار إصرار القنفذ الذي يستحث الذئب بقتل الماعز، حتى يسمع الرعاة صراخها الملعلع المعهود فيذهبوا بعيدا عنهما ويتركهما مع الغنائم.وذاك ما حصل، توجه الرعاة إلى وادي المَشْرَعْ يهرعون ما بين شعاب البطاح أين سمعوا الثغاء يصخب تحت الظلال تاركين القنفذ والذئب لحالهما يفعلان ما بدا لهما، فبدأ القنفذ يملأ رزمته لحما وشحما ودما يخزن غنائمه إلى حين، في الوقت الذي كان فيه صاحبه يشبع بطنه بما لذ وطاب من قنصهما..القنفذ إينْسي يتربص صامتا يَقطَعْ الحَسْ يملأ جرابه المحاذي لبطنه لحما وشحما يَتْعَمَّار آعديلْ نَّسْ سْتَادُونْتْ دْوُوسْشُومْ أكَلَ ما أكَلَ بحرص وحذر أن تذهبه البطنة عن الفطنة المطلوبة، ووضع معظم الوجبة في خزائنه؛ لكن الذئب أشبع مَسْغبته بشره التهم جميع ما وجد أمامه حتى أثخمَ يَتْشَا لْحَقْ نَّسْ آنزْڭَي يَشْوَى..وحينما هربا من الرعاة ووصلا مشارف غابات بستان طيزْڭِي تابحيرتْ أومازوزْ (٣) توغل إينسي داخل الداليات الخضر وبدأ يخرج مخزونه من مخبئها تَمْزيتْ نَّسْ وطفق يأكل بتُؤَدَةٍ على مهل، فرآه الذئب فقال له يَنَّاسْ..آرَادْ لْحَقِينو..طلب منه أن يعطيه مما يأكل ولما تيقن إينسى بلا جدوى الرفض أمام قوة رفيقه عمد إلى المناورة والحيلة ناصحا صاحبه بأن يضرب بطنه بالخنجر ليخرج ما يأكله كما فعل هو لتوه، ودون تفكير صدق الذئب زعمه، ففعل ما أخبره القنفذ، فسقط صريع غبائه وقلة رويته...

وهكذا تريد الحكاية المازيغية كما تَعَارف الرواة على نسج خرافاتهم بطريقة تتغيى أهدافا معينة يتم تَوْرِيتُها الأجيالَ المتعاقبة عن طريق السرد الشفهي المباشر..لقد انتصر القنفذ الشقي في كل مرة تجمعه الطريق بالذئب بحيلة ونصف حيلة رغم ضعف قوته البدنية وضآلة جسمه وهشاشته البادية للعيان أمام صلابة وقوة الذئب العامر بدهاء الحيل التي لا تفيد..العبرة،إذن، ليست بالكم وإنما بالنوع..العبرة ليست بالمظاهر، بل بجواهر ما جُبِلْنا عليه..العبرة ليست بالقوة البدنية، بل بالتفكير الرصين العقلاني..العبرة ليست بالتطرف في التعامل مع الأشياء، بل بتنظيمها..ليس الشديد بالصُّرَعة(٤)، إنما الشديد الذي يملك نفسَه عند الغضب وما شابه من آنفعالات جارفة.. الفايدا والحاصول..تَقْطَا تَنْفُوسْتْ ولاَ قْطَانْ إيمَنْدِي دِيرْدَنْ وَلاَ نَتشِتَنْ دي مَسَّاسَنْ...(٥)

☆ترجمات :
١_تَنّايي يَمَّا:قالت لي أمي
_ تَنَّاسْ يَمَّاسْ:قالت لها أمها
_ هَامَايَنْ يَتْوَانَّا زْتَاتَسْ:ما حُكِيَ بحضورها
_تْسَلَّاسْ زْڭْمي نْيَمَّاسْ نْبَابْ نْتَخَّامْتْ: سمعَتْها من والدة صاحب الدار
_لَّلانْ قَاعْ تْجُومُّعَنْ:كانوا يتسامرون
_آمْ لَبْدَا:كالعادة
_زْتَاتْ تِيمَسِّي نْوَصْماطْ نليالي:يصطلون نار قر ليالي الشتاء
_تْعاوَداسْ خُونْ يْوَقْعانْ شحالْ هادي: تروي حكايا الزمن الغابر
_إيلَّا وڭيلانْ:كان يا مكان
_ألا نْزْڭَا يَلَّى:في عهد زمن الخيرات _وَغْرُومْ:الخبز كرمز للخير
_دوبَلْبولْ:طعام مهيأ من سميد الشعير
دْوامانْ:الماء كرمز للحياة
_يَلَّا وُودِي:لماكانت خيرات السمن غامرة _دْوَسْشومْ تْشوكَانْ:لحم الماعز وما شابه
تَلاَّ ضُوفْتْ:وبر الخراف والماعز
_يَلَّا الخيرْ دي كُلْ مْشَانْ:كان الخير في كل مكان
_لَّلان إيرْدَنْ طِيمْزينْ:كان القمح والشعير
_بازينْ تْريدْ:أطعمة تقليدية مهيأة من حبوب القمح
_دبنعمانْ:زهرة شقائق النعمان
_تَلَّا تيفْسَا:كان الربيع
_أكَدْ صْمايَمْ دْليالي:مع صمائم الصيف وقر ليالي الشتاء
_أكدْ نْعَايَمْ لَهْنَا نْوُوسَّانْ:حكايتنا كانت في زمن النعيم والدعة والهناء
_يلَّا إينْسي:كان القنفذ
_دْوُوشَّنْ:مع الذئب
_دي تْمُورتْ:في أرض
_لَقْلَعْ:اسم وهدة بالبلدة
_تَمْغانَنْ:يتناقشان
_مَامَشْ غْرَا يِينْ:ماذا يفعلان كيف يتصرفان
_أڭدْ إيتَرَّاسَنْ نلفحصْ:مع فتيان بلدة (الفحص)
_لَبْدَا رَّنْ لْبَالْ:ديدنهم الحيطة واليقظة
_سَطْفارَنْ إيمَحْرَسَنْ آنِي مَا لَّلانْ:برفقة الكلاب في حلهم وترحالهم
_خَمَّمْ شَكْ خَمَّمْ نَتْشْ:لنُفَكِرْ سوية
_عَدْلَنْ يَجْ أوجَمِّي:صَنَعَا دُفا
_آهَا بَدَّانْ..طَنْ طَلَّكْ زْدَنْ طَنْ طَلَّكْ زْدَانْ: يُسْمِعان إيقاع دقاتهما على الدف
_كُومَسَا إينْسي يَتْشَاتْ آللُّونْ:شرع القنفذ يضرب على الدف
_إي مَحْرَاسَنْ يَسَّلْهَاتَنْ:يلهي كلاب الحراسة بوقع دقاته
جْمَعْ لَطْرَافْ:انتبه اهرب
_آيا وُوشَّنْ آبُوتَفْتافْ:أيها الذئب المرتبك _هْوَى إي وَغْزَرْ:اهبط المنحدر جهة الوادي
_غَرْ إيفْرِي:في الكهف
_مَانِي وَرْدَنْ لَقْطِيعْ:حيث تورد القطعان _زْتَاتْ إيخَلْجَانْ:قرب خلجان اللبلاب
_آجْ وُوللي آوَّتْ طْغَطَّنْ:اضرب العناز دع عنك النعاج..ينصحه بأن يقنص الماعز المعروف بكثرة الجلبة والخفة عوض النعاج الهادئة، وذلك لسوء طوية القنفذ الذي يروم فضح الذئب لينجو هو وحده بغنائمه
_غَرَاشْ آدْ رَوْلانْتْ:إياك أن تُفلتها
٣_طيزْڭِي:أجمة
٤_بالصُّرَعة:الذي يصارع الناس فيصرعهم
٥_تَقْطَا تَنْفُوسْتْ ولاَ قْطَانْ إيمَنْدِي دِيرْدَنْ وَلاَ نَتشِتَنْ دي مَسَّاسَنْ:صيغة تقليدية تتكرر بشكل نمطي في الحكايات الخرافية الأمازيغية لقبائل آيت وراين الأطلس المتوسط بالمغرب



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دَنَاصِيرُ آلذِّكْرَيَاتِ
- اَلتَّحْرِيرَا
- رُبَّمَا سَأولدُ بُعَيْدَ قليل
- أحمد العياشي سْكِيرج
- مُنِيف مُعَلِّمُ آلْحَيَاة
- متلازمة بْرُوتيه Proteus Syndrome قراءة في عوالم هرفيه بازان
- مُحَال
- سَخافَةُ آلامْتِلَاك
- اُونْسُولْ دِي مَزْيَانَنْ
- جِييُومِيتْري
- VERTIGO
- مكنسة آلساحرة
- لَا شَيْءَ لَهُمْ لا شيءَ لنا لا شيءَ لي
- اَلتَّقاعُدُ آلأَخيرُ لمالك بن حريم الهمداني
- اَلشَّارَفْ
- تَاءُ آلتأنيثِ غيرُ آلساكنةِ التي لها مَحَلٌّ مِنَ آلإعراب
- لَعْكَاسْ
- إِنْصَافُ آلنَّاقَة
- مجرد واقع لا غير
- اَلْعَيْنُ آلْمَلْعُونَة


المزيد.....




- مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر ...
- عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا ...
- بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
- وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...
- مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي
- خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و( ...
- -من أمن العقوبة أساء الأدب-.. حمد بن جاسم يتحدث عن مخاطر تجا ...
- إعلان أول مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 مترجمة على قص ...
- رحال عماني في موسكو


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - حِيلة ونصف