عادل سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 7554 - 2023 / 3 / 18 - 22:17
المحور:
الادب والفن
مِغْزَلُ ....... (مَليكة)
ــــــــــــــــــــــــ
حين يبدأُ مِغزلُها بالدوَران ..
تلتفُّ حولَه خيوطُ شَواربِ رجالٍ غَليظة
و خيوطُ قلوبِهم الضّعيفة
ـ يغضّون أبصارَهُم حياءً !ـ
و هي أمام عَتَبةِ دارِها في الزّقاق الضَيّق،
تُنادمُ جاراتِها المُسِنّات،
و لحظةَ تطلقُ ضِحْكتَها العابِثة
يتعثّرُ الرجالُ
بشواربِهِم الغليظة و ... قلوبهِم الضّعيفة..!
فتتشبثُّ بِخَصْرِ مِغزلِها
الدائرِ برشاقةِ غَزال و ضَرواةِ نَمْر
ـ كما يتشبّثُ اللهُ بِخَصْرِ صوفيٍّ ـ
كي لا يتطايرَ من حافةِ تنّورتِه
مع العّشّاقِ و القارّاتِ عن قِشْرةِ الكُرةِ الأرضيّة
و مِغزلُها يخترقُ قوانينَ الجاذبية بدورانِه .
( مَليكة)!
( مَليكة) التي هوَتْ عند عَتَبةِ بيتِها بعدَ خمْسينَ عاماً،
حملَ نعشَها أبناءُ رجالٍ
كانوا بشواربَ .... و قلوبٍ ....و ما يَتْبع !
أحدهُم ـ دونَ قصْدٍ طبعاً ـ
داسَ مِغْزلاً نَحيفاً عندَ عَتَبةِ بابِها ..
مِغْزَلاً ..
التفَّ حولَهُ يوماً
خيطُ شارِبِ أبيهِ الغَليظِ و ..
........ قلبِهِ الضّعيف!!
25.12.21
#عادل_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟