بهاء الدين الصالحي
الحوار المتمدن-العدد: 7551 - 2023 / 3 / 15 - 02:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هب هناك نظام عربي
كلمة نظام تفترض نوعا من التوافق علي بعض النقاط الرئيسية وأن تكون هناك آلية للعمل التلقائي في حال الازمة ، ومن هنا فنحن بحاجة الي بحث عن تاريخ تحقق هذين الشرطين عبر تاريخ العمل العربي :
غاب مفهوم القضية المشتركة ومساحة الصدق في العمل من أجلها، فعلي سبيل المثال القضية الفلسطينية تباينت المواقف العربية تجاهها ففي مصر كان الأمر بالنسبة لها كان نوعا من الموازنات السياسية بفعل تبعية مصر لإنجلترا ، بينما باعت الأردن القضية من خلال السيطرة علي الضفة الشرقية من أجل توفير منفذ بحري للأردن والا تحولت الي دولة مغلقة بلا منافذ وكذلك قام الملك عبدالله بتصفية كتائب الجهاد الفلسطينية والتي كانت مجهزة لمقاومة العصابات اليهودية .
غياب الدعم العربي لحكومة عموم فلسطين والتي اشيع عن علاقاتها مع ألمانيا الني هزمت في الحرب العالمية الثانية ،ولما كانت الجامعة العربية قائمة علي مبادرة انجليزية ،،وهذا ليس طعنا في الفكرة نفسها ولكن الفارق في طريقة خلق الفكرة فقد جاءت ناتج مجموعة من الارادات الفوقية ذات المرجعية الأعلي والواحدة، اجهض فكرة البناء الطبيعي للوحدة العربية ، وكذلك غياب فكرة الحراك الشعبي عموما مما اجهض أيضا تبلور فكرة الجامعة الإسلامية.
ومن هنا كانت الصياغة للدستور والقانون المنظم للجامعة حيث اشترط فكرة الإجماع في القرارات الهامة وهنا بيت الداء فطبيعة الدولة الصانعة لتلك القرارات نابعة من التفكير القطري في إدارة كيان يفترض قوميته ،ومن هنا لن تكن الوحدات القطرية قد تبلورت بعد بدرجة تكفي لتكون توجه وحدوي ،وذلك لعدة اعتبارات بلاؤها الأول هو مركزية الاحتلال وعدم قدرة النظام الدولي علي رؤية غير المركزية الأوربية
ومن هنا لزم التنويه بأن ذلك الجنين المشوه وجب التدخل الجراحي واعادة تشكيل طريقة عمله كنوع من استعادة الوعي .
#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟