أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - الصين وباكستان والممر الاقتصادي














المزيد.....

الصين وباكستان والممر الاقتصادي


هشام جمال داوود

الحوار المتمدن-العدد: 7550 - 2023 / 3 / 14 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عام 2013 تم الاتفاق بين كل من الصين وباكستان على تنفيذ مشروع اطلق عليه اسم الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني والذي هو في الأساس جزء من مبادرة الصين او ما يعرف حالياً باسم مبادرة الحزام والطريق، وبعدها بتفرة قصيرة وتحديداً في العام 2016 تم الاتفاق بين البلدين على بناء مفاعل نووي في مدينة كراتشي بتمويل صيني يبلغ تقريباً 2.7 مليار دولار وذلك لتعزيز الطاقة في باكستان، لكن مشروع المفاعل هذا ما زال متلكئ وبطيء والسبب هو ان بطئ الصين في تنفيذ التزاماتها الخاصة في تمويله مما أدى الى ان تكون باكستان هي الأخرى بطيئة في التنفيذ.
هناك أسباب لتباطؤ الطرفان، فالصين على سبيل المثال تعاني مشاكل في اقتصادها الداخلي وتباطؤ في نموها الاقتصادي، وباكستان بعد ان تعرضت لكارثة الفيضانات العام الماضي لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من القروض والديون الخارجية.
لكن باكستان تعتبر القروض او التمويل الصيني لهذا المشروع امراً ملزما فهو ضمان لمبادرة الحزام والطريق وان على بكين ان تقوم بتمويله، على عكس الصين التي بدأت تنظر الى الحكومة الباكستانية على انها غير مستقرة ولا يمكن لها ان تكون شريكاً للصين، وأوضح دليل على ذلك هو عدم اعتراض الصين على محاولات الهند لاستبعاد باكستان من اجتماع رفيع المستوى على هامش قمة (brics) وهذا التباطؤ الصيني يعد علامة سيئة على العلاقات بين الصين وباكستان.
في حقيقة الامر ان الصين قلقة جداً من وضع باكستان الأمني، اذ ان الأوضاع في باكستان دائماً ما تشهد تصاعداً في اعمال العنف وكذلك في الهجمات الإرهابية خاصة ضد المشاريع الصينية الاستثمارية وحتى ضد الصينيين المتواجدين في باكستان، ولن ينسى المسؤولون الصينيون الهجوم الإرهابي على فندق فخم في بلوشستان كان فيه وفداً صينياً رفيع المستوى عام 2021، لذلك كثيراً ما أعرب الرئيس الصيني للمسؤولين الباكستانيين عن قلقه الكبير بشأن سلامة مواطنيه في باكستان.

ومع ذلك فإن كل ما تقدم اعلاه لا يعني بالضرورة بأن العلاقة بين الصين وباكستان قد تنتهي او تذهب طي النسيان، بل تستمر القروض الصينية في التدفق إلى باكستان سواء لمشاريع البنية التحتية او لغيرها.
فباكستان تلقت ما يقرب من 22 مليار دولار على شكل قروض قصيرة الأجل من الصين بين عامي 2018 وعام 2022 وكان معظمها لتخفيف ميزان المدفوعات وهذا يدل على أن بكين مستعدة لمحاولة تخفيف الضغوط الاقتصادية على إسلام أباد.
أن الصراعات الاقتصادية التي تواجهها الصين تعني أن الدعم المستمر على هذا المستوى ليس مضموناً خاصة مع استمرار تفاقم الأزمة في باكستان والتضخم المستمر الذي وصل شهر شباط الماضي إلى أعلى مستوى له منذ عام 1975. وأعلنت إسلام أباد أن الجولة الأخيرة من المحادثات مع صندوق النقد الدولي فشلت في التوصل إلى اتفاق للإفراج عن أموال جديدة.
قد تفضل الصين التعامل مع حكومة أكثر استقراراً في إسلام أباد ولكن حري بالذكر ان بكين لها علاقات ممتازة مع عائلة شريف، ولما شغل نواز شريف منصب رئيس الوزراء تم إطلاق الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني رسميا، وبعد ذلك اوقفته كون ان الحكومة السابقة بقيادة عمران خان لم تكن محبوبة بالنسبة للصين، حيث دعت إلى مراجعة اتفاقيات الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني السابقة باسم جهود مكافحة الفساد، لكنها رجعت اليه عندما شغل شقيقه شهباز شريف منصب رئيس الوزارء بدلاً من عمران خان.
وفي كل الأحوال فإن المؤسسة العسكرية الباكستانية القوية هي الفيصل وهي من تقرر الكلمة الأخيرة في القرارات السياسية المتعلقة بالشركاء الرئيسيين مثل الصين.
إن الجغرافيا السياسية الحالية تجعل استمرار التحالف بين الصين وباكستان أمراً لا مفر منه، وان العلاقات الأمنية المتنامية بين الولايات المتحدة والهند تجعل بكين وإسلام أباد في قلق بشأن منافسهما المشترك (الهند).
ان المنافسة المتزايدة بين كل من الولايات المتحدة من جهة والصين من جهة أخرى تضع قيودا على التعاون بين باكستان والولايات المتحدة، مما يزيد من اعتماد إسلام أباد على بكين للحصول على المساعدة الاقتصادية والعسكرية، كما وتعزز هذه القيود باكستان من أجل شراكة أكبر مع روسيا لاسيما في ظل التحالف العميق بين روسيا والصين.
اخيراً فإن العلاقة الصينية الباكستانية لا تنحرف بسهولة ولديها حواجز لمنعها من الانحراف بعيدا عن المسار الصحيح مع تحول الجغرافيا السياسية، ولهذا السبب يعمل الغرب على ادخال الهند لمجموعة السبع لسد الانقسامات بين الشمال والجنوب ومساعدة الهند على مواجهة التحدي الصيني.



#هشام_جمال_داوود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلاب من التبت يحيون ذكرى الاستقلال في باريس
- الحكومة الصينية وقمع سكان التبت
- الإرهاب يضرب يرعب الباكستانيين هذه المرة في بيشاور
- ازدياد في الهجمات الإرهابية في أفغانستان بسبب النفوذ الصيني
- اللعاب الصيني يسيل على النفط الافغاني.
- كازاخستان تهمش أبناء عمومتها المسلمون الصينيون؟
- ظلم وممارسات وحشية لا تنقطع وسكوت عربي إسلامي غريب
- الصين وراء تزايد حالات انتهاكات حقوق الإنسان في باكستان وخاص ...
- أوضاع النساء في بعض الدول الإسلامية.. باكستان نموذجاً
- عدم الاستقرار في آسيا وتخبط السياسة الامريكية فيها
- الهيمنة الصينية على دول آسيا الوسطى
- سياسة القوة الناعمة الصينية في العراق
- الصين وتجنيد العلماء
- التدريبات العسكرية الصينية تقويض للاستقرار الاقليمي
- لوحة جدارية تلهب مشاعر الصين تجاه اليابان
- اختبار المهارات القيادية للرئيس الصيني شي جين بينغ
- 14 تموز في ذكراها الرابعة والستون
- معارك في اوكرانيا ورسائل الى الصين
- احتجاج بسبب اخبار مضللة
- هل النازيون افضل منكم؟


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - الصين وباكستان والممر الاقتصادي