مسودة من أبجدية الألوان

عبد العاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 7542 - 2023 / 3 / 6 - 21:52
المحور: الادب والفن
    

استهلال
............
" إن العوالم التي على طريق التغيير هي من شأن الشعراء الكواسر .. " رنيه شار
................................................................................................
...
على فضاء أزرق ومن بعيد
أهدتني قصيدتها الأخيرة
أسعدتني عن بعد قربه
كانت لوحة مجاز زرقاء
كأنها بأنامل بيكاسو الحزينة
وقد كنت أتوقع :
أن تكون هوية هديتها وردية
مثل شرارة بوهيمية
تفترس العزلة
بين عنف أصفر ورغبة حمقاء
مثلي ..
من أين جاءها كل هذا الحزن ؟؟
ومن أين انبعث هذا العنف القادم
إلي
من صورها المجازية
من خطوطها المرتجلة
وكأنها تقول لي فيها ما لا تراه
وكأن فاغ غوغ له يد فيها ؟؟
...
أنها مولعة باللوحات ، أعرف ..
ألهذا تلوح بي ، الآن ،
في خيالات الأشكال والأحزان ؟؟
كيف لي أن أفك هذي الرموز الخائبة
المتعالية ،
وأنا لا أفقه في أبجدية الألوان ؟؟ ..
فأنا سلمون يسبح ،
في مستنقعات وطن يابسة ،
ينسج خلاصه في بؤر استلهام ،
يصبح ويمسي
في بياض مسودات
وسواد مبيضات جاحدة
بعيدة العودة إلى موجات السلام ...
........................................
مارس 2023
.................
إليك سأحمل كل صباحاتي
طي لا تفارقك شموس الأبجدية
تغرقك في سكرها
وحده الصمت يقولني
فالكلمات تخفي ، والصمت يفصح
ويفضح
عليك أن تقرئي ما بين سطوره الصاخبة
يستطيع قلبك ، لا عينك ، أن يؤولني
كسفر قديم
أنت وطن بكل اللغات والألوان
يحرض جيش المجاز
على الشهادة والاستشهاد ...
.....................
مارس 2023
.................
...
النساء في قصائدك أشباه نساء
هن غير النساء في مسوداتي ..
عينك آلة تصوير تلاحق الأبدان .
وأنا قلب يرسم النساء
بعماء الألوان ...
........................
مارس 2023
.................
...
طفلة غجرية أنت
تطفو فجأة فكرة
على نهر ذكرياتي
تمسد موجات حبري الحزين ..
في الحلم ،
أأنت التي تأتين
إلي ،
أم أنا الذي أتى بك
إلي ؟؟ ...
...................
فبراير 2023
.................

#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات