عماد الطيب
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 7541 - 2023 / 3 / 5 - 16:41
المحور:
الادب والفن
كان ميخائيل نعيمة يدرس في روسيا أحبّ فتاة روسيّة لكنه لم يتزوجها .. و بعد ثمانين عاماً كتب في وصيته : اتركوا باب الضريح مفتوحاً علّها تأتي ! . ها قد دنا الاجل مني رويدا رويدا .. ماذا سأوصي لها ؟ سأطلب ان تزور قبري .. وفي برنامج فرنسي بث مؤخرا تعتمد فكرة البرنامج على لم شمل المحبين وكان في الحلقة المعنية رجل يلتقي بحبيبته بعد فراق دام 52 عاما . وكان كل واحد له عائلة . اللقاء كان رومانسيا جميلا وصادما للعواطف .. مما اثارت دموع المشاهدين داخل الاستوديا . ولكن الحدث المؤثر الذي سلطت عليه الكاميرات هو وجوه المحبين وانفعالاتهم لحظة اللقاء في اجمل المشاهد الانسانية المؤثرة .. سأل مقدم البرنامج بعد ذلك عن شعورهما حاليا .. فأجاب الرجل بعبارة حكيمة .. الحب الصادق لن يموت ابدا .. في حين المرأة اكتفت بالدموع كأبلغ اجابة لها .. هنا اريد اقول كم من قصص العشاق حكم عليهم القدر بالفراق ومن ثم يلتقوا في دروب الحياة بعدما عز اللقاء . الحب اجمل رزق يمنحه الله لعبده لتحقيق الوفاق بين البشر والحياة . وحب الرجل للمرأة والمرأة للرجل اجمل لوحة ترسمها الحضارة الانسانية . وتظهر معنى بالغ للحياة للعيش بسلام ومحبة . لولا المشاعر الانسانية لعاش الفرد منا وحيدا رغم زحام البشر . يعيش دون نبضة حب وحياة او ملجأ عاطفي يشعر به بدفء الحياة والحنان .. فمن طبيعة الانسان انه كائن اجتماعي يميل للعيش مع افراد المجتمع بوئام وتآلف .. ومن يجد له خليل يحبه فهو من المحظوظين بالحياة . ولكن البعض يتعثروا في هذه الخاصية من الحياة . وقد تحكم الظروف وتقول كلمتها الفاصلة والحكم الجائر على من يجد ويفترق لتبعدهم عن بعضهم وتضعهم في دوامة الحياة وشتاتها .. وما تبقى لهم سوى ذكريات تقتات عليها ذاكرتهم على ماضي جميل ومن ثم يموتوا وهم وحيدون . رغم كل البشر حوله . ورغم تناسلهم وتكاثرهم يظلوا ينظرون الى شركائهم الذين البستهم الحياة لباس الزوجية غرباء عنهم . من يفقد نصفه الحلو يظل منقوص الحياة . تائه في صحراء روحه .
#عماد_الطيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟