أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام الديمقراطية في الدولة المخزنية ( الحلقة الثالثة ) ( 3 ) .














المزيد.....

نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام الديمقراطية في الدولة المخزنية ( الحلقة الثالثة ) ( 3 ) .


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7541 - 2023 / 3 / 5 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان إشكالية الصحراء ، هي إشكالية الديمقراطية المفقودة ، واشكالية النظام السياسي الدكتاتوري الوحيد الذي تسبب في ما آلت اليه الصحراء من أوضاع ، جعلت المجتمع الدولي من خلال مؤسساته ، يتشبث بالمشروعية الدولية التي وحدها تمثل الحل الديمقراطي الذي يرضي اطراف النزاع . والحل الديمقراطي والمشروعية الدولية ، تعني فقط الاستفتاء وتقرير المصير الذي نتيجته وحدها تحدد جنسية الأراضي المتنازع عليها .
3 ) توظيف القضايا الوطنية ضد مصالح الشعب .
لو اخذنا مثالا ساطعا على الطريقة التي تلعب بها المشاكل الوطنية ضد مصالح الشعب العليا ، لكان احسن مثال في كيفية توظيف النظام لنزاع الصحراء ، لخدمة نظامه بالأساس ، لأنها لم تعالج كمشكلة وطنية ، بل تم توظيفها كمشكلة نظام وحكم جانبها الديماغوجي اكبر من جانبها التثويري . كما اعتبرت من جهة أخرى ، مناسبة لترتيب مجموعة معقدة من الصراعات بين الأنظمة السياسية ، فكانت بذلك اسفينا يدق بين شعبها الواحد ، بدل ان تكون جسرا يعاد عليه طرح القضايا الهامة ، التي لعبت جملة من الظروف في السابق دورا أساسيا في عدم طرحها ، او في طرحها بطريقة مغلوطة ومخربة . ان هذه التوجهات هي توجهات جميع الأطراف المشتبكة في نزاع الصحراء الغربية .
بادئ ببدء ، عندما كان هناك نهوض شعبي وثوري في المغرب ، وكان وضع الملكية على شفى حفرة مهددة بالسقوط ، طلب الحسن الثاني من الاستعماريين الاسبان عدم الانسحاب من الصحراء ، ورجاهم البقاء فيها . وعندما طرح في أواسط السبعينات الموضوع مجددا ، طرحه من منظور توطيد وضع الحكم بعد سلسلة الانقلابات العسكرية ، والانتفاضات الشعبية ، وليس من منظار حل مشكلة وطنية ، أي انها اعتبرت أداة لتقوية الملكية والاقطاع المساند لها ، وبابا تتسلل منه موازين القوى الغربية الجديدة ، بدل ان تطرح في اطار استراتيجية تحررية جوهرها قطع التبعية للخارج ، وبالتالي الاستناد الى برنامج تطويري في الداخل ، يعتمد على أوسع قاعدة شعبية تحررية عريضة .
والحقيقة ان هذا الطرح ، أفقد المسألة الوطنية وجهها الوطني الأصيل الذي كان لها في فترة النهوض الشعبي التحرري ، وحولها الى " قناة صرف " للتناقض الداخلي بين الشعب المغلوب على امره ، والحكم المستند الى الاقطاع .
وبديهي ان التكتيك الذي رسم للمعركة كهذه ، العدو الأساسي فيها هو الشعب ، وليس الاستعمار والامبريالية ، كان يعمل على تطويلها وجرجرتها بدل حلها ، وعلى تشعيبها بدل حصرها وحسمها . كما كان ولا يزال يقوم على دمجها في اطار السياسة الامبريالية بدل انتزاعها من هذا الاطار ، ولهذا بدأت المشكلة دولية ، ولم تأخذ حتى الآن طابعها الوطني الغالب والصرف . فالنظام المهدد من الصحراء بالسقوط ، لا يزال تائها من دون بوصلة اوصلته الى حد الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 .
اذا ما رجعنا الى التاريخ ، وجدنا ان خطط القوى الخارجية كانت منذ هزيمة قرطاجة على روما ، تقوم على أسس قلما تغيرت ، وانْ كان بعض التطوير، منها :
1 ) الاستيلاء على رؤوس الجسور على الشاطئ ، وتحويلها الى مراكز تحشد قادرة على قمع الداخل ، والى مراكز نهب وافتراس في الداخل كذلك .
2 ) ادخال وتوطيد سلطة الاقطاع في كل واجهة في المغرب .
3 ) افتعال الاقتتال والتناقض بين مكونات المغرب العربي الكبير ، لإضعاف الدول وبالتالي سهولة السيطرة عليها .
4 ) ربط شرائح من المغرب بالمصالح الخارجية ، إمّا عن طريق المركز الاجتماعي ، او عن طريق لغة القوة الخارجية ، او عن طريق اعتناق ديانتها . وهذان يتيحان الدخول في جهاز ادارتها ، والتمتع بقسم من الامتيازات المتاحة لها .
باختصار ، هذا الشروط والاسس المعتمدة على التجزئة السياسية والنظام الاقطاعي ، والارتباط بالخارج الذي يصاحبه اكبر قدر من التناقض بين الوحدات السياسية في الداخل ، لا يزال الاستعمار والامبريالية يعتمدها ، مع بعض التطوير الذي أصاب الدولة بشكل خاص .
في شروط كهذه ، تتحول أي مشكلة الى مادة متفجرة بين الكيانات السياسية ، خاصة عندما تغيب الحركة الشعبية الواحدة ، وتصبح عاملا من عوامل تقوية هذه الكيانات ، خاصة حين تحل في اطار اللعب الخارجي ، وتُفْصل عن مقوماتها الذاتية التي تجعلها عنصرا من عناصر تقوية الداخل ضد الخارج .
في هذا الاطار عملت الرجعية المغربية ولا تزال " لحل " مشكلة الصحراء ، أي لتعقيد مشاكل المنطقة ، ويزيد الامر سوءا انّ هذه السياسة الرجعية ، فرضت نفسها حتى الان على القوى السياسية التي كانت تملك تصورا مغايرا لها ، وتناضل وفق برنامج يختلف عنها . ومما يؤسف له ان القضية اختصرت ومسخت الى مستوى فظيع ، وانصب بأسره على المسألة التالية : الصحراء مغربية ويجب ان ندعم جهود النظام لاسترجاعها . بينما المسألة هي في الحقيقة : الصحراء مغربية وعربية ، ويجب ان نحول المعركة من اجل الحفاظ عليها ، الى معركة لإضعاف الاقطاع وسلطته ولإسقاطها .
انّ أحدا لا يشك بان الصحراء جزء من المغرب ، ولكن الشكوك تدور حول هذه القضية الهامة ، من رافعة بأيدي قوى التغيير ، الى أداة بيد الحكم والاقطاع ، والقوى الامبريالية المساندة لهما في ذبح الشعب المغربي ، وذبح القوى السياسية المرتبطة به .
( يتبع )



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال ...
- هل الصحراء الشرقية / تندوف / مغربية ام جزائرية ؟
- البرنامج الثوري الذي بقي حبرا على الورق . الانتفاضة المسلحة ...
- نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال ...
- حين ورط الملك الشعب في الاعتراف بالجمهورية الصحراوية .
- الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات ...
- الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات ...
- الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات ...
- ( طرد ) إسرائيل من حضور افتتاح دورة القمة السادسة والثلاثين ...
- انعقاد القمة السادسة والثلاثين ( 36 ) للاتحاد الافريقي بأديس ...
- حقوق الانسان في الدولة المخزنية البوليسية
- البدع والطقوس المرعية عند العرب والمسلمين
- البرلمان الاسباني يوافق بالأغلبية على منح الجنسية الاسبانية ...
- أكبر انتفاضة دموية في تاريخ الانتفاضات المغربية
- مِنْ - موروكو گيتْ - الى - بگاسوس غيتْ -
- ترقب قرار للبرلمان الأوربي في 9 ابريل القادم ، يدين النظام ا ...
- الفرق بين الشعب والرعايا ، نوع الدولة السائدة
- تغيير النظام من الداخل
- التعويض .
- الدكتاتور هرب . المستبد هرب . الطاغية هرب .


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام الديمقراطية في الدولة المخزنية ( الحلقة الثالثة ) ( 3 ) .