|
قراءة في رواية -قهوة سادة- للسيد حافظ بقلم: د. عواطف الزين - دراسات في أعمال السيد حافظ (100)
السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي
(Elsayed Hafez)
الحوار المتمدن-العدد: 7541 - 2023 / 3 / 5 - 02:47
المحور:
الادب والفن
دراسات في أعمال السيد حافظ (100) قراءة في رواية "قهوة سادة" للسيد حافظ بقلم: د. عواطف الزين مشاهد مسرحية يمتزج فيها التاريخ ، بالواقع، بسير العشاق.. رواية " قهوة سادة للسيد حافظ هي نمط مستحدث لفن الرواية العربية " الذي بدأ يخلق انماطه المختلفة البعيدة عن التقليد للغرب وعن "التقليدية" السائدة لهذا الفن السردي في عالمنا العربي منذ حوالي نصف قرن من الزمن.. في قهوة سادة نقرأ حكاية سهر والعشق والقمر "عنوان رومانسي لمشاهد واقعية مكتوبة بعناية ودقة يمتزج فيها النضوج الانثوي لسهر بوقائع مؤلمة "مثل تنحي الزعيم الخالد عبد الناصر حيث نتعرف على واقع سمر واسرتها ومن ثم على كاظم معلم اللغة العربية في مدرستها " لنكتشف انه يعشقها بصمت..كما كثير من الأحداث التي تتداعى بصورة فيها من التلقائية والصدق تشعرك بأن الراوي هنا هو "حكواتي زمانه " ينتقل بك كقارىء من مشهد إلى آخر بيسر وسهولة.. لكنها ليست السهولة المقدور عليها بقدر ما هي تطويع للغة وللمضمون وللمشهد بكل تفاصيله..
الانطباع الاول الذي كونته من خلال قراءاتي لهذه الرواية هو انها عبارة عن مشاهد مسرحية تاريخية ملحمية ممزوجة بسير عشاق ليسوا من الخيال وانما من الواقع..وتلك الواقعية اكسبت الرواية مسؤولية تقديم العرض الروائي "اذا صح التعبير "على شكل مشاهد مغرقة في الشفافية والصدق.. ليس بالضرورة ان تبنى الأحداث على خيال الكاتب وإنما ان يوظف الخيال لخدمة الواقع من دون ان يؤثر ذلك في بنية الرواية..ينتقل بك الكاتب من حالة عشق وحبيبة إلى حالة عشق وطن رغما عن مآسيه و"كراكيب " وحرتقات خياله..هناك قدرة فائقة على التأثير والغوص في غمار ذلك الواقع التاريخي لسيرة الأوطان والاشخاص..وهما الركيزتان الاساسيتان للرواية من الفها إلى يائها..لست هنا في صدد عرض تفاصيل الرواية كمضمون وكبنية فنية وكلغة آسرة حتى في ادق تعابيرها ودلالاتها ومفرداتها..فالمشهد الروائي يحيط بكل ما تقع عليه الأحداث على خشبة الزمان والمكان..ومن خلال عناوين تلك المشاهد يمكننا تلمس جو الرواية العام "البداية مع "حكاية سهر والعشق والقمر.. شعب كالعبيد " العروبة وهم ام حقيقة ؟ هل يعود بك الفجر؟ الوطن ليس وردة " انت رعشة في الدم "حكاية اخناتون لمن اكتب "المساء والقمر في طيبة "وتحكي شهرزاد " الشام " "اخجل ان أقول أنا مصري " اخناتون "قبل الضربة القاضية.. وعناوين اخرى كثيرة موزعة على 393 صفحة "من المتعة الروائية "يجسدها السيد حافظ عبر قهوته السادة " أي المرة التي تشبه الزمن المر.. أي زمن الرواية وزمن الواقع.. في ص 44 "نقرأ حب الوطن اكبر خطيئة لانه كائنهلامي يسكننا ونسكنه رغما عنا..لو علمنا ان الله يرث الأرض وما عليها لعشقنا الله فقط " في ذات الصفحة "هزمت سوريا معنا واحتل الاسرائيليون الجولان والضفة الغربية من الاردن "قال الأستاذ هيكل ان الملك حسين خان عبد الناصر والاسد وابلغ اسرائيل بوعد الحرب وساعة الصفر.. وكتبت جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل في مذكراتها نفس الكلام..الجيش السوري خلع سراويله وترك الجولان.. والجيش المصري خلع سراويله وترك سيناء وغزة والعريش والجيش الاردني خلع سراويله وترك الضفة..هل؟
والجيش الاسرائيلي السري خلع سراويله أمام هتلر وحرق هتلر اليهود في المحرقة.. والجيش الالماني خلع سراويله أمام الجيش الامريكي والانجليزي في الحرب العالمية الثانية والجيش الاميركي خلع سراويله أمام الجيش الفيتنامي تحت قيادة هوشي منه في حرب فيتنام.
والجيش الفيتنامي خلع سراويله بعد الحرب وقرر التمتع بالقمار والملابس والاستيراد والتصدير وممارسة البغاء.. يا صديقي انها حرب السراويل.. العالم والبشر حقراء يشربون دم بعضهم صبحا ومساء..
إسرائيل حقيقة وليست كما قالوا هزمت ثلاثة جيوش عربية في 6 ساعات مصر وسوريا والاردن " وفي مكان آخر من الصفحة او المشهد نقرأ "منذ نشأة القاهرة في العهد الفاطمي وهي متسخة كما قال الجبرتي وحتى الآن..احنا شعب غلبان "كيف نحارب ونحن لا نستطيع تنظيف شوارعتا من الزبالة ولا حتى صناعة كبريت صالح للتصدير؟
هذا جزء من مشهد عربي واقعي يتسم بالسخرية والتهكم وهو يعكس حالة العرب المتردية ويعكس هزائم جيوشها في الحروب ويعري مجتمعاتها..
ويذكر في ص 45 ان المرة الوحيدة التي نجح فيها جيش مصر بكرباج محمد علي الذي دربهم على القتال..وضعوا في اذن الفلاح المصري اليمنى بصلة واليسرى قطعة قطن حتى يعرف اليمين من اليسار.
ولشهرزاد أيضا حكاياها في هذا الرواية التي تشربنا القهوة السادة بينما تمتعنا بكل تفاصيلها العميقة والشفافة في آن واحد .من وجهة نظر الكاتب السيد حافظ .الذي يقدم تصورا لروايته من خلال رده على بعض ما تجمع لدي من اسئلة حول الرواية وجول عنوانها الملفت.. ماذا يقد الراوي هنا هل للاسم من دلالة معينة تخدم الهدف الرئيسي منها؟ وكيف يترجم هذا الاسم ترجمة واقعية من خلال رسم ملامح عامة لزمان الرواية وامكنتها المختلفة أو لنقل عصورها المختلفة.. إذ ليس بالضرورة أن تكون حاضرا يستشف المستقبل أو محملا بذكريات الامس البعيد وعبق زهوره الوارفة حبا وعشقا ودفئا فقط هي مزيج من هذا وذاك..
يقول السيد حافظ: شهرزاد إحدى بطلات الرواية هي إمراة سورية من الجبل تحب القهوة فأحببناها معها اندماجا وتقديرا وتوحدا..
والقهوة عند الصوفيين هي تنبيه للعقل والروح للذكر فإنك تذكر الله وانت بكامل الوعى والتفكير.. والقهوة والشاى عندى مدد الروح للكتابة وعند الجنس فى العشق القهوة وهكذا.
· ما وظيفة قصص الحب مع ذلك الخيط الشفاف من الجنس في بعض المشاهد؟ والي اي مدى تتأثر رواياتك بالمشهد المسرحي الذي تجيد صياغته ككاتب. مسرحي متميز وله مؤلفات مسرحية عديدة .؟
- أعتقد انى متأثر بالشعر والمسرح والسيناريوهات التي قدمتها للشاشة متأثر أنها تجربة القلم وخبرة العشق فلا مناص أن تجدين العشق والمسرح والسيناريو.. إن أخذ الرواية إلى فضائي الحياتى والكتابي .
رواية قهوة سادة أيضا تعكس مرارات واقعنا المتأزم من خلال اسقاطات الماضي على الحاضر وتدور في فلك الأحدث كأنها تحمل قنديلا للدلالة على مكامن الخلل الإنساني لأي مجتمع من المجتمعات فعلاقات الحب او العشق لا تحمل دائما دلالة سلام للنفس او المشاعر قد تكون نابعة من حالات هروب من ذلك الواقع..وقد تحمل ايضا الأمل في الخلاص من الظلم او الكراهية او الحقد او التعصب ومعايشة الحقيقة وتقبلها..
يسعى الكاتب من خلال روايته إلى وضع النقاط على الحروف بوضوح حتى لا يختلط الحابل بالنابل ويفسر التاريخ على غير محمله.. من ناحية ثانية ليس بالضرورة أن يكون الكاتب هو الذي يحسب ويقيم ويعيد صياغة الوقائع إذا يكفي أن يدلنا عليها.. والا يفقد الكاتب معنى كتابته وهدفها..في رأيي لا توجد كتابة خارج تأثيرات الواقع سلبا او أيجابا ولا يمكن فصل التاريخ عن الحاضر عن المستقبل..هذا تماماً ما يظهر في هذه الرواية العميقة التأثر بالتاريخ الإنساني أولا قبل تأثرها بواقائعها على الأرض..
قهوة السيد حافظ السادة او المرة هي قهوة ممتعة بعد أن طوع مرارتها بفنية ومهارة.
عواطف عبد اللطيف الزين
0096590935012
الكويت ص.ب 871 حولي
الرمز البريدي 32009
سيرة ذاتية مختصرة د .عواطف الزين
· صحافية وكاتبة وناقدة وشاعرة
· حاصلة على دكتوراه فخرية من جامعة الحضارة الاسلامية
· حاصلة على ليسانس آداب "قسم لغة عربية "الجامعة اللبنانية
· حاصلة على دراسات عليا حرة في المسرح..المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت
· معدة برامج ثقافية في التليفزيون ومؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول الخليج .
· العمل في الصحافة من عام 1977 وحتى اليوم بين لبنان والكويت
· تولت مناصب رئاسة الأقسام الثقافية والفنية في كل الصحف والمجلات التالية:
(القبس.. الوطن " مرآة الامة " اليقظة ")
· مديرة تحرير في مجلة السيدة الاولى.. وجريدة الهدف "و مجلة فنون " ودليل التليفزيون ومجلة ابتسامة .
· تكتب المقالة والقصة القصيرة والنقد السينمائي والمسرحي والشعر الحديث والرواية .
لديها إصدارات عديدة في هذه المجالات من بينها:
· كل الجهات الجنوب
· أوراق ملونة
· زمن الصداقة الآتي
· الثقافة وطن
· وجوه للإبداع
· لو ينطق البحر
· عزيزي النابض حبا
· أوراق إمراة
· أنا وحكايا النجوم
· ورواية تحت الطبع بعنوان مؤقت "فتاة المقهى الوحيدة "
· حاصلة على الكثير من دروع وشهادت تقدير من الجهات التالية:
(الفرق المسرحية الاهلية الأربع في الكويت)
· نادي الكويت للسينما
· جامعة الكويت
· جمعية الفنون التشكيلية وغيرها الكثير من الجهات والمؤسسات الثقافية في لبنان .
· وزارة الثقافة
· حلقة الحوار الثقافي
· جامعة الحضارة الاسلامية
وغيرها من الجهات
· عضو في جمعية الصحافيين الكويتية
· رابطة الأدباء
· المجلس الثقافي للبنان الجنوبي
· المجلس العالمي للغة العربية
· منظمة لبنان للامم المتحدة وغيرها من الجهات
· تعمل في مجلة الكويت الثقافية منذ عام 1993 حتى الآن
· تكتب في مجلة العربي"أحيانا "
· وصحف اليكترونية عديدة
· اجريت لها عشرات المقابلت الاذاعية والتليفزيونية في كل البلاد العربية التي زارتها ضمن مهرجانات سينمائية وغيرها (مصر تونس سوريا العراق الاردن الكويت بالإضافة إلى لبنان)
· مشاركة في مهرجانات سينمائية دولية من بينها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الاسكندرية لدول البحر المتوسط .
· ومهرجان قرطاج
· ومهرجان دمشق
· بالاضافة إلى مهرجانات المسرح والتليفزيون في الكويت والعديد من الدول العربية
· اعدت لتليفزيون الكويت برنامجين ثقافيين هما:
(الثقافة وطن" والصالون الثقافي من عام 2003 حتى عام 2010)
· النشاط الثقافي الحالي " اسست صالونا ثقافيا نصف شهري..يهتم بكل ما له علاقة بالثقافة
· إشراف عام على فيلم ترويقة في بيروت ومشاركة فيه .
· هاتف الكويت 90935012 أو 25348922
Email: [email protected]
#السيد_حافظ (هاشتاغ)
Elsayed_Hafez#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسرح عبد الرحن العقل قبل ان يسافر مع -طرزان-للبحرين : - صفحا
...
-
بلاغة التناص فى روايات السيد حافظ دراسة بقلم / مى جمال الشرب
...
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الأديب/ السيد حافظ - كابتشينو
...
-
للكاتب السيد حافظ بقلم د/ لبلبة فتحي خليفة - دراسات في أعمال
...
-
اشرطة الفيديو - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (12)
-
اخطاء الاجيال !- صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (13)
-
دراسة عن نسكافيه بقلم دكتورة / وفاء كمالو - دراسات في أعمال
...
-
خلخلة التاريخ وتجاوز الذاكرة في- كل من عليها خان - للسيد حاف
...
-
الكبار والصغار - - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (10)
-
فرص وهمية للبيع !! الفرص الوهمية للأجيال الجديدة !! - صفحات
...
-
دراسة عن ليإلى دبى – شاى أخضر- بقلم د. وفاء كمالو- دراسات في
...
-
دراسة عن قهوة سادة الدكتورة / وفاء كمالو- دراسات في أعمال ال
...
-
رجال من الرف العالي -صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (8)
-
ظاهرة النحس في الوسط الفني - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت
...
-
دراسة عن حتى يطمئن قلبى.. بقلم د. وفاء كمالو - دراسات في أعم
...
-
دراسة عن كل من عليها خان بقلم: د. وفاء كمالو - دراسات في أعم
...
-
مسافرون بلا هوية بقلم: أ/ عبد الغنى داود - دراسات في أعمال ا
...
-
خاتمة وختامها مسك د. وفاء كمالو بقلم د. نجاة صادق- دراسات في
...
-
أخطاء الاجيال ! - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (7)
-
اشرطة الفيديو - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (6)
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|