أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - أهمية دور الأسرة والمدرسة في حياة الإنسان














المزيد.....

أهمية دور الأسرة والمدرسة في حياة الإنسان


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7540 - 2023 / 3 / 4 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أية ظاهرة في الوجود تؤكد حقيقتها من خلال السلوك والممارسة والتصرف ومن خلال هذا السياق لابد من الإشارة إلى الضوابط النفسية والسلوكية في الإنسان التي هي (منظومة من القيم) هي التي تحرك سلوك الفرد وتوجهها نحو الأهداف المحددة في حياة الإنسان التي لا يدركها ولا يعلم بأن هذه القيم هي التي تحرك سلوكه وتوجهه في الحياة والمجتمع ولذلك فإن سلوك الإنسان (رجل دين أو مفكر أو سياسي أو اقتصادي أو عالم) تختلف بين إنسان وآخر بسبب دور وتأثير (منظومة القيم) في ثقافة الإنسان ووعيه الفكري وما ينتج عنها من سلوك وتصرف لذلك الإنسان نوعياً وكمياً وإن هذه القيم لا تولد مع الإنسان وإنما يكتسبها من خلال (الأسرة والمدرسة) التي تكون مميزة لثقافتنا ووعينا الفكري ويكون لها تأثير كبير في طرق سلوكنا وتفكيرنا وانفعالاتنا لدوافعنا وفيما ننقله من معايير المباح والمحظور والعدل والظلم والحق والباطل كذلك فيما نكسبه من معلومات ومهارات وعواطف وأذواق وجميع تلك السلوكيات تحددها نوع الثقافة إلى حد كبير إن كانت ديمقراطية أم غير ديمقراطية تعاونية أم تزاحمية مادية أم روحية مسالمة أم عدوانية مستنيرة أو غير مستنيرة
ويأتي دور الأسرة في الأساس في نشوء وتكوين شخصية الإنسان حيث كانت ولا تزال أقوى سلاح يستخدمه المجتمع في عملية التطبيع الاجتماعي ونقل التراث الاجتماعي من جيل إلى جيل وقد أجمعت تجارب الناس والعلماء إلى دور الأسرة من أثر كبير وفعال وعميق وخطير في نشوء الإنسان وتكوينه ونموه المادي والمعنوي وتشكيل شخصيته وخاصة خلال الطفولة المبكرة أي السنوات الخمس أو الست الأولى من حياة الإنسان وذلك لأسباب عدة منها أن الطفل في هذه المرحلة لا يكون خاضعاً لسلطان جماعة أخرى غير أسرته ويكون فيها سهل التأثير وسهل التشكيل شديد التقبل للإيحاء والتعليم قليل الخبرة عاجزاً وضعيف الإرادة قليلة الحيلة في حاجة دائمة إلى من يعوله ويرعاه وخاصة الأم في رعاية حاجاته العضوية والنفسية المختلفة ولأن التطبيع فيها يكون مركزاً عنيفاً إذا عرفنا هذا قدرنا ما يمكن أن يكون لها من أثر في تشكيل شخصية الطفل وتوجيهها إلى الخير أو إلى الشر وإلى الصحة وإلى المرض وبذلك تكون حياة الفرد فترة حاسمة في تكوين شخصيته.
أما تأثير المدرسة والتطبيع الاجتماعي على تكوين وبناء شخصية الإنسان، فقد نشأت المدارس يوم شعرت الإنسانية أن الأسرة عاجزة وحدها عن إعداد الفرد للتوافق الاجتماعي اللازم وقد تأكد من حيث الواقع أن للمدرسة دور مهم يفوق مقدرة الأسرة على القيام بتكوين وبناء شخصية الإنسان لأنها أقرب إلى مطالب المجتمع من الأسرة باعتبار المدرسة أرحب أفقاً وأوسع مجالاً من الأسرة وبمنجاة من التقاليد البالية الغريبة التي تسودها وتجثم عليها من مثل وعادات وتقاليد ترزح تحتها الأسرة، وإن المدرسة تمتاز بالحد والجدية والالتزام وأبعد عن الدلال في معاملة التلميذ ولذلك يتجلى اعوجاج السلوك في المدرسة أكثر مما يتجلى في البيت لأن الطفل يخرج من البيت وقد تأثرت شخصيته به تأثيراً عميقاً ولذلك يعتبر انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة بعد الطفولة المبكرة حدث يحرج خالد في حياته فهو يمثل انتقال من مجتمع صغير بسيط منطو على نفسه إلى مجتمع أوسع وأعقد وأكثر اتصالاً بالحياة وتعتبر بيئة جديدة ذات نظم وقوانين جديدة وبها من الواجبات والتكاليف ما لم يعهده الطفل وفيها علاقات جديدة ومنافسات جديدة أيضاً ومغامرات جديدة بين أتراب يختلفون عنه من نواح كثيرة وفيها يضطر الطفل إلى التضحية بكثير من المميزات التي كان ينعم بها في البيت وتعتبر المدرسة سواء كانت روضة أم غيرها فمعناها الانفصال عن الوالدين وخاصة الأم ولذلك يعتبر هذا التغيير العنيف في بيئة الطفل له أثر كبير في شخصيته وخلقه وسلوكه الاجتماعي فالعادات والتصرفات في البيت ليس لها وجود في المدرسة كما أنها تفرض عليه واجبات جديدة وأن يراعي النظام ويلتزم بالآداب وأن ينتبه ويلتفت إلى محدثه وأن لا يقاطع ويتجاوز على حقوق الآخرين وأن يتعاون مع زملائه الطلاب ويشترك معهم في الأشغال والألعاب وبذلك تعتبر المدرسة مرحلة انتقال إلى مرحلة أخرى من حياة الإنسان وتأثيرها كبير في نمو شخصيته وتستطيع أن تفعل الكثير في حياة الطفل ونموه وتطوره وتكوين شخصيته من خلال هذه المنظومة من القيم (الأسرة والمدرسة) التي هي بمثابة الرحم الذي ينمو فيه الإنسان المدرك والواعي والعالم والمثقف والخير والشرير والتقدم والتطور لأنها الرحم الذي يولد منها الإنسان الذي يمتلك العقل المدرك والمدبر الخالق لجميع مستلزمات الحياة المادية والمعنوية للإنسان الذي يعتبر أرفع الكائنات الحية في الوجود وقد أنزلت الدساتير السماوية وكتبت الدساتير الوضعية والأفكار الفلسفية والعلمية من أجل الإنسان وحياته ومن خلال هذه النبذة الموجزة يظهر لنا بجلاء أن الإنسان هو الذي يبني ويهدم ويعمر ويخرب تبعاً لتربيته وثقافته ووعيه الفكري الذي يعتبر الحاضنة الطبيعية في هذا الوجود.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب يرفض صيغة قانون سانت ليغو
- الجاهل هو الذي يجهل العلم والمعرفة
- رد الأخ السيد علي سالم المحترم
- رد الدكتور الفاضل لبيب سلطان المحترم
- المصلحة العامة للشعب العراقي تفرض عدم التعامل بقانون سانت لي ...
- متى يبدأ السوداني بإنجاز وعوده من الإيجابيات للشعب العراقي . ...
- رد الأخ الدكتور لبيب سلطان المحترم
- من أجل إقامة جبهة وطنية لحماية الفسحة التي وفرها الدستور الع ...
- مرحلة العولمة المتوحشة
- من خلال التجربة والواقع العراقي فشل حكومات المحاصصة
- الوعي الفكري الذي خلقته ثورة الجوع والغضب التشرينية يبقى راس ...
- إن القوى التي تخدم الشعب هي التي تنطق وتتكلم باسم الشعب وليس ...
- الإطار التنسيقي ومكونات الدولة العراقية
- كل حركة في طبيعة الأشياء تعتبر تقدم وتطور وثورة
- المطلوب من السوداني ترميم وبناء الداخل ومن ثم التوجه إلى الخ ...
- دولة الرفاه الاجتماعي في الدول الرأسمالية تستعمل الآن في الع ...
- معنى النقد والنقد الذاتي والحوار الفكري
- الفقر والجوع والبطالة علم العراقيين على أنواع مختلفة من الاح ...
- الظاهرة العراقية بين التجربة والواقع
- التحالف بين القوى الوطنية كفيل بمعالجة الظاهرة العراقية وتعز ...


المزيد.....




- -بعد تفجيرات البيجر-.. موقع عبري ينشر تقريرا عن حرب بين إسرا ...
- إسرائيل لا تمتلكها.. خبير عسكري يكشف لـ RT من وراء تفجيرات ل ...
- ماذا وراء استقالة بريتون: كيف استنفذ المفوض الفرنسي صبر رئيس ...
- ماذا نعرف عن جهاز -البيجر- الذي اخترقته إسرائيل وأصاب العشرا ...
- ارتفاع عدد ضحايا إعصار -ياغي-: حصيلة القتلى تتجاوز 500 في جن ...
- اندلاع حرائق في شمال إسرائيل بعد هجمات صاروخية من لبنان
- نتنياهو يترأس اجتماعا عاجلا يضم وزير الدفاع وقيادات عسكرية و ...
- مصادر لبنانية لـ RT: وقوع نحو 2000 مصاب في انفجار أجهزة لا س ...
- -رويترز-: أكثر من ألف مصاب في لبنان إثر انفجار أجهزة اتصالات ...
- مسؤول في حزب الله يصف تفجير أجهزة الاستدعاء بـ -أكبر خرق أمن ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - أهمية دور الأسرة والمدرسة في حياة الإنسان