أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اَلْعَيْنُ آلْمَلْعُونَة















المزيد.....

اَلْعَيْنُ آلْمَلْعُونَة


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7538 - 2023 / 3 / 2 - 23:20
المحور: الادب والفن
    


تهرع آلعين آلجارحة آلمكلومة أو ما تبقى من أشطانها إلى غرفتها آلأثيرة تمعن غلق آلباب بآلقفل مرة مرتين تتوغل في فراغ حيطان معراة مجروحة عسى تحميها من زبانية الأعين آلمتربصة..أوووف..ثمة هريرة وديعة..تبا ما أسمج نظرتها آلمتكاسلة.. وكُلَيْب قميء قبيح آلنظرات..وببغاء هناك في قفصه يرنو لا يمل وسمكة في حوضها تحدج بغباوة..لا بد أنها مؤامرة..لنسدل الحجب على آلأعين آلجاحظة، لنفقأ النظرات آلحانقة آلرامقة..حتى الصور الجامدة جاحدة بسحنها المقتنصة أمست سخيفة بلا رواء بلا حياة..وآلجدار آلمشلح آلأهوك وآلمرآة اللاقطة آلعاكسة المشوهة ببرودة تُخْطِر بزيف زؤام لا يمل لا ينقطع..
هواجس نظرة العين وهلوساتها أو ما تبقى من حشرجاتها قبيل آلزفرة آلأخيرة..تلك هي تيمة الشريط القصير الأبكم الأخرس الذي أنجزه للكاتب الإيرلندي الأشهر: "صمويل بيكيث Samuel Beckett عام 1965..(١) تأليف بيكيث.تشخيص:بيستير كيتون الممثل المشهور في بدايات السينما الصامتة وهو هنا في عمر متقدم نوع ما عن تلك العُمر التي شاهدناه فيها في أفلامه السابقة"الصامتة"..(٢)..لا داعي لتحريك زر الصوت لا داعي لتفقد مؤشر الصورة للبحث عن ألوان مفترضة..لا مجال لانتظار أي حكاية أو حبكة أو مسار تتحول فيه آلمصائر لا تشويق هنا..اجلس مكانك وتابع آطراد آلمشاهد البكماء آلخرساء..ألم تك بداية السينما كذلك..ألم تك صورا ولا شيء غير صور تتواتر تتحرك تتوالى بمنطق أو غير منطق بتعاقب سببي أو زمني أو بونهما.. فمن أين جاءت إليها الأصوات..ألم يك حريا بآلعين أن تظل مستأثرة بما تلقط وتشاهد دون مزاحمة دون منافسة دون منغصات..ما مبرر آستحضار آلموسيقى المرافقة أو آلكلمات والعبارات المرقونة أو إدخال آلمسموعات في مجال ليس يهمها..تبا..لقد أهنتم نظرة آلعين لما أثقلتم عليها بلوازم لا لزوم لها..نحتاج فعلا لمثل ذي النظرة أن تظل فريدة متفردة متميزة ملتبسة شائكة مرتبكة لا مثيل لها في فرادتها كي تعيدَ للرؤية أبعادا أخرى تُحَولها إلى رؤيا أو رؤى لمْ نَكُ لنراها ونبصرها لولا هذا الغبش الذي يعتري حواسنا المحدودة..العينُ تلعب دوراً أساسا في الفيلم. تحاول الشخصية الرئيسة عبثا مقاومة وجودها من حولها بعد أن فقدت عينا وظلت العينُ الأخرى تشهد صفاقة العالم القميئ..
شريط صامت باللون الأبيض والأسود طلائعي يحاول صمويل بيكيث فيه قلبَ الظواهر الحسية الشكلية المادية التي آعتدنا العيش فيها وبها دون أن نحضى بجوهر صفاء العمق الإنساني، يحاول جعل الواقع مجازا والمجاز واقعا..إنه عالم مُجْدب مقفر فارغ لا أمل في قدرة الكلام وأصوات الحروف والنبرات والهمسات والشهقات والزفرات على إِحداث التواصل الإنساني فيه..العين وحدها يتيمة تقف شاهدة على آحتضار الإنسان..اللغة فقدت وتفقد دوما فعاليتها كأداة تفكير في عالم سديم خال من المعنى..يحاول بيكيث تجسيد عوالم تُعبر عن تلاشي الكلمات ودلالتها على الأشياء، وطرق آستعمالنا لها، فلا علاقة في وجودنا الأرعن للغة بالفكر ولا الفكر باللغة.العالم صامت إذن منذ الأزل وسيبقى كذلك، لا مفر، لا نحتاج لحاسة السمع لتلتقط زيف الأصوات آلتالفة في آنتظار الخروج من طوق الرؤية البصرية التي تحكم الحصار على هذا الانسان.. صمت مطبق..سواد مطبق..لا وجود في الوجود..والعين تظل الشاهد الأخير على صفاقة عالم يتفسخ ينهار..أكيد هي لعنة لا قِبَل لأحد بها..(لا شيء يحدث، لا أحد يأتي، لا أحد يذهب، هذا شيء رهيب)..كذلك قال ايستراغون في مسرحية(في انتظار غودو)...(٣)

وفي المقطع آلأخير من مسرحية:"مسرح بلا كلمات"نقرأ المشهد الآتي:(يهبط إِبريق الماءمرة أخرى من أعلى المسرح ويستقر على بعد بضعة أقدام من حيث يرقد الرجل.يظل الرجل ساكنا.لا يحرك الرجل ساكنا. يتدلى إِبريق الماء أكثر ويتراقص حول وجهه.لا يحرك الرجل ساكناً.يرتفع الإبريق ويختفي أعلى المسرح.يعود فرع الشجرة الى وضعه الأفقي الطبيعي الأول وتتفتح قمة الشجرة وتعود دائرة الظل. ينبعث صفير من أعلى.لا يحرك الرجل ساكنا.ترتفع الشجرة وتختفي أعلى المسرح. يتأمل الرجل كفيْـــه.)(٤)

وليس يبقى في النهاية إلا عين مكلومة تتأمل في ماهية كينونة جدباء في آنتظار ما يمكن أن يقع أو لا يقع..ف"هناك وسيلتان ليحقق الإنسان وجوده.إما أن يعيش ملتصقا بوجه الموت أو أن يعيشَ في عالم الشعر والفكر غير مشوش دون منغصات "على حد تعبير مارتن هيدجر....

☆إشارات:
١_قام بيكيت برحلة إلى الولايات المتحدة عام 1964 ليصور الفيلم الذي كتب نصه ممسرحابعنوان"فيلم"المأخوذ عن مسرحيته التي بالعنوان نفسه، أخرج الشريط شنايدر بمشاركة الكوميدي باستر كيتون...الفيلم من نوع الأشرطة القصيرة لا تتجاوز مدته ٢٣ دقيقة باللونين الأبيض والأسود لا كلام فيه لا حوار لا موسيقى مرافقة لا صوت مجرد شخصية بلغت من العمر ما بلغت تظل تطارد ظلها عساها تظفر بشيء ربما..الكورميتراج من تشخيص: Buster Keaton,
Nell Harrison,
James Karen.

Court métrage muet et avant-gardiste tourné à New York durant l’été 1965, Film est un ovni cinématographique. Fruit de l’association improbable et logique entre deux grands artistes du XXè siècle, il fascine autant qu’il surprend ses spectateurs.

٢_ممثل ومخرج أمريكي في السينما الصامتة يمثل شخصية الرجل الهادئ الذي يواجه الأخطار.

٣_ومن قصيدة(ماذا سأفعل)لصمويل بيكيث نقرأ:
ماذا سأفعل
من دون هذا العالم الذى بلا وجه،
غافل غير مبال
حيث ثمة نهايات
ولكن ثمة برهة حيث كل برهة
تـُراق في الفراغ في جهالة أن تكون
بلا هذه الموجة حيث نهاية المطاف
ينحشر الجسد والظل معا
ماذا سأفعل
من دون هذا الصمت حيث تموت تمتمات لهثات نوبات السعار
نحو المأوى صوب الحب
دون هذه السماء التى تحوم
فوق غبارها الطافح حصى
ماذا سأفعل
ماذا فعلت البارحة
والنهار الذى قبل أمس
أحملق في النور باحثا عن آخر
يتجول مثلى فى دوامة
بعيدا عن كل الاحياء
فى فضاء متشنج
وسط أصوات بلا أصوات
تحشد في غور خفائي

_صمويل بيكيث

٤_المقطع الأخير من مسرحية(مسرح بلا كلمات)لصمويل بيكيث
_ترجمة:نهاد صليحة.



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عِيسَاوَى طنجة
- اَلْعَيْنُ آلْعَرْجَاء
- VERS tAZA الطريق إلى تازا
- اَلْمَدْعُوُّ تَدْوِيرًا يُقْرِئُنَا آلسَّلَام
- ثمانية وعشرون سطرا من آلخوف
- شَبَق
- وَجْدَة
- لَحْظةَ عُلِّقَ آلمغاربة كقوالب سُكَّر على أغصان آلشجر
- مَا بْقَاتْ شَجْرَة
- سِيلْفِي
- نَجاةُ آلجُنون
- مَاذا لو كُنا مُجَرَّدَ حُلْمٍ في رأسِ أَحَدِ أجدادنا
- بَيْنَ آلْفِجَاجِ فَوْقَ آلْجِبَالِ تَحْتَ آلْمَطَر
- جُؤَارُ
- وَجَيبُ آلكَلاكِل
- لَكَمْ تمنيتُ لو أنكَ هنا
- الوعي الديستوبي
- لَيْسَ لَنَا مِنْ كُلِّ مَا عَلمْنا سِوَى كَلِمَاااات
- رَيْبُ آلْمَكَان
- تَجَاعيدُ البَيْضَاءِ، بخصوص فيلم:(كَازَبْلَانْكَا)


المزيد.....




- استمتع بمشاهدة أفلامك المفضلة.. استقبل تردد قناة روتانا سينم ...
- وفاة ممثل عالمي شهير بعد معاناة مع المرض
- طاجيكستان .. 35 قانونا لحماية الثقافة الوطنية منها ما يمنع ا ...
- تكوين: القوة الدافعة وراء ويغز، وعمر كمال، ومروان بابلو وغير ...
- تابع hd.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 مترجمة للعربية عبر قن ...
- ويل سميث يعود للخيال العلمي بفيلم -المقاوم-
- شقير للجزيرة نت: القدس تشهد تطورا في الإنتاج الأدبي رغم محاو ...
- القبض على مغني الراب الأميركي ترافيس سكوت
- -التوصيف وسلطة اللغة- ـ نقاش في منتدى DW حول تغطية حرب غزة
- -لن تستبدل الآلة بالبشر-.. سينما بريطانية توقف عرض فيلم كتبه ...


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اَلْعَيْنُ آلْمَلْعُونَة