عماد الطيب
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 7538 - 2023 / 3 / 2 - 20:01
المحور:
الادب والفن
اتذكر مقولة للاديب المصري محمد عبد الحليم في احدى رواياته يقول فيها : ( الاشياء الثمينة لاتباع على الارصفة ) . كنت في شبابي خلبوص يعني بتاع نسوان كما يقول المصريون . ولكن كان عندي قلب من ذهب .. اتذكر احدى سنوات عملي كنت اراجع احدى الوزارات بشكل مستمر وكان عملي منحصر مع موظفة محددة كانت شابة يافعة ومثيرة . ويبدو ان لطافتي وسلوكي الانيق معها كان له الاثر الاكبر الذي جعلها تتقرب مني رويدا رويدا فهي غير متزوجة . فوجدت ضالتها في مواصفات زوج المستقبل . فكنا نقضي وقت الدوام معا لانجاز اعمالي يتخلل ذلك ثرثرة وضحكات حتى تطور الامر ان نتواعد خارج اسوار الوزارة لنلوذ بنوادي الكليات نقضي فيها اوقات طويلة و ممتعة في الاحاديث . وفي يوم من الايام قالت لي .. اكتب لي رسائل حب وغرام كما يفعل العشاق .. وهنا الطامة الكبرى .. رغم براعتي بالكتابة لم استطع من كتابة كلمة او عبارة رومانسية .. حينها ادركت ان تلك الفتاة رغم حبها البريء وذايبة في دباديبي الا اني لم ابادلها ذلك الشعور . فعلاقتي الصريحة معها لم تصل الى حالة العشق المطلوب لكي اكون رومانسيا وجنتلمان. .. اعزو ذلك لطبيعة الظروف التي تعارفنا بها . واكتشفت في النهاية اني اجاريها كي لا اجرحها . فلم تصل العلاقة الى الحد الذي يسمح ان ابادلها الشعور حتى عبر الرسائل كما ارادت . وانتهت علاقتي بها بأنتهاء مهمتي .. الغاية من سرد القصة ان صاحب القلب الصادق يعشق مرة واحدة ولأمرأة واحدة .. وتبقى تلك المشاعر ثابتة ومزدهرة في قلبه اما علاقاته بغيرها مجرد تعويض واملاء فراغ .. منذ افتراقي عن فتاتي بقيت حبيس تلك المشاعر وسجين العشق والحب . فلم يصدر حتى عفو عام عن قلبي منذ سنين خلت .. فمن يحترم قلبه ومشاعره هو انسان حقيقي .. القلب كائن مقدس وضعت فيه كل المشاعر والاحاسيس . فالقلب هو العقل الكبير لدى الانسان لانه مركز المشاعر الانسانية . وذكره رب العزة سبحانه وتعالى في اكثر من آية قرآنية .. واكتشف العلماء مؤخرا ما اثبته القرآن الكريم منذ قرون ان في القلب اكثر من ثلاثة مئة عصب حسي وهي تمثل مركز الاحاسيس والمشاعر . وهنا لم افرط ابدا بمشاعري مع اي فتاة عرفتها . فمنذ تعارفنا معا وعشقي لها صادق . بقيت متمسك بها كل تلك السنين بحلوها ومرها . فالقلوب الصادقة تثمر حبا حقيقيا ومشاعر نقية .
#عماد_الطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟