أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - الدين في الفلسفة والفلسفة في الدين (الجزء الأول)














المزيد.....

الدين في الفلسفة والفلسفة في الدين (الجزء الأول)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7538 - 2023 / 3 / 2 - 02:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ألقى جان غروندين، أستاذ الفلسفة بجامعة مونتريال الذي نشر مؤخرا (2019) كتابا تحت عنوان "جمالية الميتافيزيقا: بحث في دعاماتها الهرمونيطقية"، هذه المحاضرة صمن ندوة متعددة التخصصات سلطت الضوء على اندماج معهد الدراسات الدينية في كلية الآداب والعلوم بجامعة مونتريال سنة 2017، ويود المؤلف في محاضرته هاته أن يتناول بعض الروابط الوثيقة التي وحدت الفلسفة بالدين و علم اللاهوت.
إنه يؤكد أولاً على الديون الفلسفية اللامتناهية والعتيقة والمؤلمة بأحد المعاني تجاه الدين، الذي فكر واحتفل قبلها (الفلسفة) بفكرة نظام وجمال العالم، ثم ديون اللاهوت وديون الدين نفسه تجاه الفلسفة عندما أرادا أن يعبرا عن رسالتهما الخلاصية بلغة العقل.
إن الصعود الأخير المذهل لفلسفة الدين، والذي يمكن رؤيته في عدد لا يحصى من المنشورات وفي إنشاء جمعية فرنكوفونية لفلسفة الدين سنة2011، ثم الجمعية الكندية لفلسفة الدين في عام 2018، هو ظاهرة لها عدة أسباب.
إن "عودة الديني" التي تمتمت بها وسائل الإعلام في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 لها علاقة بهذه الظاهرة، كما هو الحال مع وصول مهاجرين من ديانات غير مسيحية إلى الدول الغربية، والذين واجهوا هذه المجتمعات بعودة ظهور، مقلقة بالنسبة للبعض، لل"ديني".
عندما يتعلق الأمر بالفلسفة، تبدو عودة الدين كموضوع اكتسى اهتماما كبيرا مفاجئا لأن الدين كمخدر سام قد اختفي من فلسفة ما بعد الحرب، مع الشعبية التي حققتها الوجودية "الملحدة" والماركسية والبنيوية و"الوضعية" و"الفلسفة التحليلية، التي اعتقدت أن الخطاب المعقول الوحيد هو خطاب العلوم الدقيقة. لكن بالنسبة لكل هذه الفلسفات، التي مارست ولا تزال تأثيرا كبيرا على عقول الناس، خاصة في المدارس والثانويات والجامعات وفي العديد من وسائل الإعلام، تم فهم سبب الدين: كان أفيون الشعوب، منه تحرر العقل الفلسفي بشكل نهائي وناجح.
هنا، أدى سقوط جدار برلين في عام 1989 عمله: فقد أظهر أن اليقين الماركسي (والوضعي) بأن الدين كان مجرد شكل من أشكال الاغتراب كان في حد ذاته نتيجة اعتقاد، بل حماسة لم تكن سوى متماثلة مع الدين.
قال ريمون آرون بشجاعة في عام 1955 عن هذه الماركسية إنها أصبحت أفيون المثقفين (وهو ما لا يزال صحيحا في بعض الخلايا الجامعية).
انهيار الماركسية، التي نكتشف أنها عملت قبل كل شيء كدين مبتذل، هجمات 11 سبتمبر، تدفق المهاجرين المرتبطين بأصولهم الدينية على المجتمعات الغربية ومفارقات الفلسفات التي شعرت بجو من التفوق على "الديني"، كل ذلك دفع الفلاسفة - خاصة المشاهير منهم مثل دريدا، وهابرماس، ورورتي، وتايلور، وفاتيمو، وجان غريش، وريمي براغ، الذين نادراً ما تحدثوا عن الدين في كتاباتهم السابقة، مادام الموضوع كان مكروهاً - إلى إعادة اكتشاف الروابط اللانهائية والمقموعة منذ فترة طويلة بين الدين والفلسفة، والتي نود أن نناقشها هنا على وجه الخصوص.
يوجد بالفعل تقاطعات بين الدين والفلسفة بعدد أكثر من النجوم في السماء، حتى لو كانت غيوم الوقت الحاضر تمنعنا أحيانا من رؤيتها وتقدير لمعانها.
كان أعظم الفلاسفة من علماء اللاهوت الرائعين والمؤثرين. يكفي التفكير في أفلاطون، أرسطو، أفلوطين، موسى بن ميمون، ابن سينا ، أنسيلم، ابن رشد، طوماس الأكويني، نيكولاس دي كوز، باسكال، ديكارت، سبينوزا، لايبنيز، كانط، هيجل، كيركيغارد، حتى نيتشه وهايدجر (الأول كان ابن قس والثاني درس اولا اللاهوت ؛ ولا يزال تأثير كليهما على اللاهوت المعاصر هائلاً).
من جانبهم، كان اللاهوتيون دائما وتقريبا فلاسفة من الدرجة الأولى: بصرف النظر عن الأسماء التي ذكرتها للتو (هل كان طوماس الأكويني ونيكولاس دي كوز وباسكال فلاسفة أكثر من اللاهوتيين؟ السؤال غير قابل للتقرير). يكفي التفكير في عمالقة مثل أوريجانوس، أوغسطين، بونافنتورا، مايستر إيكهارت، ماليبرانش أو شلايرماخر. هذا لا يزال صحيحا اليوم.
كان البابا يوحنا بولس الثاني، كما يعلم الجميع، في البداية أستاذا للفلسفة وكذلك خليفته، بنديكتوس السادس عشر، الذي درس أيضا الفلسفة وأعد أطروحة دكتوراه حول أوغسطين ثم أطروحة تأهيلية عن بونافنتورا، وقبل أن يعتلي عرش البابوية بفترة وجيزة، خاص نقاشا مع أحد أشهر الفلاسفة في عصرنا، يورغن هابرماس. تلقى معظم علماء اللاهوت البارزين في القرن العشرين تكوينا فلسفيا قويا.
نستحضر هنا شخصيات متألقة مثل كارل بارث (حتى لو قال، مثل سانت بول ولوثر، إنه كان حذرا من الفلسفة أو "حكمة العالم")، رودولف بولتمان (الذي اهتم بالفلسفة عن طيب خاطر)، كارل رانر ( تلميذ هايدغر)، يورغن مولتمان (قارئ ومحاور عظيم لإرنست بلوخ)، إيبرهارد يونغيل (قدم فكرة عن ثقافته الفلسفية الواسعة)، هانز كونغ (مؤلف كتاب عن عقيدة التجسد عند هيجل) أو والتر كاسبر. ويعترف الكاتب شخصياً بأنه كان تلميذا للأربعة الأواخر عندما درس الفلسفة واللاهوت في جامعة توبنغن. غرسوا كلهم في داخله فكرة سامية عن اللاهوت.
إذا لم تكن العلاقات بين الدين والفلسفة اعتباطية، فذلك لأن، حسب وصف "الفلسفة واللاهوت" الصادر عن منشورات Cerf، كل الفكر الغربي ، وليست الفلسفة وحدها، "يعيش على تراث مزدوج شكله التقليد الفلسفي واللاهوت النابع من الإيمان بالله المنزل للوحي".
يتم التعبير عن هذا التراث في الثنائيات المكونة للحضارة الغربية، إن لم يكن في وجودنا، مثل الإيمان والعقل، والحس والعلم، والهشاشة والامان. التفاهة الوحيدة التي لن يكون لدينا وقت للدفاع عنها أو ذكرها هنا هي أن هناك دينا في كل فلسفة كما توجد فلسفة في كل دين، وكلاهما جزء من الإنسان العاقل الذي ننتمي إليه، وكلاهما كائن يصبو للمعرفة (عاقل) والاعتقاد.
لذلك نود أن نذكر هنا شيئًا من الروابط الحميمة بين الفلسفة والدين. فبدلاً من البدء من المؤلفين المختارين، القدامى أو المعاصرين (سيكون هناك الكثير منهم)، سنبدأ من الأشياء نفسها، أولاً مذكرين بالدين الموجود في الفلسفة، ثم بالفلسفة الموجودة في الدين، بأقصى ما يمكن من الاختصار.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتفاع الأسعار في المغرب يسبب الاكتئاب للأسر الفقيرة قبل حلو ...
- عندما حاول إيمانويل ماكرون التخفيف من حدة الأزمة العميقة مع ...
- ما يخاطر به المغرب بتعليق صادراته الزراعية إلى إفريقيا جنوب ...
- رئيس مقاولة مغربي يتساءل عن وضع بلاده في مواجهة الأزمات
- المغرب: وزيرة الاقتصاد والمالية تلتقي برئيس البنك الدولي بوا ...
- جان جينيه.. جدلية الدناءة والنبالة
- فلسفة جيريمي بنثام النفعية وعلاقتها بالليبرالية
- فاس: جمعية أصدقاء الفلسفة تنظم الدورة ال 20 من منتدى ربيع ال ...
- المغرب: النظام الأساسي الجديد لقطاع التربية والتكوين بين الو ...
- مرة أخرى فاجعة تضرب إقليم السراغنة.. 21 شخصا لقوا حتفهم في ع ...
- الفلسفة والأخلاقيات البيولوجية، أية علاقة؟
- نيتشه والعمل في المجتمع الحديث: هذه -النقيصة- في عصرنا الحال ...
- نيتشه والعمل في المجتمع الحديث: هذه -النقيصة- في عصرنا الحال ...
- نيتشه والعمل في المجتمع الحديث: هذه -النقيصة- في عصرنا الحال ...
- نيتشه والعمل في المجتمع الحديث: هذه -النقيصة- في عصرنا الحال ...
- نيتشه والعمل في المجتمع الحديث: هذه -النقيصة- في عصرنا الحال ...
- محنة التنقل والترحال عبر مسالك وعرة بين الجبال - مذكرات
- نيتشه والعمل في المجتمع الحديث: هذه -النقيصة- في عصرنا الحال ...
- السنون تمضي والذكريات تبقى - مذكرات
- نيتشه والعمل في المجتمع الحديث: هذه -النقيصة- في عصرنا الحال ...


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - الدين في الفلسفة والفلسفة في الدين (الجزء الأول)