أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - مؤسسات الهيمنة ووظائفها في (رقعة الشطرنج الكبرى)














المزيد.....

مؤسسات الهيمنة ووظائفها في (رقعة الشطرنج الكبرى)


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7537 - 2023 / 3 / 1 - 00:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زبيجينيو بيرجينسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق وأحد أكبر عقول الدولة الأمريكية العميقة التي لازالت افكارها تهيمن على استراتيجيات السياسة الأمريكية عبر إداراتها المتعاقبة منذ مطلع الثمانينيات وحتى تاريخه كتب في مؤلفه الأشهر (رقعة الشطرنج الكبرى) وهو بصدد استعراض مكامن القوة التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية والتي يجب أن تحافظ عليها كمرتكزات حيوية في سبيل تحقيقها حلم الإمبراطورية والهيمنة على العالم فينزع الغطاء كاشفاً عن حقيقة دور المؤسسات المالية الدولية ووظيفتها التي تدور حول مهمة واحدة هي أن تعمل كأذرع اخطبوطية متمكنة من تكريس فكرة خضوع باقي دول العالم للهيمنة الهيكلية للمركز الرأسمالي العالمي وبالتالي الرضوخ لعالم تقوده الإمبراطورية الأمريكية وتهيمن عليها لتظل هذه المؤسسات آداة للحفاظ على هذه الهيمنة والترسيخ الدائم لها ..
لنقرأ نص ماكتب زبيجينيو بيرجينسكي معلقاً الأهمية الجيوبولتيكية الأمريكية على هذه المؤسسات
يقول بيرجينسكي :
{{ .. وفضلاً عن ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار، وكجزء من النظام الأميركي، الشبكة العالمية للتنظيمات المتخصصة ، وخاصة المؤسسات المالية "الدولية".
، وهكذا يمكن القول إن صندوق النقد الدولى والبنك الدولى يمثلان مصالح عالمية كما أن بنيتهما يمكن أن تفهم على أنها عالمية ، أما في الواقع فتتم السيطرة عليهما وإلى حد كبير من قبل أميركا .
، ويمكن تقفي أثرهما في مبادرة أميركية أصلا تعود بشكل خاص إلى مؤتمر بريتون وودز عام 1944 ..}}
ثم يضيف بيرجينسكي في معرض اشمل واعمق لوظيفة مثل هذه للمؤسسات وصفه التالي لفلسفة نشأة وعمل هذه المؤسسات في المقتبس التالي من الكتاب :
{{ .. ، وهكذا نجد أن السيادة الأميركية قد خلقت نظاماً دولياً جديداً لم يعمل على تقديم نسخة ثانيـة للكثير من ملامح النظام الأميركي فحسب ، بل عمل أيضاً على اضفاء الطابع المؤسسـاتي المشروع على هذه الملامح .
وتشمل الملامح الرئيسة لهذا النظام ما يلي :
ـ نظام أمن جماعي، بما في ذلك قيادة وقوات موحدة (الناتو، المعاهدة الأمنية الأميركيـةاليابانية، الخ ...)
ـ تعاون اقتصادي إقليمي (ندوة التعاون الاقتصادي الآسيوي - الباسيفيكي، واتفاقية التجارةالحرة لأميركيا الشمالية) ومؤسسات تعاونية عالمية متخصصة (البنك الدولي، وصندوق النقـد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية).
ـ إجراءات تشدد على صنع القرار الإجماعي ، حتى ولو كان مسيطراً عليـة مـن قبـل الولايات المتحدة .
ـ تفضيل العضوية الديمقراطية ضمن التحالفات الرئيسة .
ـ بنية دستورية وقضائية عالمية صارمة (تتراوح بين المحكمة العالمية والمحكمة الخاصة
المعدة لمحاكمة جرائم الحرب في البوسنة ).
كان معظم هذا النظام قد نشأ في أثناء الحرب الباردة بوصفه جزءاً من الجهـد الأميركـي الهادف إلى احتواء منافسه العالمي الذي هو الاتحاد السوفييتي . .}}
انتهت هاتان الفقرتان اللتان وردتا على لسان زبيحينيو بيرجينسكي في كتابه رقعة (الشطرنج الكبرى) الذي صدر في عام 1997 والذي اصبح فيمابعد هو من أهم مراجع تحديد أولويات الأمن القومي الأمريكي ومن ثم وضع وتخطيط استراتيجيات السياسة الأمريكية تجاه العالم وعقب كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة سواء كانت تتبع أي من الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري .
ولعلنا في عالمنا الشرق أوسطي والعربي والمصري في حاجة لقراءة هذا السفر الجيوسياسي البالغ الخطورة والأهمية لكى نعرف جزءاً هاماً من حقائق الصراعات التي تدور حولنا وتتحدد معها الكثير من مصائرنا ونحن نمر بعقود - ولازلنا - ضيعنا فيها فرص تحقيق إرادة البناء الذاتي لإمكانات نهوضنا وتحقيق فكاكنا (ولو على نحو نسبي) من قيود الدوران اللاهث في فلك ماتحدده المؤسسات الدولية التي لاتخدم إلا الدوافع الجيوسياسية لتكريس الهيمنة .



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير الأمم المتحدة
- القاضي الذي حاكم نظاماً بأكمله
- نظرية الهووم وورك
- تأملات سينمائية
- الخط الساخن وماادراك
- الرجل الأبيض الهوليودي
- روسيا ليست على هذه الدرجة من السذاجة
- النازية لم تولد من فراغ
- فى قضية الشهيدة الإيرانية مهسا أمينى .. تحديد موقف
- حكاية لها طعم لايغادر ..
- عبد الفتاح حمد .. ذلك الفلاح الفيلسوف ..
- القطار ..
- دين عظيم ..
- قصور كبير
- عبد المعطى فهمى نموذجا للمناضل الطاقة ..
- أين ذهبت المسئولية وفي أي دهليز تتسكع
- تشوهات مزمنة تفضحها الرائحة
- التعامل مع إيران بمنطق مصالح شعوب المنطقة لابمنطق الغرب الإس ...
- علي هامش وثيقة ملكية الدولة
- إنه واجب دولة


المزيد.....




- طائرة تعود أدراجها بعد محاولة راكبة فتح باب الطوارئ بالقوة ف ...
- بعد يوم من اختياره رئيسا للشاباك.. نتنياهو يدرس مرشحين آخرين ...
- اكتشاف هام.. تحديد هدف جديد لعلاج ألزهايمر
- نتنياهو يسحب ترشيح أدميرال سابق لرئاسة الشاباك
- -برفقة سليماني-... صورة أرشيفية للقيادي في -حزب الله- المسته ...
- قادة ووزراء غربيون ينددون بالحكم الصادر بحق مارين لوبان
- الجيش الإسرائيلي يطلق إنذارا أخيرا لسكان شمالي قطاع غزة لإخل ...
- التطورات العسكرية بالسودان.. قوات الدعم السريع وعناصر تابعة ...
- الخارجية الروسية: موسكو تعتبر التهديدات الأمريكية ضد إيران غ ...
- ماذا وراء التصعيد الإسرائيلي واستهداف ضاحية بيروت للمرة الثا ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - مؤسسات الهيمنة ووظائفها في (رقعة الشطرنج الكبرى)