أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية الطريق إلى شارع يافا للأسير عمار الزبن














المزيد.....


رواية الطريق إلى شارع يافا للأسير عمار الزبن


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7536 - 2023 / 2 / 28 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


رواية "الطريق إلى شارع يافا" للأسير عمار الزبن
(بورتريه الحياة الفلسطينية في رواية الطريق في شارع يافا)
توطئة
عمار عبد الرحمن الزبن "٤٥ عاما" من رأس العين قضاء مدينة نابلس، اعتقل الأسير الزبن وهو عائد من الأردن بتاريخ ١٩٩٨١١١ ، خضع لتحقيقٍ قاسٍ لأكثر من ثلاثة أشهر، ووجهت له تهمت مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، أصدرت محكمة الإحتلال بحقه حكماً بالسجن المؤبد ٢٧ مرة.
فقد الأسير عمار شقيقه بشارات شهيداً في العام ١٩٩٤ أثناء مواجهات مع الاحتلال في مدينة نابلس، وهو أسير محرر أمضى خمسة أعوام في السجون الإسرائيلية قبل استشهاده، فيما استشهدت والدته خلال مشاركتها في إضراباً عن الطعام تضامناً مع الأسرى المضربين حينه بشهر أغطسس العام ٢٠٠٤.
يحدث أن تقرأ إحدى الروايات، فتدفعك إلى أن تكتب رواية أخرى لو أنك روائي، وتُسائِل ذاتك: لماذا يَظَلُّ نَصٌّ بعينه عالقاً بذهنك ويدعوك لتجادله أو تبني فوقه؟ هل أضاء حقيقةً استشعرتها ذات مرة ولم يبلورها وَعيُك؟ أم أن هذا السرد بعينه فَسَّرَ موقفاً بطريقة أخرى لم تطرأ على خاطرك؟ هل بَعَثَ النصُّ من الذاكرة حدَثاً تَجَسَّدَ ذاتَ يومٍ أمامك فكان ضبابيَّاً؟ أم لأنَّ سياقه العام أعاد تجسيد بنية شخوص عاشوا حولك وأثَّروا فيك؟
في نَصِّ "الطريق إلى شارع يافا" للأسير عمار الزبن الصادر عن وزارة الثقافة عام ٢٠٢٠ استشعرتُ رغبةً في كتابة رواية استدعتها نَصٌّ لا يشبهها، لكنه يتماس معها بطريقة ما؛ أو ربما يخرج من ذات الروح.
تتكرر فكرة المقاومة في رواية "الطريق إلى شارع يافا" وتعيد إنتاج دلالاتٍ متعددةٍ ووجوديَّة، فالمقاومة محور البنية الدالَّة في الرواية: (-يضحك محمود : مازِلتُ مُصِرًَاً على تسميتها مستوطنة، لا بأس، فلنبدأ بالتجهيز لذلك من هذه اللحظة ص٩).
يرى جميع من في محيط شخصية الراوي أنَّها تمتلك صوتاً جميلاً في سردِ الأحداث، إنَّهم يفقدون ذلك الإحساس المُعتدِّ بالذات، لصالح حلمهم: (ستصبح في عنقي بعد قليل وسنمضي معاً حيث حكايتك التي ستكتبها مع أخويك بالدم ص٢٩٦).
لعلَّنا نتسائل: متى تنقطع الآمال ويموت المستقبل؛ هكذا يدخل الإنسان؟ متى تختنق رغباته في التحقُّق والنجاح؟ متى تُصاب بالقنوط ونشعر بلا جدوى كل المقولات؟ تتعددُّ الأسباب لكن الكراهية والحروب والدمار هي المُسبِّبات المحيطة في هذا النَّص: (المصارعة التي أتقن فنَّها في أندية القدس كانت حاضرة في إحدى معاركه التي لا ينضب معينها!! وساحات الأقصى التي ما زحزح أقدامه عنها وهو يصدُّهم، يحاربهم بحجارته، يقصِفَهم بغضبه ص٥٦).
رُبَّما بدأ الزمن المحكي عنه- في جُلَّ روايته هذه- على مستويين، زمن الماضي الذي انقضي بكل حنينه وذكرياته: (- نعم كخوفِ الصحابة في حصار المدينة: أشهد ألَّا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فأيُّ خطأٍ في الخطوةِ الأولى معناه الندم؛ أنّني لم أُصِرُّ على قبولِ عرضِ يوسف بأن ينقص لي "أم العبد" من الحقائب الثلاث!! ولكن ما هذا الهراء ؟! لماذا لم أقل أنَّني خفت وفقط، فنيَّةُ الشهادة حاضرة منذ أن وُلِدنا أحراراً، ومتى كان الخوف عيباً أو غير مشروع؟! ص٣١٦)، وزمن اختناق المستقبل وصدأه، اليأس هو ما يستشعره القاريء في بعض المقاطع السرديَّة للرواية: (- فقلت بعدَ تنهيدةٍ عميقةٍ- وكانت المرة الأولى التي نُجري فيها حواراً من هذا النوع-: أصطادني السحرُ الريفيُّ قبل النابلسي لذلك- قلت ضاحكاً وأنا أنظر إليه- لم أنم مرةً واحدةً في الصالة ص٢٥٦). فالزمن القادم سيُنتِجُ قيمة، لا قيمة أطلال، فأزمنة السارد ووطنه يتخلق فيها مواجهات تُنتِجُ أملاً في تحقيق حلمه بتحرير القدس من براثين العدو الإسرائيلي: (- لن اعتمد هذه المرة على الاحتمالات كالمهمات السابقة التي نجحت فيها بالتحايل ومغادرة الوظيفة باكراً، لذا ألقيت على مهند مهمةَ استلام الحقائب وإرسالها إلى المجاهدين، لم يقلقني إنجاز هذه المهمة الخطرة فمهند رجلها الأنسب ص٢٩٢).
في رواية "الطريق إلى شارع يافا" للأسير عمار الزبن جملٌ روائيَّةٌ شعريَّةٌ، واللغة توَّاقة لخصوصيَّة الإنسان وفرديته، ورغباته حول كيف يرتضي عيشه، ولذا يأتي عنوان القراءة "بورتريه الحياة الفلسطينية" عنواناً مرواغاً، فهي بالأحرى يوميَّات يتجادل فيها الإنسان مع محيطه بُغيةَ أن يجد ذاته ويتَّسق معها.



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية متاهة الحرية للأسير عبد محمود عبيد
- قراءة نقدية في رواية العاصي للكاتب الأسير سائد سلامة
- ذاكرة القضبان للأسيرة د/سعاد غنيم
- مرايا الأسر قصص وحكايا من الزمن الحبيس للأسير المحرر حسام كن ...
- منارات في الظلام للأسير حسن نعمان الفطافطة
- المشروع الوطني الأردني الفلسطيني / بين الواقع والطموح
- جغرافيا كافرة وتيه فلسطيني جديد
- مهزومون في زمن البيع .... سائرون نياماً في الحاضر
- الثقافة في ومواجهة ثقافة الاستهلاك
- الوعي الشقي .... وشقاء ثقافة السياسي المتأسلم .
- ثقافة الاصلاح ...ديمومة القطع مع تراث ثقافة القبور
- قبل الأوان بكثير
- . وهم البصر ....المرأة الفلسطينية حلم الرغبة .
- رؤى بعض المثقفين العرب ....كوميديا سوداء .
- قراءة ماركسية للفكر السياسي النظري الفلسطيني .
- الاصولية تجذر مداميكها بالتعاون مع الانظمة الراهنة
- سرك حماس في غزة
- الدراما العربية تستشف هي الاخري ازمات التاريخ العربي
- ناجي العلي.. قمر المنفى
- المشروع النهضوي العربي- التحدي التاريخي


المزيد.....




- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية الطريق إلى شارع يافا للأسير عمار الزبن