عبدالكريم كاصد
الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 11:52
المحور:
الادب والفن
1- تشذيب
الأشجار
- وقد شُذبت الآن
وطالتْ
وابتعد هديرُ الآلة -
كم تبدو عاريةً
إلا من بضعة أوراقٍ تسقط ..
صفراء
وأحذيةٍ من ورق أصفر
كم تبدو عاليةً ! .. تلك الأشجار
وكم تبدو نائية !
في الساحةِ
تمتدّ ..
وتمتدّ ..
تهيئ أقداماً للركض
تلامس نافذتي
وتلوّحُ ..
ماذا ؟
أ أقوم وأصطفّ مع الأشجار
أشذب أغصاني ؟
2- خريف موشكٌ على الرحيل
الخريف الموشك على الرحيل
يصبغ بالأصفر..
أقدامَ الأشجار
**
ذلك المتقاعدالمزيّن بالنياشين
هو أنا
وقد علقتْ في صدري
أوراقُ خريفٍ صفراء
**
لماذا ترى تتسع المقبرة
كلّما أقبل الخريف؟
**
في خريف العمر
ما أقسى اليتم !
**
ورقة واحدة
دمعةٌ واحدة تتعلق بالغصن ..
دمعةُ الخريف
**
تحت مطر الخريف
ترتعش الأوراق ..
صفراء
مبلّلةً بالدمع
مطرٌ أم دمع ؟
مطرٌ أم دمع ؟
**
الخريف
يطلّ من النافذة
ويرحل
أجنحةٌ في الهواء
تصطفق الآن
**
مصطبة
غطتها الأوراق
لا تزال تنتظر
**
في البرد
لا أحد يمرّ
غير حماماتٍ تتنقّل كالأحجار
فجأة ...
يدخل سنجابٌ
فتضطرب الساحة
***
الأشجار وحيدةٌ
تتطلع في الليل وتصغي ..
لمن تُرى ..
تصغي الأشجار ؟
***
شتاءٌ مفاجئ
أوراق تلطّخها حمرةٌ
إنها دمُ الخريف
***
خريفٌ يقاتل حتّى أخرِ ورقهْ
خاتمة :
الشتاء يُطلق قذائفَهُ :
القذيفة الأولى : أمطار
الثانية : رعد
الثالثة : بردٌ قارس
الرابعة : عواصف
الخامسةُ .........
وهو لا يكلّ أبداً
ياله من محاربٍ قديم
#عبدالكريم_كاصد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟