أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبد الله خطوري - VERS tAZA الطريق إلى تازا















المزيد.....

VERS tAZA الطريق إلى تازا


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7535 - 2023 / 2 / 27 - 10:29
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


"طِيطْ اِينُو اُورْ تني آرُومِي آلْ مُوتَغْ نَّغْ آدِييْ نْغَنْ/عيناي لن تريا روميا واحدا حتى أموت أو أُقْتَلَ دون ذلك)
_المقاوم مُوحَنْدْ أوحَمُّو نَايْتْ وَرَايَنْ...

ما آرتكبه الغرب"المتحضر"القوي من جرائم في حق شعوب بأسرها هو ما سماه فلاسفتهم بقانون الطبيعة الذي لخصه نيتشُهُم بقوله:اقهرْ الضعفاء واصعد فوق جثثهم..والنتيجة عالم لا يطاق...
يعتبر دخول الاستعمار الفرنسي لمدينة تازا المغربية نقطة تحول كبرى في إتمام السيطرة التامة على المغرب بربط شرقه بغربه وضمان المواصلات مع منطقة الجزائر ومنطقة فاس مكناس الرباط.. حدث ذلك يوم 24 مايو أيار 1914،وكما توضح صور عدة جرائد ذلك العهد مثل:(الجرنال الصغير Le Petit Journal/المغربي الصغير Le Petit Marocain...)وصور مبثوثة في كتب مذكرات الضباط الفرنسيين(١)،فان المدعوة فرنسا لم تكن وحدها في الساحة، فقد جندت لخدمتها مجندين من الجزايريين والسينيغالين وأفارقة جنوب آلصحراء ومرتزقة من كل حدب وصوب، فآنتشر لديها فِرق المُشاة والخيَّالة وفيالق السلاح الثقيل والخفيف وربابنة الطائرات التي تلقي حمولاتها من القذائف بسرعة ثم تعود لقواعدها في عدة مطارات عسكرية خصصت بالجوار لهذا الغرض..عمدت القوات الغازية الى التنكيل والتشنيع بالمغاربة والتفنن في قتلهم والنيل من أنفتهم ونهب خيرات بلادهم الكثيرة وتهميشهم في أحواز وتجمعات غير إنسانية تحت ضغط الآفة والعوز..كانت البلاد نهاية القرن التاسع عشر بداية القرن العشرين مقسمة بين أراضي أطلق عليها السيبا وأراضي المخزن، والسلطة الاستعمارية فرضت الحماية على مَنْ كان في المركز المغربي(٢) وجعلت تشن حملات شعواء على الأهالي رافعة شعار محاربة ما أسمته بالفوضى وآسترجاع الأمن وبسط نفوذ سلطة حاكمة واحدة موحدة بإيعاز من مصالح اقتصادية وتجارية فرنسية واسبانية اللتين لم يك في صالحهما تعدد مناطق النفوذ بين القبائل والجهات، فسعوا لجعلها تحت إمرة سلطة واحدة قوية يستطيعون الاتفاق معها على بسط نفوذهم السياسي والاقتصادي والتجاري في المنطقة؛ غير أن آيت وراين جنوبا في بداية الأطلس المتوسط وأهل الريف شمالا وقفوا بالمرصاد فاعتبرتهم السلطات المتحدة آنذاك آمتدادا للسيبا بل إن الثقافة الشعبية المغربية أطلقت عليهم لفظة(العازيين)، وآستمر الأمر سنوات بين كر وفر حتى تدخل الطيران الفرنسي في بويبلان وموسى أوصالح وأدرار وغيرها من مناطق آلمرتفعات أين نشر الجيش الاستعماري رعبه تنفيذا لِما عُرف حينئذ بسياسة الأرض المحروقة (٣)... يمكن ان أقول إنه في تلك الايام التي اشتد الخناق فيها على المقاومة آحتمى أحد أبرز المقاومين محند أوحمو الورايني بكهف يطلقون عليه كهف العنزة "إفري ن تغاط" بمنطقة(الشَّعْرَا)ربما أو الغار أو منطقة أخرى جنوب تازا..كان المقاوم رفقة زوجته في الكهف حين طوقه سلاح العسكر الفرنسي، ولما طالت مدة الحصار، ناوروه عارضين عليه سلطة أن يكون بمرتبة(قايد)مقابل رضوخه وآستسلامه، وتقول الروايات الشفهية أنهم بعد أن فقدوا الأمل في المهادنة والاستسلام تم تبادل طلقات الرصاص من داخل المغارة إلى خارجها وكانت تصيب وتجرح وتقتل إلى أن تمت إصابة(محند أوحمو)في كتفه عبر فجوة صغيرة تطل على داخل المغارة ليصاب على إثرها في مقتل ويستشهد يوم عشرين يناير 1927، وأخذ العسكر الفرنسي جثته والتقطوا صورا جماعية بها في مكان قنطرة سيدي براهيم طريق أهرمومو وسلم جثمان الشهيد بعد ذلك إلى ذويه...في الوقت ذاته تفاقم عنف التدخل الإسباني والألماني في فتك كيماوي في الشمال بطريقة لم يسبق لها مثيل في منطقة الريف مازالت آثاره السلبية لحد الآن تنشر الأمراض المزمنة المستعصية؛ الشيء الذي عجل بإنهاء المواجهة لصالح مَن هو أكثر نفوذا وسلطة وقوة ونفرا ونفيرا، وتم آختراق المنطقة بأحوازها بسياسات ومناورات تنوعت بين فَرقْ تسد وبين العصا(القتل والسجن والنفي والحصار و....)وسياسة الجزرة(استمالة القبائل وتوزيع الهبات والامتيازات وسلطات المشيخة والقيادة وتامقدميت وزمام لَحْكام على الأعيان في إطار ما يعرف في منطوقنا اللغوي الدارج ب:(بْزيتُو قْلِيهْ...)...قَرْنٌ ونيف خَلا الآن، فبأي حال تغير الزمن وكيف تراها أحوال معيش الأنام وما الثابت والمتحول بين آلأمس والآن وما موقعنا كوراينين أمازيغيين من كل ما حدث ويحدث، ما محلنا من إعراب التاريخ، أين ذاكرتنا، أين نحن أمسِ وكيف نحن الآن هنا ....

☆إشارات:
_(١)_فطالما أن الأسود لا تملك مؤرخين خاصين بها، ستظل حكايات القنص تمجد القناصين وحدهم..تلك هي قيمتنا في تاريخهم..هذا ما سْوينا، وللينا في توثيقات الفرنسيس المستعمرين أنواعا وأصنافا وسلالات بدائية"تيبْ أنديجين" كما تظهرها هذه عينات من الصور يمكن معاينتها(كمثال فقط)من أحد كتب المعمرين العسكريين الفرنسيين المدعو ب"كابتن كوسان"الذي جمع تقاريره العسكرية في كتاب مذكرات يومية طبعه ونشره بآسم(الطريق الى تازا/VERS tAZA)،بعد أن مهد له بتوطئة المقيم العام الفرنسي آنذاك المدعو "ليوطي"وذلك في العشرية الثانية من بداية القرن الماضي...لتستمر التشدقات لحد كتابة هذه الأسطر، وبإطلالة مبتسرة لصفحات الافتراض وغير الافتراض سنلاحظ التشدق نفسه مستمر كأساس لتوصيف الشعوب الأصلية التي خُرِقَ مسارها التاريخي الطبيعي من لدن عصابات حملات الاستعمار الامبريالي الأوربي..

_(٢)_بموجب معاهدة فاس قُسم المغرب إلى ثلاث محميات:المنطقة الشمالية والمنطقة الصحراوية تحت الحماية الإسبانية، والمنطقة الوسطى تحت الحماية الفرنسية، بينما خضعت مدينة طنجة لحماية دولية بين فرنسا وإنجلترا وألمانيا وإسبانيا....

_(٣)_كانت القوات العسكرية الفرنسية بمعية قوات أجنبية مختلطة جُلبت من مستعمراتها التقليدية(جزائريين وسينيغاليين وغيرهم)تشن هجمات متتالية على المنطقة بآسم التهدئة فتمكنت من آحتلال تازا رسميا في 17 ماي 1914 بعد مواجهة عنيفة ومقاومة مستميتة من طرف قبائل المنطقة التي آستمرت بعد ذلك بسنوات طويلة بطريقة حرب(العصابات)التي ركزت على مهاجمة قوافل تموين الغذاء والعتاد والسلاح ومداهمة مراكز الحراسة ليلا ومفاجأة الجنود الفرنسيين ومجنديها من الأجناس المختلطة بهجمات سريعة مباغتة خاطفة كبدت الاستعماريين خسائر كثيرة، بل وصلت المواجهة إلى قطع عيون المياه النابعة من أعالي بويبلان عن مدينة تازا كمظهر من مظاهر فرض أمر الواقع بالقوة(لنلاحظ هذا النوع الذكي من المواجهات)..لكن القوات الفرنسية توغلت في عمق جبل تازكا أين دارت معارك ضارية بين قبيلتي غيّاثا وآيت وراين أبرزها معركة تازكا وموقعة (بوهدلي)التي حوصر فيها المقاوم(موحند أوحمو)وتمت تصفيته رميا بالرصاص وأخذ جثته والتقاط صور توثيقية لها بمعية الجنود الغازية قبل تسليمه لذويه لدفنه..ولم تكن هذه القوات لتحقق مراميها لولا تدخل المدفعية الثقيلة وسلاح الطيران للسيطرة على الموقف، وربما يكون هذا التاريخ أو هذه الحيثيات هي الظروف العامة أو الخاصة لسقوط بعض الطائرات العسكرية الفرنسية في مناطق آيت وراين كالفحص تازرين والجوار...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اَلْمَدْعُوُّ تَدْوِيرًا يُقْرِئُنَا آلسَّلَام
- ثمانية وعشرون سطرا من آلخوف
- شَبَق
- وَجْدَة
- لَحْظةَ عُلِّقَ آلمغاربة كقوالب سُكَّر على أغصان آلشجر
- مَا بْقَاتْ شَجْرَة
- سِيلْفِي
- نَجاةُ آلجُنون
- مَاذا لو كُنا مُجَرَّدَ حُلْمٍ في رأسِ أَحَدِ أجدادنا
- بَيْنَ آلْفِجَاجِ فَوْقَ آلْجِبَالِ تَحْتَ آلْمَطَر
- جُؤَارُ
- وَجَيبُ آلكَلاكِل
- لَكَمْ تمنيتُ لو أنكَ هنا
- الوعي الديستوبي
- لَيْسَ لَنَا مِنْ كُلِّ مَا عَلمْنا سِوَى كَلِمَاااات
- رَيْبُ آلْمَكَان
- تَجَاعيدُ البَيْضَاءِ، بخصوص فيلم:(كَازَبْلَانْكَا)
- دُوسْتِي
- دُون كِيشوت
- مُتَرَددٌ خَائِبٌ أبَدًا


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبد الله خطوري - VERS tAZA الطريق إلى تازا