أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد اللطيف بن سالم - هل من بشائر خير لتونس في المستقبل ؟















المزيد.....

هل من بشائر خير لتونس في المستقبل ؟


عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7532 - 2023 / 2 / 24 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يقول الشاعر الطغرائي الإصفهاني :
أعلل النفس بالآمال أرقبُها """ ما أضيق العيش لولا فُسحةُ الأمل

و في الحقيقة فإن الزمان الماضي منه و الحاضر و المستقبلُ لا يغيّر من الأمر شيئا ما لم نُغير نحن من أنفسنا ومن ضمائرنا و من عاداتنا وتقاليدنا و من رؤانا و نظرياتنا و نأخذ من العلم سبيلا لنا لعلنا نتقدم في حياتنا.
ألم يقل الإمام الشافعي :" نعيب زماننا و العيب فينا وما لزماننا عيب سوانا " ؟

" فلنبدأ بأنفسنا نُسائلها و نبحث عن محاسنها و مساوئها و نعمل بما هو خير فيها ونقوم بنقد ذاتي نتجنب فيه ما أمكن نفوسنا تلك الأمارة بالسوء والمعرقلة لمسيرتنا الإنسانية الصادقة إذا أردنا فعلا أن نتقدم ونواكب الحضارة القائمة الآن في العالم من حولنا ؟ وإلا فلماذا لا أحد من الإعلاميين حتى الآن مثلا قد أخبرنا بشيء من التحليل المنطقي المعقول لماذا تخلينا عن الأستاذ حسين العباسي الوزير السابق للمالية وهو أهل لهذه المهمة ولماذا استبعدنا الأستاذ مصطفى كمال النابلي وهو من جهابذة الفكر الاقتصادي في العالم ولماذا تخلينا عن الأستاذ ناجي جلول الوزير السابق للتربية والتعليم بعد أن جهز نفسه ببرنامج إصلاحي كبير شارك في إنجازه العديد من الخبراء والمختصين ولا يزال مطروحا للمزيد من البحث والتمحيص والاستشارة إلى اليوم ولماذا تخلصنا من شكري بالعيد والحاج البراهمي وسقراط الشارني ولطفي نقض وغيرهم من عديد الرجال الوطنيين المخلصين الصادقين ؟ أليس لأن الإرهاب في بيتنا ونحن الذين صنعناه بأيدينا بسوء تربيتنا لأبنائنا وجلبناه لأنفسنا عن طريق هؤلاء العائدين من المنفى والخارجين من السجون المظلمة ؟وهاهي لا تزال حالُنا إلى يوم الناس هذا ما دمنا لا نزال نربي الخفافيش في دهاليزنا ونباهي بذلك العالم ، ألم يكن محمدٌ رسول الله يقول في السابق: (تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) ؟ ولا أظن أحد ا يدري لماذا محمد هذا لم يطلب من ربه أن يجعل الأمم الأخرى هي أيضا من المؤمنين المسلمين . وهاهو أحد شيوخ الحاضر يقول مثل ذلك أيضا في تونس الحديثة : "" التوانسة أعداؤنا لكن لا نباشرهم بعداوة ظاهرة في مرحلة أولى حتى نفصل أبناءهم عنهم ...أبناؤهم غايتنا متى بلغناها ستتوفر لدينا الآليات لتغيير الوضع "" (انظر المشهد المصاحب ) ، بمعنى أنه لا يهمّهم في تونس الجيلُ الحاضر كان معهم أو لم يكن معهم (لأنه قد صار منتبها لحيلهم وألاعيبهم ) وإنما الذي يهمّهم أبناؤه الذين سيُربونهم على أيديهم وعلى مذهبهم وسيكونون غدا في قبضتهم . أو ليس لهذا الغرض هم ضد نظامنا التربوي الحالي وكانوا يناصبون العداء لوزيره السابق ومثله من الوزراء الآخرين المحسوبين على الحداثة ؟ ولهذا الغرض ذاته قد نشروا الروضات القرآنية في كل موقع من هذا البلد وتدخلوا بشيوخهم في كثير من المدارس والجوامع ؟ أو ليست هذه هي من مظاهر الدولة الموازية التي تعتزم القضاء علينا في أية لحظة ممكنة وتلك هي المسماة بالدولة الإسلامية المعروفة اليوم ب( الدواعش ) ونحن في تونس لا نزال نحفل بها – من حيث ندري أو لا ندري – ونباركها وننصّب البعض من حكامنا ومسئولينا منها ؟.
لا أحد يمكن أن يتهم شعب تونس بالغباء وإنما هو لشدة ثقته في نفسه وثقته في أحرار بلاده وقع قي شرك الأغبياء ولكل جواد كبوة وليس الفشل في أن نسقط مرة أم غير مرة وإنما الفشل في أن نبق حيث سقطنا ولا نقوم أبدا؟ .
يبدو أن تونس في الأيام الأخيرة من العام الماضي كانت تتهيأ فعلا لعهد جديد ينفي سابقيه معا ليُثبت نفسه تحقيقا للمقولة الرياضية المعروفة والمؤكدة تجريبيا وجدليا " النفي للنفي إثبات " وتحقيقا لرغبة المجتمع المدني في تونس الذي شرع أخيرا يعمل بكل جهده على إعادة الوعي إلى الشعب التونسي كله للتعويل على نفسه والعمل على إرشاده وتوجيهه في هذا الطريق ودعوة الدولة إلى ترشيد مسئوليها حتى لا يتنصلوا من واجباتهم إزاء شعبهم ويتعاونوا أكثر مع المجتمع المدني قي شراكة جدية ومثمرة . وبالفعل فإن هناك العديد من المؤشرات الدالة على ذلك ما جعل الدولة أخيرا تفكر في بعث صندوق للبطالة لمساعدة الشباب المعطل عن العمل و العاطل والمعوز على تحمّل مشاق الانتظار إلى حين تحسن الأحوال في البلاد والظفر بشيء من الأمل في استتباب الأمن والاستقرار وتحرك عجلة الاقتصاد بما يشجع على الاستثمار من الداخل والخارج ويُتيح للشباب أكثر ما يمكن من فرص الاندماج في الحياة العملية أو الحصول على منح البطالة لصيانة النفس وحفظ الكرامة ويطيب بالتالي الجو للمؤسسات التربوية حتى تقوم بواجبها كما ينبغي في التكوين والتأهيل النظري من جهة ويطيب الجو أيضا للمؤسسات الصناعية والتكنولوجية الموازية لها للمزيد من الاهتمام والعناية بتكوين الشباب وتأهيله كما ينبغي للحصول على مواطن الشغل الجديدة والمحدثة . وها هي الدولة قد فكرت أيضا في الرفع في منحة الشيخوخة للتخفيف ما أمكن من غضب الناس من الحكومة وتؤسس ما أ مكن للأمن الغذائي والسلم الاجتماعية .

الاهتمام بالتكوين المهني والحرفي :

ومن أهم بشائر الخير للعام الجديد هذا أن الكثير من المسئولين اليوم قد انتبهوا إلى أن التكوين المهني والحرفي هو الأصل في النهوض بالاقتصاد التونسي الحالي والمستقبلي فهو بالتالي في أشد الحاجة اليوم إلى المراجعة وإعادة النظر وفي أشد الحاجة إلى برمجة جديدة متناسبة مع ما حدث من تطور في جميع الاختصاصات المهنية في الداخل والخارج ومناسبة في الوقت ذاته لحاجات البلد.أليست هذه هي الطريقة المثلى لزرع الأمل من جديد في نفوس الشباب المضروب على أياديه والمغلوب على أمره منذ قيام الثورة والمصاب منذ ذلك الوقت باليأس والسأم ؟ أوليس هكذا يمكن لنا تحفيزه أكثر ما يمكن على التفكير في الوطن ومحبته عوضا عن التفكير في الهجرة وكيفية تحمل مشاق السفر وما فيه من احتمالات كثيرة للنجاح والفشل ؟ خصوصا وأن أوروبا اليوم لم تعد كما كانت في استقبالها للمهاجرين رحيمة بسبب ما تعرضت إليه أخيرا من عمليات إرهابية واضطرابات داخلية غير مطمئنة .
من مقالاتي الساقة التي لم تنشر
وفي الختام لا بد من الإشارة إلى أن أغلب دول العالم اليوم تعاني من ارتفاع نسبة البطالة فيها ومن صعوبات إدماج الشباب في الحياة العملية وذلك نتيجة ل:
-- تضخم رؤوس الأموال فيها والتي صارت تعوّل أكثر على الآلات الصناعية الكبرى والصغرى في أشغالها عوضا عن اليد العاملة وذلك لقدرتها على السرعة أكثر في الإنتاج والقدرة أكثر على تحسين الإنتاجية .
-- وللتطور السّريع والمتسارع للصناعات والتقنيات في العشريات من السنين الماضية ما جعل الكثير من الشباب الحالي في العالم وإن بنسب متفاوتة غير قادر على التكيف معها ومواكبتها فلابد الآن للنخب من الخبراء والمختصين في الاقتصاد التفكير في الحلول المناسبة بالحكمة والطرق المعقولة دون اللجوء كما تفعل بعض القوى العظمى إلى الحروب المدمّرة كحل غير إنساني وكمظهر للعجز والفشل .



#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهل من منهجية صحيحة في مقاومة الإرهاب في بلادنا ؟
- أليس من الكلمات أيضا قنابل ؟
- الشيخ محمد الطالبي في موقف حذر
- في مقاومة الموت
- الرد على ما سمعناه في قناة االجزيرة :
- الكشف عن لعبة القدر :
- حول - الحرية - مرة أخرى
- - الله الأكبر -
- العيش المشترك
- - الجذع المشترك -
- من نحن ؟ وما كورونا؟
- تأملات فلسفية .
- راي في السياسة التونسية
- ما بين النهضة والنهضة
- الإعلام في تونس بين الماضي والحاضر
- مواضيع فقط للتفكير والتأمل :
- وذكر فإن الذكرى تنفع المستيقظين :
- من هو المعبود في الحقيقة ؟
- الكتاتيب والروضات القرآنية
- في ذكرى ميلاد الاتحاد المغاربي


المزيد.....




- من الصين إلى تشيلي والمكسيك.. بعض البلدان تعاني حرارة شديدة ...
- مقتل إسرائيلي بالرصاص بالضفة الغربية والجيش يعلن فتح تحقيق
- -اليونيفيل-: استهداف المواقع الأممية في لبنان أمر مرفوض 
- باتروشيف: مسؤولو الغرب يروّجون الأكاذيب حول روسيا للبقاء في ...
- هجوم محتمل للحوثيين في اليمن يستهدف سفينة في خليج عدن
- مقتل إسرائيلي في إطلاق نار في قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة ...
- كشف سبب الموت الجماعي للفقمات في مقاطعة مورمانسك
- دعوة روسية للحيلولة دون انهيار الاتفاق النووي مع إيران
- عالم سياسة أميركي: حماس تنتصر وإستراتيجية إسرائيل فاشلة
- فيديو يرصد الحادثة.. السلطات الأردنية توضح طبيعة -انفجار عمّ ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد اللطيف بن سالم - هل من بشائر خير لتونس في المستقبل ؟