أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - تقديس وتلميع الزعيم: أهم استراتيجيات النظام الفاشي














المزيد.....


تقديس وتلميع الزعيم: أهم استراتيجيات النظام الفاشي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7528 - 2023 / 2 / 20 - 13:56
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



عادة ما تقوم الأنظمة الفاشية المستبدة على ركيزة أساسية، وهامة، وهي على الأغلب إيديولوجيا متعصبة مغلقة ومتزمتة، تلهب حماس المتزمتين والمتطرفين، يحملها شخص أو عدة أشخاص يعتقدون ويؤمنون بها ومستعدون لفعل أي شيء من أجلها، غير الطبيعة التآمرية والإقصائية الكيدية والاستبدادية لهكذا طغم وشراذم تقتضي بالنهاية احتكار قرار ومصير الطغمة، ومعها الإيديولوجيا القائمة بيد فرد واحد، وتنشأ على هامش ذلك المنظومات الدعائية بالتغني والترويج للفكرة وحاملها ممثلة بالطاغية، وتبدأ معها عمليات التلميع والقديس والتأليه لشخصه الكريم فتـُنسج حوله التخاريف وتقال الأقاويل وتؤلف الأساطير وتصدح المواويل وتنحت المصطلحات الجزلى وتتلى الآيات والتعاويذ وتقرض الأشعار وتنشد الزغاريد، وتنحني له الهامات عند ظهوره المهيب، باعتباره هبة الطبيعة ونابغة القرون الفريد وفلتة الزمان الأوحد الوحيد، ولشدة الضخ الإعلامي يصدّق هو نفسه دعايته الكاذبة نفسها، ما يفضي بالضرورة لتضخم النزعة والروح الأنانية ونمو مفرط للنرجسية التي تنتهي بالإصابة بجنون العظمة وما لها من تداعيات كارثية على تلك المجتمعات، فيصبح هو مركز الكون والوجود وصاحب القرار والكل في فلك حوله يدورون ويسبحون ويسـّحون.
وتقتضي هذه الاستراتيجية العقيمة والكارثية، وللحفاظ على حياة و"ألوهية" الزعيم فيجب القضاء على حياة الكثيرين، ومنع ظهور ولمعان ووجود أية شخصية أخرى، أو تسليط الضوء على أية قضية، ممكن أن تسرق وتبعد الأنظار المشدوهة عن شخص الطاغية المستبد العظيم، فتنشأ، على هامش هذه الاستراتيجية، استراتيجيات أخرى، ملازمة وضرورية، وهي عملية الإخصاء الجماعي والوطني والإبادة للجميع، درءاً، واستباقاً لظهور أي منافس محتمل للزعيم الأوحد النوراني والطهراني وتبدأ حملات المطاردة والاعتقال والتصفيات الجماعية فتعج سجون الطاغية بالمعارضين ومحطمي استراتيجية التقديس وتغص أقبيته المظلمة السوداء بأعداد كبيرة وشرائح متنوعة من الآدميين، لا فرق، وقتها، بين طفل وامرأة وشيخ مسن جليل.
ولتحقيق هذه الاستراتيجية والضرورة الوطنية الأمثل، سيتطلب الأمور وجود أجهزة وأذرع مسلحة وشبه عسكرية فتاكة، أي مزودة بأسلحة ثقيلة، وغالباً ما تكون سرية، وتتمتع بصلاحيات استثنائية وواسعة، ويعفى مسؤولوها من المساءلة القانونية والمثول أمام القضاء في كل ما يتعلق بعملهم وهدفهم المقدس والأول وهو حماية حياة القائد الضرورة والزعيم العبقري الملهم الاستثنائي، مهمتها وغاياتها وانشغالاتها المرافقة لذلك تتمثل في البحث والتفتيش والتنبيش بكل ما من شأنه التشويش على هذه الاستراتيجية وتهديدها والقضاء عليه في مهده، لتصبح فيما بعد هي الدولة العميقة والدولة ضمن الدولة والكيان الموازي وربما الأقوى من الدولة نفسها، وتظهر تلك الأجهزة والقوى في أبشع وأقبح صورها حين تنفيذ تلك الاستراتيجيات "المقدسة" وتراكم سمعة سيئة قميئة مرعبة تتجاوز الآفاق والحدود المحلية نتيجة ما تمارسه من انتهاكات وتجاوزات، كما كان هو الحال مع أجهزة الأمن سيئة الصيت والسمعة في كوبا وكوريا الشمالية الوراثية، وأوروبا الشرقية الشيوعية كالـ"سكيوريتات" (الرومانية:Securitate)، والـKGB في الاتحاد السوفييتي المقبور، وكانت الـ"شتازي"، وهي اختصار يعني حرفيا أمن الدولة، في ألمانيا الشرقية، التي كانت تعتبر كأقوى وأقبح جهاز أمن بالعالم، (تعاون بوتين معها بشكل وثيق وكان مندوب الـKGB المعتمد هناك)، وكانت تصنف كمسالخ بشرية حقيقية ومراكز تعذيب للألمان الشرقيين فاقت شهرتها وفاحت رائحتها في أجواء المعمورة لكن لم تفلح كل إجراءاتها الفاشية والقمعية، في القتل وسلخ الجلود والتعذيب، في منع سقوط وانهيار جدار برلين الشهير.
وعادة ما تنتهي الأنظمة الفاشية نهايات درامية دموية وتراجيدية مؤثرة، بقتل أو إعدام وسحل ذات الطاغية والزعيم، حيث تنهار فجأة وتتداعى من حوله هالات التفخيم والتقديس، وبظهر في صورة هشة وضيعة مبتذلة وضعيفة وهزيلة وهو يستجدي الحياة ويطلب الرأفة ويتسول الرحمة من الآخرين، وهذا ما كان من حال موسوليني، وميلوسوفيتش، وماركوس وزوجته إيميلدا، وتشاوشيكو وزوجته إلينا قبيل تنفيذ حكم الإعدام فيه، وكذا القذافي الذي كان يبكي بحالة هيستيريا وهو يمسح الدماء من على جبهته وقبل أن يدحش له ثوار "الزنتان" قضيباً من الحديد بمؤخرته الشريفة، فيما حظي المهيب الركن بقلب ووسام "جرذ العوجة"، حين ظهر بأبأس حال، وعلى حقيقته العارية والمجردة، وهو يستجدي الجندي "العلج" الأمريكي، للترأف بحاله، ومساعدته أثناء إخراجه من الحفرة، فيما لم يعط "هتلر" هذا الشرف لأحد وآثر الانتحار وإطلاق النار على نفسه موصياً، ما تبقى من جنرالات من جهازه الفتاك الشهير "غستابو" بحرق جثته كي لا تقع بيد جنرالات وجنود ستالين، وهكذا كان حال ومصير كل الطغاة والديكتاتوريين والديكتاتوريات الباغية عبر التاريخ.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزورة فزورة بس إلك يا شطورة: (من يضحك على من)؟
- بشرى للمقاومين: متى ستنتصر قريش على قريظة؟
- هل تطمح بوظيفة عامة: إليك المرشد والدليل؟
- الإله البخيل الشرّير
- قريظة وهدف قاتل في مرمى قريش:
- كبيبات القداس
- عرب ومستعربون
- خرافة الخلق وكذبة آدم وحواء
- غزوة المونديال
- نكبة عمر أبو ريشة: لا مكان لأمته بين الأمم المحترمة
- لماذا كل ملائكة الله عبرانيون وإسرائيليون؟
- بوتين: أي نظام عالمي؟
- خرافة الشعب السوري الواحد
- مفهوم المواطنة واللا مواطنة عند بدو قريش
- أمة عربية واحدة: ذات رسالة خالدة
- قصص وذكريات مع الشعر
- شجرة السنديان: هؤلاء هم العلويون الأطهار
- مبادئ أساسية في السياسات الدولية
- روسيا والغرب: صراع قيم وحضارات وثقافات
- الأوراق المطلوبة للمنصب العام


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - تقديس وتلميع الزعيم: أهم استراتيجيات النظام الفاشي