بَيْنَ آلْفِجَاجِ فَوْقَ آلْجِبَالِ تَحْتَ آلْمَطَر

عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7526 - 2023 / 2 / 18 - 20:16
المحور: الادب والفن
    

قَدَّرَ الله ما شاء فعل..قال آلسَّراةُ تحسروا..كما تكونوا يُوَلّى عليكم فآهرعوا إلى صياصيكم آلوعرة في مناكب آلهضاب عليكم بالغزاة لا تدعوهم يعيثون في حنايا آلأرحام..قال الرُّماةُ.. لَإنْ تندلق أقتابُ بطوننا على هاذِآلصخور آلمسننة أهون مما يمكن أن يقع لنا إنْ نحن ضللنا هنا..ردموا نيرانهم أطفؤوا دَخَنَهَا حفروا للمشاعل حفرا عفروها بآلأتربة آلموحلة آلقحلة آللازبة آووا إلى كهوف لهم آستتروا فروا كروا يضرب "العازيينْ/العُصاةُ"(١)الغازِينَ بين آلفجاج فوق آلجبال تحت آلمطر لا يدبرون لا يتراجعون، يصعدون مزيدا من آلقمم يلقون آلمناجل وآلمحاريثَ وآلأحجار يتربصون يناورون وكانوا كلما لاح لهم طيف من عدو يسيح بغير هدى وقعوا فيه قذفوه بمزاريقهم وعصيهم التي كآلرماح وخراطيش بوشْفَرِهِم(٢) لا يُبالون بنحورهم بدماء أعدائهم تُخَضَّبُ.. وأثارَ الأرضَ آخرون قلبوا سافلها عاليها حرثوا زرعوا غرسوا أنارُوا أديمها بأزاهير آلحياة بَنوا خيم آلشعر وبحجارة آلأودية رصصوا صففوا آلأسقفَ بعمدان إيديلْ (٣) بويبلان لم يتوسَّدُوا بُرْدَهُمْ لم يهِنوا لم يستكينوا..لقد أحاط بَصَري بما لم أحط به خُبْرَا..هذا أكيد..تنفث الطيَّارة(٤) يَحْمومَها الفاحم تسقط آلقطعان وآلأوادم تباعا بوابل آلقرطاس هااا لْبُومْبْ ها لكرناد(٥)ترفع كتانَها الأبيضَ تْسِيعْلِيتْ (٦) تهزه تُلَوِحُ به صائحة هااااا فتهرشها هوام مجنحة مسخمة تنخر بدنها آلضامرَ تظل منتصبة مكانها لا تفر ترنو عيناها إلى سماء مغشاة بضباب فاحم، تغرس بؤبؤيْها في مسام آلصخور آلمسننة في آلتُّرَبِ تبلسمُ آلأعشابُ فتوق آلثقوب في جسمها آلمسلوخ تتأوه آآآ ربي تهبط بلدة الفحص(٧)ومَنْ معها في رحلة خريف أو شتاء أو مصيف إذْ لا ربيع في آلربيع هانَّيا آوالْ الموفيدْ كولشي آديالي غر تغرضين ني علاّنْ آنازلْ خي خفنغْ آنوفتْ آموتَّلْ اِي تمسيختْ نَلْكولونْ..(٨) تتماهى آلصور آلرمادية آلسوداء تذوب في آحمرار دماء مهرقة عبر شعاب دور الأجداد العتيدة غزاها أصحاب خوذات آلفولاذ خربوها أحرقوا عرصات لَبْني نْ تزشتونينْ(٩)فساخ آلمُصَلَّى ودار أخام الفقيه(١٠)صُعِقَ بمَن فيه كأن قاطنيه ما لبثوا غير عشية أو ضحاها لكنهم قاموا قاوموا شاكتْ أشجارهم نَوَّرَ نبتُها آلنابتُ في أعطافهم آنتصبت هِمَمٌ لم تلنْ شكيمتهم لم يخروا لم يهنوا وقفوا ضمدوا الجراح الفاس وقع ف الراسْ واااالو باسْ واااالو باسْ شمروا السواعد قسموا المهام لملموا العتاد صعد مَنْ صعد والصّافناتِ الوهادَ ظل مَنْ ظل في قيعان الوادي يحرث مدارج التلال يطوعُ الأرضين بما رحبتْ يقطف يحصد لم يضل أحدٌ تُوغيتَنْ زًادْنْ دي تْسيرتْ أُوزْرُو عَدْلَنْ إيحُوياكْ تيجْلَّابينْ نْ تْزَطْشَا تَتَّنْ آشْتارْ إيبلوطنْ إيحبان سَسَّنْ آمانْ زي كغدرانْ(١١)وفي آلعتمات تُنشرُ قلاع آليقظة يفدُ آلعُزَاةُ يأخذون آلمأونة يتسلل خفاؤهم المارقُ توصلُ الأرحام ينحدرون يصعدون يضربون يُضْرَبون تشتد جلبة آلعراك يُطَوَّق عناد البلاد بالعتاد بعسكرٍ مَجْرٍ آعتلى ذريات أغبال مَدَغْ تازرين بوشعير(١٢)أقيمت ثكنات أبراج المراقبة ومكاتب بيروهات المحاسبة دي البوست القشلة الديبو نْ لمينيسو(١٣)حُوصرَت الثلوجُ ومواسم آلحصاد..آآآلميعادْ نغ غر لعري نلكونور أشلاط أوبوملال أغزر نتبحيرت أغزر نمجغيول أغزر أزوكاغ(١٤)هناك نُشَيِدُ بُنانا الجديدة بَدَلَ القديمة المنهارة دينْ آنْ نَبْنى تُودْرينْ تيتجديدينْ آمشانْ تيبُولايْ(١٥)..وما إنْ آغرورقت الأودية بالدماء حتى تندَّتْ آخضلَّتْ ونمتِ آلأمنيات في كبد الأنساغ والأمشاج ورحاب خشخشة البيادر وحفيف أفنان الحَوْرِ..طُوطا وللَّغاسْ طُوطا دي تمورت نبباشْ سَنَّجْ تاسيرتْ نزشتونْ..(١٦) سمعتُ أكثر من مرة من كذا من صوت تعالى في أحشاء ما أرى..لاح حديدها تزفر أذياله المثقلة بالنخير خَرررْخررْرْ كنتُ أسمع والسامعين المتحلقين من قريب أو بعيد أشهد من موقعي المحلق ما شهدوا.. بَـااافْ لقد قرعها الورايني العازي عاريًا كانَ جائرا ظل متمردا يَوّي القابيسا نَّسْن سْتَخْفيفْتْ نبوشفر(١٧)...

☆إشارات:
● النص إحالة على مواجهة إحدى قرى الأطلس المتوسط الغزو العسكري الاستعماري الفرنسي بداية القرن العشرين...
١_العازْيين:بلسان المغربي الدارج تعني المتمرد العاصي لقوانين المستعمر

٢_ بوشفر : بندقية قديمة تقليدية
- بوحبة : بندقية تقليدية تحمل رصاصة واحدة
- ساسبو : نوع من البنادق التقليدية
- رباعية : بندقية تشحن بأربع رصاصات
- خماسية: بندقية تشحن بخمس رصاصات
- تْساعية : بندقية تشحن بتسع رصاصات

٣_إيديل: شجر آلأَرز الذي ينتشر بجبال آلأطلس المغربية

٤_إشارة إلى غارات الطائرات العسكرية الفرنسية التي كانت تغير على مرتفعات بويبلان في حملات ترويع للسكان ترعبهم تقتل مواشيهم تنشر الفوضى والفتن واللا أمن في صفوفهم من أجل أن تفصلهم عن المتمردين المقاومين المرابطين بالقمم العالية لبويبلان

٥_البومب والكرناد:نوع من القنابل الذي كانت تستعمله فرنسا ضد المغاربة المقاومين في سياسة الأرض المحروقة

٦_ترفع كتانها الأبيض تسْيعْليتْ: تْسيعليتْ آمرأة من قبيلة آيتْ بنعلي الوراينية كانت بقمة بويبلان لما غارت طائرات العسكر الفرنسي فجعلت تلوح بقماش كتان أبيض إشارة للسلم وطلب الأمان كما تنص على ذلك تعليمات العسكر، فما كان من ربان إحدى هذه الطائرات إلا أن شملها بوابل قذائفه مع ماشيتها التي كانت ترعاها هناك

٧_(الفحص)قريتها الأصلية في سفح بويبلان حيث آعتاد الفحصيون الترحال بين القمة والسفح صيفا وشتاء طلبا لكلإ الماعز والماشية

٨_هانَّيا آوالْ الموفيدْ كولشي آديالي غر تغرضين ني علاّنْ آنازلْ خي خفنغْ آنوفتْ آموتَّلْ اِي تمسيختْ نَلْكولونْ: مُجمل القول المفيد علينا جميعنا الصعود الى قمم الجبال لندافع عن أنفسنا وأهلينا ونصفي حسابنا مع الاستعمار الفاسد

٩_لَبْني نْ تزشتونينْ:أطلال قديمة بجانب خميلة من أشجار زيتون معمرة

١٠_أخَّامْ الفقيه:دار الفقيه

١١_تُوغِيتَنْ زًادْنْ دي تْسيرتْ أُوزْرُو عَدْلَنْ إيحُوياكْ تيجْلَّابينْ نْ تْزَطْشَا تَتَّنْ آشْتارْ إيبلوطنْ إيحبَّانْ سَسَّنْ آمانْ زي كغدرانْ:
هو وصف لمعيش آلأهالي المرابطين بسفوح آلقمم التي تقصفها الطائرات، فهم يعصرون زيتونهم في معاصر آلحجر يخيطون جلابيبهم وسلاهمهم يطعمون أنفسهم بما تجود عليهم طبيعتهم من دوم وحبوب آلزرع وبلوط يكرعون من الأودية ومجاري المياه

١٢_أغبال مَدَغْ تازرين بوشعير:قمم هضاب يسيطر عليها جنود المعمر من أجل المراقبة وبث النفوذ

١٣_دي البوست القشلة الديبو نْ لمينيسو:ثكنة عسكرية فرنسية آستعملها الجنود لتخزين العتاد والسلاح المستعمل لمواجهة المتمردين

١٤_آآآلميعادْ نغ غر لعري نلكونورْ أشلاط أوبوملال أغزر نتبحيرت أغزر نمجغيول أغزر أزوكاغ:لجأ الفحصيون الى أماكن جديدة فبنوا بها دورهم بدل تلك القديمة التي أجهز عليها العسكر الفرنسي ودمرها

١٥_دينْ آنْ نَبْنى تُودْرينْ تيتجديدينْ آمشانْ تيبولاي:هناك نبني دورا جديدة بدل تلك التي دمروها

١٦_طُوطا وللَّغاسْ طُوطا دي تمورت نبباشْ سَنَّجْ تاسيرتْ نزشتونْ:لقد سقطت الطائرة في أرض والدك قرب معصرة الزيتون...هي إشارة الى إسقاط طائرة عسكرية فرنسية أوائل القرن العشرين ببلدة(الفحص)ضربها المعاندون في مرتفعات بويبلان ليهيم بها ربانها نحو السفوح بحثا عن مكان أقل ضررا في السقوط..تروي القصاصات الصحفية الفرنسية أن أحد الربابنة تفحم ومات بينما جرح الآخر وتم نقله من طرف فيالق جيوش الفرنسيس الرابضة بتلال وهضبات الجوار..

١٧_يَوّي القابيسا نَّسْن سْتَخْفيفْتْ نبوشفر...:لقد أودى بها سلاح بندقية بوشفر...

#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات