أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء عبيد - زلازل تهز الوجدان














المزيد.....

زلازل تهز الوجدان


هناء عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7524 - 2023 / 2 / 16 - 08:47
المحور: الادب والفن
    


الطّقس لا يساعد على المشي هذه الأيام في شيكاغو، الحرارة منخفضة، الشوارع المخصصة للمشاة ما زال الثلج يغطي بعضها، ربما يجعلها مناسبة للتزلج أكثر من المشي، لكن الحياة لا تتوقف، لا بد من المحاولة.
طبقات وطبقات من الملابس تلف أجسادنا؛ حتى نتفادى درجات الحرارة المنخفضة، الأمر مزعج جدًّا، لكن لا بد من الحركة.
لم تستطع الطبقات المتعددة حمايتنا من برودة الجو، فكيف لطفل صغير أن يعيش في خيمة تتسرب المياه فيها عنوة دون استئذان؟! كيف لطفل حافي القدمين أن يمشي على كتل من الثلج؟! كيف لجسد ضئيل أن يتأقلم مع تيارات الهواء الباردة؟
الأسئلة تدور في ذهني وأنا أمشي في ساحات الغابة، أطلت المشي، لا بد أن نشعر بتلك البرودة التي يشعرها هذا الطفل، لا أظن أننا سنصل إلى أدنى شعوره، فنحن في النهاية سنلوذ إلى دفء بيوتنا.
ما حدث مؤخرًّا من زلازل وكوارث مؤلم جدًّا، البرد بحد ذاته موجع، فكيف إذا ارتجت المنازل والعمارات علاوة على ذلك، وزلزلت الأرض تحت أقدام أطفال يسكنون العراء؟! كيف الحال بإنسان وجد نفسه محاصرًا بين طبقات من الأسمنت والقضبان الحديدية، يجاهد في سبيل أن يلتقط أنفاسه تحت الأتربة المتساقطة من قطع المباني المنهارة.
أصوات الأطفال تستغيث من كل صوب، بكاء الثكالى يخز قلوبنا، الأفراد الناجون الباحثون عن بقية أحبابهم يبكون فنبكي معهم، محظوظ من وجد أفراد عائلته على قيد الحياة، ومن استطاع أن يلتقط بضع ذرات أوكسجين من تحت الأنقاض ليكمل مسيرة حياته المجهولة.
المشاهد الموجعة التي رأيناها ونراها لا يمكن احتمالها، جعلتنا نعيش في كابوس خانق.
تتكرر مشاهد الموت أمامنا في النهار عبر الميديا التي تنشر الفيديوهات الواحد تلو الآخر، وتتكرر المشاهد في كوابيسنا الليلية.
الآلام التي أثقلت كاهل الطفولة والعائلات المنكوبة لا يمكن أن تتحملها مشاعر وقدرات البشر، ترى هل هي كفيلة أن توقظنا من غفلتنا وتحيي الإنسان المندثر فينا؟ ونتساءل هل تستحق هذه الحياة كل هذا الجري، وهل يستحق أن يكون للجشع مكانه فيها؟
يبدو أن الدروس القاسية من الصعب أن تحمل في طياتها عبرة إلى أصحاب القلوب المتصلبة؛ ما زال البعض يتخذ من معاناة الناس موردًا لرزقه؛ إما بنشر الاشاعات الكاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو السخرية لكسب بضع دولارات أو باستغلال أحزان المكلومين والتمنن بما قدموه لتصنع لقنواتهم أعلانات مجانية. لم تقتصر قسوة القلوب على ذلك، بل طالتها لتظهر بشاعتها حين أظهرت كم الشماتة فيما يحدث، ليس لشيء سوى لمواقف السياسية المختلفة، متناسين أن السياسة لا يصنعها سوى قلة يمررون من خلالها أجندات لا تصب إلا في جعبة مصالحهم الدنيئة.
ثم يطل علينا خبراء زلازل ما أنزل الله بهم من سلطان ليثيروا الذعر بين الناس بفرضياتهم البلهاء التي لا علاقة لها بالجيولوجيا والعلم، وينضم لهم بعض المنجمين الذين يترزقون من سذاجة متابعينهم.
عسى الله أن ينير قلوبنا ويملأها بالرحمة والرأفة والمودة، ورحم الله ضحايا هذه الكوارث المدمرة وأدخلهم فسيح جناته.



#هناء_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية الأرملة للأديبين ديمة السمان وجميل السلحوت
- قراءة في رواية الأرملة
- قراءة في رواية -يناديها روح- للأديبة نهى عاصم
- صدور رواية منارة الموت للكاتبة المقدسية هناء عبيد
- حليب الضّحى مجموعة قصصية بلون أدبيّ متميّز
- الرغيف الأسود؛ مرآة بؤس المواطن العربي
- حلاوة برتقال يافا في قصة الدكتورة روز اليوسف شعبان
- قراءة في مسرحية بيت ليس لنا
- رواية بلد المنحوس للروائي سهيل كيوان
- رواية اليتيمة والثقافة الشعبية
- قراءة في المجموعة القصصية نوارس تبحث عن الأحباب للأديبة نزهة ...
- حوار مع المهندس أحمد ممدوح حول منصة اليوتيوب وأهميتها في الو ...
- حوار مع الدكتور وليد سرحان حول الاكتئاب
- هل سيطرت منصة اليوتيوب على العالم المعلوماتي؟
- حوار مع الدكتور وليد سرحان حول الخرف.. أجرى الحوار المهندسة ...
- قراءة في قصة السنجابة والعقاب للكاتبة رفيقة عثمان والشاعر صل ...
- نجاح في غزة
- عيون الحب
- بيروت؛ عيون القلب
- حوار مع الدكتور وليد سرحان عن الشّخصيّة المثاليّة


المزيد.....




- ترقبوا.. موعد ظهور نتيجة الثانوية الأزهرية 2024 الدور الأول ...
- وفاة فنان مصري شهير بعد صراع مع المرض (صورة)
- الفنان المصري أحمد حاتم يروج لفيلم -الملحد-: -تمم الله مقاصد ...
- تركي آل الشيخ يرد على تدوينة لعلاء مبارك طالب فيها الفنانين ...
- إشكالية المعرفة.. من الميثولوجيا إلى الرؤية المعرفية الإمبري ...
- باقري: تفتيش مركز هامبورغ الإسلامي انتهاك لقواعد الحرية الفك ...
- الشعور القومي والتأثر بالغرب.. كيف حاك باموق نسيج التحولات ا ...
- فيلم -النونو-.. تركي آل الشيخ يرد على علاء مبارك
- وجهة بغدادية عصرية.. مقاهي الثقافة والفنون تغادر الصبغة التق ...
- سوريا.. جائزة الدولة لفنان وأديبة وكاتب سياسي


المزيد.....

- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء عبيد - زلازل تهز الوجدان