أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حيان نيوف - قنبلة نووية لشعب جائع !














المزيد.....

قنبلة نووية لشعب جائع !


حيان نيوف

الحوار المتمدن-العدد: 1705 - 2006 / 10 / 16 - 10:24
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بعد إعلان كوريا الشمالية عن نجاح تجربة تفجير أول قنبلة نووية في تاريخها النووي، سارعت قوى العالم الكبرى لإدانتها وفرض العقوبات عليها من تحت مظلة مجلس الأمن والأمم المتحدة. احتفل النظام الكوري بهذه القنبلة، ولكنه لم يخبر العالم كم جائعا ستطعم قنبلته، هذا إن لم نقل إنها قنبلة مصنوعة من خبز الكوريين أصلا! ولكن الحديث عن الجوع في كوريا لا يخلو من من طرح سؤال مرير : لماذا لم تتحرك الدول العظمى بسرعة هائلة من أجل إنقاذ ضحايا الجوع والضغط على النظام هناك لإطعام شعبه كما تحركت بوتيرة سريعة في فرض العقوبات بعد نجاح التجربة ؟

رغم أن المفاهيم تغيرت كثيرا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وسقوط تمثال لينيين، وما نتج عن ذلك من تضخم أسواق السياسة بمصطلحات "الليبرالية" ، إلا أنه من الواضح أن السباق العالمي لا يزال سباقا من أجل التسلح، وأما السباق من أجل تحرير الشعوب من القهر والفقر والاستغلال الداخلي والخارجي فهو كذبة كبيرة.

فرح الكوريون أصحاب القامة القصيرة والقنبلة الكبيرة بقنبلتهم النووية، ولكن لم يطعم هذا الفرح ملايين الجائعين في تلك البلاد. أليست مفارقة غربية وعجيبة أن هذه الدولة التي هي في مواجهة الأمم المتحدة، تتلقى أكبر مشروع إغاثي في العالم من قبل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ؟ هذا كاف لمعرفة حجم المجاعة والفقر والعوز في هذا البلد. فلمن يصنع نظام كوريا الشمالية قنبلته ؟ للشعب ؟ أو لإنماء الشعور القومي؟ إذا كان الشعب جائعا سيكترث لرغيف الخبز أكثر من القنبلة ، وبالتالي الشعب الجائع تنطفئ مشاعره وتنحصر كلها في صحن الحساء وحدود الرغيف وليس حدود البلاد !

يقول الخبراء إن مصادر الدولة الكورية الشمالية تصب في التصنيع العسكري وإطعام وإكساء أكثر من مليون جندي ، وذلك على حساب الصحة والتغذية والتعليم.

لكن من جهة أخرى، لماذا تتمسك الدول الغربية الكبرى بنظريات ورؤى لا تعكس أبدا حجم التطور الهائل الذي طرأ على أسلوب تفكيرهم ونهجهم العلمي الحديث ما بعد ثورات الديمقراطية وحقوق الإنسان؟ . فمن ناحية أسقطت الولايات المتحدة نظام صدام حسين بحجة امتلاكه لسلاح الدمار الشامل، وعندما تبين عدم وجود هذا السلاح، انتفض الأمريكيون وراحوا ينتقدون حكومتهم لأنها أسقطت النظام وكذبت عليهم . يالها من مفارقة غريبة ! ألم تكن المقابر الجماعية والسجون أيام النظام العراقي السابق فضلا عن غزوه للكويت وقتل أهلها وتهديده لدول الجوار أكثر خطورة – أو على الاقل- خطرا مماثلا لخطر امتلاك سلاح الدمار الشامل ؟

وفي ذات السياق، تفرض القوى الدولية حصارا على كوريا بهدف قطع أي إمدادات عنها، وكأن كوريا لم تكن طوال السنوات الماضية تحت عيون أجهزة الاستخبارات الغربية في وضع أشبه بالحصار التام !

وهذه عقوبات، إن تأثر بها أحد في كوريا، فلن يكون سوى ذلك الشعب الجائع، الذي انتظر الغرب ليتدخل حاملا معه رغيف خبز فإذ به يأتي ليخلص الكوريين من أخر رغيف خبز في فم أخر طفل كوري ينتظر أن يلقى حتفه بسبب الجوع أو بسبب فقدان والده في سجون القنبلة النووية!



#حيان_نيوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة السجون.. وصناعة الحواسيب!
- -الرئيس القائد- وذكريات المحاكم الثورية
- -الشيخة أم نايف- تعود إلى سوريا .. !
- ليلى السوريّة والذئب !
- إلى الأميرة الدمشقية سلوى الأسطواني ...
- صحافة الانترنت في العالم العربي: شمعة في غرفة مظلمة - صحيفة ...
- كتب فرنسية عن الثقافة الأمريكية
- مستقبل الصحافة بين -أسلحة الرقابة الشاملة- وقوانين مكافحة ال ...
- قراءة في العلاقة ما بين الأدب ودراسات علم النفس
- كان اللقاء الأخير ...
- رحيل إدوارد سعيد في زمن الخريف
- منع - الجزيرة - و - العربية - من تغطية بعض الأخبار في العراق ...
- حكايات القبّيضة ...
- من وحي شاعر لا ينتمي ...
- انطلاق العدد خمسمائة من نشرة الحوار المتمدن
- حذاء عن حذاء يختلف
- الفن و-مذهب التكذيبية- ..
- سعد الله ونوس يعود للذاكرة الدمشقية ..
- صحفي عن صحفي يختلف ...
- قذائف الديمقراطية تسقط على الصحفيين


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حيان نيوف - قنبلة نووية لشعب جائع !