أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فداء إسماعيل العايدي - البحث














المزيد.....


البحث


فداء إسماعيل العايدي

الحوار المتمدن-العدد: 7522 - 2023 / 2 / 14 - 18:59
المحور: الادب والفن
    


سحر المجهول، نقطة، تعادل وحدة زمنية، تلسع قلبي
بحنين، إلى حياة، عشتها خلف حجاب المعنى والإجابة. اللذين لا يمكن رؤيتهما، إلا من علٍ.
شيءٌ يشبه ما كانت تقوله أختي، دفاعًا عن نفسها أمام أبي: سيتبين لكم الحق، يوم القيامة. حينها، كان أبي، لا يتمالك نفسه، من الضحك.
لعل أبي، الآن، في برزخه، يعلم صدق أختي .

يعتقد بعض الناس، أن الروح، تنسل عبر نفق الجسد، إلى حياة جديدة، عقب انتهاء الحياة.

لقد عدمتْ الجوارح.
وظل إلى جوار الروح، صوتٌ عال، لواحد من متعلقات الإنسان: الذاكرة.

جُرَّت الذاكرة إلى الموت، بوصفها أحد أفراد مجموعة الإنسان، وتجري عليها كلمة الزمن، مثله.

كانت الذاكرة تصرخ، وتصرخ، بهستيريا تزعج الحياة.
نفذ الأمر، وانتهى وجود الذاكرة.
لكن ترددات الصدى، خلفت ندبات، في الحياة الثانية.

خلود الذكر، مكافأة الكون للصدق.
الصدق: أن تحرص على تقصير المسافة، بين ثنائيتيك الصوتيتين.
النمش، نصب تذكاري، لندبات حب، في حياة سابقة.
شقائق النعمان، نصب تذكاري، لدماء الشهداء
النجوم، نصب تذكاري، للعظماء.

المعجزة، انتصار المعنى.
الصدق يتفجر، ليصنع الظواهر، فيحركُ المعنى المادةَ. وتغلب الدلالةُ على المدلول.

اجترح لنا مسيو فوكو، مصطلح "حفريات المعرفة" . وتلقفناه نحن مريدو النقد الأدبي، وصرنا لا نكل من البحث.
وفي قلب النفق، أدركنا أن علينا أن نسيّد الفأس، على الكنز. حتى لقد تعلقنا بالمعنى الاصطلاحي للبحث. فتجدونني الآن؛ أبحث في البحث.

بحثت عنك -

كنتُ قد غصصتُ بمرارة، قصيرة، حين غادرتَ إلى غيابات الخفاء. أول مرة.
ثم التقينا في مشترك عظيم، بيننا.
لكن، واحدنا، يقبض عليه من زاوية مغايرة، للآخر. مثل
الثوب، الذي وضع فيه الحجر الأسود، لتحمله بطون مكة، حلًا للخلاف.

كأننا اصطدمنا بقوة، في شارع مادبا، إذ كنا نمشي، شاردين
ينقب كل منا في رأسه، عن الأسئلة، ليعبد فعل الإجابة.
ثم توقفنا مدة أنفاس، لنجمع الموقف، بالملاحظة، والحس، والتأويل.
لقد نجم عن توقفنا:
بحثٌ، يشتمل على شروط البحث العلمي، لكنه لم يمتد أكثر من بضعة سطور.

وأنا بحثت عنك من زمان.
كُتِبَ بحثي عنك، في صحيفة قدري، قبل أن يكتب تيسير السبول، "أحزان صحراوية" .

"‏من زمان
من تجاويف كهوف أزلية
‏كان ينساب على مد الصحارى العربية
لينًا كالحلم، سحريًا شجيا"

وقبل أن أبكي في السعودية، على مقطوعة مايك بات، إذ أنا طفلة في الصف الثاني. حنينًا إلى دفء الأردن.
وقبل أن أعرف ، أني أحب شكل قريبي، الذي يشبهك.
وقبل أن أحب فريقي الرياضي، بإيمان وإخلاص ووفاء

عندما قتل السلطان سليمان القانوني، وزيره الأعظم اليوناني إبراهيم باشا البارغلي، أخفى مكان دفنه، ونشر الشائعات:
دفنوه في الجزائر، أبعد ولاية عثمانية.
بل دفنوه في حديقة بيته، في ما يعرف اليوم، بساحة الخيل، في علم دار، سلطان أحمد.
لا بل دفنوه في مانيسا، أول مكان، التقى فيه رفيقه وخليله، من ثم قاتله؛ السلطان.
بل هو في بارغا، بلدة الصيد اليونانية، مسقط رأسه

فارت دماء زوجته.
إنها تحترق جنونًا، لتعرف أين قبر زوجها.
جلبت عرافة، وسألتها: لا أنام. أريد أن أعلم؛ أين قبر الباشا؟
قالت العرافة: خذي هذا الحجاب، وضعيه أسفل وسادتك، وستعلمين مثواه، الليلة.
وما أن سحبها تيار الكرى؛ طارت روح الزوجة، فقطعت مضيق القرن الذهبي، إلى ضفة بيوغلو، ثم مشت أعلى التلة، وهبطت نزولًا، بين غابات الكستناء، السامقة الملتفة، حتى وصلت إلى حافتها، المطلة على البوسفور، وتوقفت بأمر صوت، قال لها: ها أنذا يا حبيبتي الطيبة، في كاباتاش.
واستيقظتْ في الليل، وذهب معها، موكب من الخدم والمرافقين، وبحثوا، وسرعان ما وجدوا القبر، الذي تتعمد تركيا إهماله، إلى اليوم.
لكنني وجدته، وقرأت الفاتحة على ساكنه.

هاجر، وحيدة مع رضيعها. عديمة الأسباب. في سجن القيظ، بين جبلي أبي قبيس وقعيقعان، تلتمس الماء. مشت، وركضت، وحين اجتهدت في شق طريق المعنى، نبعت إجابة الارتواء

كبرتُ، في طريقي إلى سن النبوة، فصارت مناماتي كشفًا.
في حلم، كنت أتحرك، بين البنايات، وأنا على يقين، أن بيتك في إحداها.
بنايات متلاصقة، أليفة، في حي هادئ، يذكرني بعمان الطفولة. كلها قريبة علي مكانيًا.
بيتك قريب، أنا متأكدة. لكن ثمة حاجز طيفي، يحول بيني، وبين معرفة أين بيتك، بالتحديد. جدار مجبول بالعتمة، والاستغلاق، والصمت.

أغوص في الغياب، وأجدف.
عقلي أطراف، وقلبي دماء نارية.
حتى تشفق علي المنامات، وتقول: سأبحث معك

لم تنحنِ سبل العودة، الشاقة الطويلة، لأوديسيوس، إلا جزاء، للصبر الجليل لبينلوبي
بينلوبي كانت أصبر مني، في البحث عن أوديسيوس، وأكثر إيمانا مني.
يا للعار. أنت اختبار إيماني.
وكما يراهنون على مباريات الكرة، وسباقات الخيل، يجب أن ألقي كل ثروتي، وأقول: أراهن على كلمة الله.
حينها يكون البحث، قد أوصلني إلى المعنى.



#فداء_إسماعيل_العايدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث


المزيد.....




- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...
- رحيل أنتونين ماييه.. الروائية الكندية التي رفعت صوت الأكادية ...
- حفل توقيع الترجمة العربية لكتاب - سجلات الليدر شيت-
- فنان سعودي شهير يتعرض لظرف صحي طارئ يتسبب بإلغاء التزاماته ا ...
- هذا ما قالته وزيرة الثقافة الفرنسية في ختام زيارتها إلى الصح ...
- زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية إلى الصحراء الغربية: علامَ الغض ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فداء إسماعيل العايدي - البحث