غُرْبَةٌ ومسافات ..
بحارٌ تموجُ فوقَهَا الأشواق!
هَلْ ثمّةَ دواءٌ شافٍ
لآهاتِ غُربةِ الإنسان؟
شيءٌ ما
يخترقُ توهُّجات روحي
يؤلِمُ أمسياتي
يطفئُ شُموُعَ فرحي
يدثِّرُني بأنينِ الغربة
إنّه فراقُ الأحبّة
رحيلُ الأحبّة
غربةُ الأحبّة!
وداعكمُ الأبدي أيّها الموتي
يوازيهِ موجة صارخة مِنَ البكاء ..
شهيقٌ مكثّفٌ بالأنين
زفيرٌ يحملُ آهاتَ السَّنين!
أسائلُ نفسي دائماً
هل نحنُ الّذين
هجرنا مسقطَ الرّأس
وجدْنَا مسنداً مريحاً
في ديارِ الغربة
أم أنّنا ما نزالُ
نتخبَّطُ في دوّاماتِ الضَّباب
نبحثُ عن موطئٍ لأقدامِنَا
عن مسندٍ
نسندُ عليهِ آهاتنا المتجذِّرة
على مساحاتِ الروح!
أيّها الموتي
كم أنا بشوقٍ
إلى شاهداتِ قبورِكُم!
بشوقٍ عميق
إلى أزقّتي الطينيّة ..
أزقةٌ احتضنتني
ثلث قرن مِنَ الزَّمان!
آهٍ .. يا قلبي الحزين
هل سأجدُ هنا من يحضنُكَ
ثلث قرن من الزمان؟!
أيّها الشامخونَ في جبينِ الذَّاكرة
أيُّها المتلألئونَ في قلوبِ الأحبّة
شيءٌ ما
يخترقُ توهُّجات روحي
يؤلمُ أُمسياتي
يُطفئُ شُموعَ فَرَحي
يُدثِّرُني بوشاحِ الغربة
إنَّه فراقُ الأحبّة
رحيلُ الأحبّة
غُربةُ الأحبّة ..
صِراعُ الأحبّة
مَعَ الأحِبّة!
صبري يوسف ـ ستوكهولم
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]