أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - لقد فَقَع العراقيون في وَخ خليجي 25 الذي حَذّرنا منه!















المزيد.....

لقد فَقَع العراقيون في وَخ خليجي 25 الذي حَذّرنا منه!


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 7514 - 2023 / 2 / 6 - 06:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"لقد فقعنا في الوخ" هي العبارة التي يُرَدّدها النجم عادل إمام في فيلم "مرجان أحمد مرجان"، حين يقوم بأداء دور جندي روماني يدخل على الملك ليُرَدِّد عبارة "لقد وقعنا في الفخ". لكن على عادة الزعيم، وتوافقاً مع ظهوره في الفيلم بشخصية رجل أعمال جاهل، جَعَلها "لقد فقعنا في الوخ". وقد إستعرتها قبل يوم مِن إنطلاق بطولة خليجي25 وإسمها المثير للريبة في محافظة البصرة، كعنوان لمنشور كتبته في الفيسبوك، مُحَذراً مما إستشعر حينها أنه أمر دُبِّر بليل من خلال تنظيمها، وما سَبَقها ورافقها من بروباغندا دعائية، كان واضحاً أن الهدف منها دغدغة مشاعر الناس، للتركيز على الحدث وتجاهل ما سَبقه وما سَيَليه من حال مزري تعيشه المحافظة، متمثلاً بخدمات مفقودة ودور ومدارس طين وفوضى عشائر متناحرة ومليشيات منفلتة، تعجز إدارة المحافظة، ومِن ورائها الدولة، عَن تغيير 1% منه.

يومها حَذّرنا من أن يكون تنظيم البطولة مُحاولة من قبل حكومة المحافظة والمَركز لإستغفال الناس وإستغلال حبهم لكرة القدم وأجوائها، لإعادة تأهيل أنفسهم وتسويق أحزابهم الطائفية ومَنظوماتهم الهجينة كالحشد، الذي فقد بعضاً من بريقه الزائف خلال الفترة الماضية، خصوصاً لدوره بقمع إنتفاضة تشرين، ورؤية الناس أن مَن إعتبروهم تيجان رأس وحُماة أعراض يقتلون أبنائهم! وقد تأكدت شكوكنا يوم تم الإعلان عَن أن إدارة المحافظة أوكلت مهمة تأمين مباراة ختام البطولة وحَفلها للحشد، وتسائلنا حينها عَن السبب؟ هل هو لعَدم وجود شرطة في المحافظة؟ أم هو فِعل مقصود لإعطاء الحشد النكرة، قيمة أمام العراقيين وضيوفهم، ودَور يستغله كمِنّة ليُعَيّرهم بها بالقول"نحن أنجَحنا البطولة وجئنا لكم بالفوز" كما فعل بعد فيلم داعش حينما قال لهم "نحن حَرّرناكم وحَمَينا أعراضكم". فهل سَيُنسَب الفضل له بنجاح البطولة بعد إنتهائها؟

لم تمضي سوى أيام، إلا وتأكدت شكوكنا، وجاء ظنّنا وبات في محله. فإذا بإسم الحشد يَتصَدّر الصحف بأكثر من عنوان، فواحدة تطالعنا بخبر "هيئة الحشد الشعبي تُكَرِّم لاعبي المنتخب بعد فوزهم ببطولة خليجي 25"، والثانية "محافظ البصرة يشكر هيئة الحشد الشعبي على دورها في إنجاح بطولة خليجي 25". ولا ندري ما تخبيء لنا الأيام القادمة في جعبتها مِن أخبار على هذه الشاكلة، الهدف منها إعادة تأهيل الحشد وبث الروح في جثته المتعفنة، هو وطغمة أحزاب الفساد الحاكمة التي تدعمه، وعمائم إيران التي تقف ورائه وتستفيد من وجوده كسكين في خاصرة العراق، وكجيش مرتزقة تُحارب به أعدائها. حينها لم يستمع إلينا سوى قلة، فالغالبية تم تغييب عقلها، وإندفعت خلف مشاعر ساذجة غير محسوبة، ولا حتى بحِسابات وطن نسوا أنه يَأِن منذ سنوات بسبب هؤلاء الساسة الفاسدين المجرمين، وتناسوا لهم ذلك بمجرد دَغدغتهم لمشاعرهم بلعبة كرة قدم، وبقصص ترفع الأدرينالين لدى المُحبطين، بدأت تنتشر كالنار بهَشيم مواقع التواصل، مِن قَبيل أن سائق تكسي أوصَل مُشجعاً عُمانياً ولم يأخذ منه كَروة! أو صاحب مطعم لَم يأخذ أجر الطعام من مُشجع بحريني! أو صاحب فندق لم يأخذ أجرة السكن من مُشجعين سعوديين وكويتيين! أو دعوة مُطربين كحسام الرسام وماجد المهندس وأحلام الى حفل الختام ليغنوا لهُم بطريقة النواح عن العراق مع شو يتضمن تقبيل الأرض وإرتداء العَلَم! ومن رفض أن يشارك في هذه المسرحية، تم تسقيطه والطعن في وطنيته طبعاً، كما حدث مع الفنان كاظم الساهر.

بعدها بأيام جائت ضربة القِشّة التي قصمت ظهر البعير، الذي يبدو أنه لن يتعلم وسيبقى على التلِّ، والتي تمثلت بموقف المنتخب العراقي بعد المباراة، الذي رَضي أن يكون وسيلة لتأهيل الفاسدين وتلميع المجرمين، من خلال قبوله التكريم من كيان هجين كالحشد، يمثل لملوم ملشيات إرهابية تضم مرتزقة أياديهم ملطخة بدماء شعبهم يدينون بالولاء لخامنئي، ورفع لاعبيه صورة أحد هؤلاء المرتزقة المدعو أبو مهدي المهندس، وهو موقف سنجده مخزي ومُعيب إذا قارناه مع موقف المنتخب الإيراني الجريء الشجاع الذي رفض ترديد النشيد الوطني لبلاده ليُسجل موقف أمام نظامها الحاكم الذي يقمع ويقتل شعبه بالعشرات، وليوصِل صوت الأخير ويوجه الإنتباه الى معاناته. الفرق بين موقف المنتخب الإيراني والمنتخب العراقي، هو الفرق بَين من لديه مبدأ وقِيَم، وبَين من لا مبدأ ولا قِيَم له! فما قيمة الفوز بكأس كواجهة لطغمة سياسية فاسدة مُجرمة أياديها ملطخة بدماء الآلاف من أبناء شعبك عِبر تسليمه وتجييره لها؟ وما قيمة إلقائك نشيد وطني، ووطنك مستباح؟ أو رفعك لعَلَم، وشعبك مَهدور الإنسانية؟ لكن لطالما كان ولاء العراقي للمظهَر، أي للأناشيد والأعلام، وليس للجَوهَر أي للوطن والبشر. هذا هو الفرق بينه وبين أغلب الشعوب، التي تقدم أوطانها كقيمة وشعوبها كبشر، على أناشيد وأعلام قد تتغير بتغيّر الأنظمة، لكن قيمَتها المعنوية مِن قيمة الوطن والبشَر الذي ترمز له، وإذا أُهدِرَت قيمة هذا الوطن وهؤلاء البشَر، فلن تعود للأناشيد والأعلام قيمة. بالتالي الدموع الحقيقية هي التي تنهمر على هَوان حال الوطن والبشر لا على النشيد والعَلَم! وهذا ما جَسّده المنتخب الإيراني برفضه ترديد النشيد الوطني الذي بات يمثل النظام. فيما تنهال دموع العراقيين أربع أربع، حينما يُنشِد الفريق العراقي النشيد الوطني ويلتحف المغنون بالعَلم، اللذان قُتِل وهُجِّر على يد النظام الذي يمثلانه، الملايين من أبناء شعبه، لأن العراقي ينطلق في ردود أفعاله من مَرتبة دنيا في النفس الإنسانية هي الغريزة والعاطفة الساذجة تجاه أغنية أو عَلَم، ولم يرتقي الى مَرتبة أعلى هي العقل ليُحدد ويوجه ردود أفعاله على أساس ما يحدث للوطن والشعب، فهو ينسى كل ما يحدث لهما، إذا دَغدَغتَ مشاعره بإلقاء نشيد حَماسي مَحشو بالشعارات، أو رفع راية تحمل إسم الله لتبرير ما يحدث تحتها مِن جرائم!

قد يَتوقع أي فَرد سَوي، أن مَن تفاجئوا بما حدث بعد البطولة سيدخلون في حالة صَدمة، تدفعهم الى مراجعة تصرفاتهم وملاحظة أخطائهم والإعتراف بها والتعلم منها وعدم تكرارها. لكن كل هذه السلسلة من الخطوات التي يقوم بها الإنسان السَوي بعد أي فعل لن يقوم بها مِن العراقيين سوى قِلّة، لأنهم لم يعتادوا ذلك. كما أنهم لا يُقِرّون بأخطائهم، لأنهم يعتبرون الإعتذار عنها ضُعف. بالتالي سيُكررونها مستقبلاً، وسيُنتِج ويُخرِج لهم نفس هؤلاء الساسة، أو مَن سيأتون بعدهم، أفلاماً كثيرة جديدة قادمة، رَغم أنها تجارية درجة عاشرة ومُمَثليها كُمبارس، إلا أنهم سيضحكون عليهم ويستغفلونهم بها ويفقعوهم في الوَخ، كما يفعلون في كل مرة، ثم سيكتشف العراقيون ذلك وينصدموا، ثم يُعيدوا الكَرّة ليفقعوا في وَخ جديد وهكذا. هذه الصفة في العراقيين يَعرفها الساسة الحاليين، ويُراهنون عليها، ويتلاعبون من خلالها بمَشاعرهم منذ زمن، وهي ناجحة معهم وأوصلتهم لأهدافهم حتى الآن.



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخضر السعودي فريق واعد يمضي نحو النجومية
- رئيس وزراء ملاك وسوبرمان، الصورة التي أفشَلت حَراك تشرين
- ميركل وهَزلها حول أخذ كلام بوتين على محمل الجِد!
- خط غاز نورد ستريم وغلطة ألمانيا التي بألف
- هشام سليم.. الفنان المُبدِع والأرستقراطي المُتواضِع
- رحل غورباتشوف وعَينه على سلام صَنعه هو وأضاعه خُلفاءه وحُلفا ...
- بلموندو وديلون، صداقة عُمر لم تنضبها المنافسة
- المنطقة الخضراء وصراع الأخوة الاعداء
- هل سيمثل بوتين أمام المحكمة الدولية أم سيفلت منها كحليفه الأ ...
- فراغ السُلطة في العراق المَفتوح على خَيارات أحلاها مُر
- الأزمة الأوكرانية وزعامة أوروبا بين غربها الديمقراطي وشرقها ...
- المارد الألماني المُستَكين الذي أيقظه بوتين
- فرقة ABBA تتجدد رقمياً، ولكن بروحية الماضي‎‎
- في 9 مايو، الجيش الروسي بين شبح الهزيمة و وَهم الإنتصار
- بوتين على خطى هتلر وصدام، فهل سينتهي مثلهما؟
- من فورتفينغلر الى غيرغييف التأريخ يعيد نفسه
- سحر بوتين الذي إنقلب على صاحبه وحقق نقيض أهدافه
- عِلّة العراق ليست فيه بل في أزمة وعي ساكنيه
- عراق الأخوة الأعداء أو الأخوة عراقازوف
- ماركوس زودر.. واثق الخطوة يمشي مَلَكاً الى مستشارية ألمانيا


المزيد.....




- إسرائيل تشن غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتوضح السبب
- لبنان..غارة إسرائيلية تستهدف مبنى بضاحية بيروت الجنوبية والج ...
- غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت هي الثانية منذ وق ...
- غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت
- إسرائيل تعلن استهداف عنصر لحزب الله في الضاحية الجنوبية
- بعد الإعلان الأميركي.. الغموض يحيط بمصير خبير صواريخ حوثي
- ترامب: إيلون ماسك سيعود إلى القطاع الخاص في وقت ما
- مصدر أمني إسرائيلي يكشف عن تطور جديد بشأن تركيا ويقول: الشرع ...
- ترامب: سأذهب إلى السعودية الشهر المقبل أو بعد ذلك بقليل ثم إ ...
- ترامب يتحدث عن علاقته -الرائعة- بكيم جونغ أون وإحتمال اتصال ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - لقد فَقَع العراقيون في وَخ خليجي 25 الذي حَذّرنا منه!