أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان أحمد الخريسات - ايقاعات المكان في ثنايا الأدب














المزيد.....

ايقاعات المكان في ثنايا الأدب


حنان أحمد الخريسات

الحوار المتمدن-العدد: 7513 - 2023 / 2 / 5 - 10:34
المحور: الادب والفن
    


" للمكان ذاكرة لا تشيخ ولا تندثر" ، وأي إنتاج أدبي يقوم على تلازم جدلية الذات والمكان ، وللمكان سر في مشاعر تؤرخ للذات والمكان ، والعلاقة بينهما روحية تطلق الجانب الروحي ، وقد تكون العلاقة بين الإنسان مكانية متغيرة ، وقد تتغير من شيء ما نخاف منه ، ثم يكون لدينا محببا كالعلاقة بين الإنسان والمقابر نخافها ولها في النفس وقع ، وتتحول العلاقة إلى روحية ايجابية بعد إن ينتقل اليها عزيز علينا فتتغير المشاعر .
في نظرة إلى بواطن النصوص في الأدب الجاهلي نجد تناثر مجموعة من الدلالات المكانية جعلت من النصوص ثرية غنية ، وهي نتيجة لسيطرتها على مشاعر الشعراء ، وما زالت تتعدد القراءات لتخرج بدلالات عميقة تعبر عن البنى الداخلية للنص لتكشف لنا حركة إبداعية استوطنت في مخيلة الشاعر ، وللمكان تشكيل فسيفسائي يقيم علاقات متداخلة ويراهن الكاتب على إبرازها بتعابير مختلفة يسقطها في نصه .
إن جدلية المكان تستوقفنا كثيرا وهو لبنة أساسية في كل نص سردي أو شعري ، ولا يستطيع الإنسان أن ينفصل عنه باعتباره الامتداد له وربما هو مكان الطفولة ، والمغامرة ، والشقاوة ، وله وميض يعكس نفسية الكاتب ، واحتضان المكان دليل على بصمات نفسية يتركها الإنسان والأمثلة كثيرة على ذلك لشعراء مثل زهير بن ابي سلمى وعنترة وامرؤ القيس وغيرهم من شعراء المعلقات او غيرهم
ليس غريبا أن نجد التكرار في البيت والأطلال والمنزل في ثنايا الشعر قديما أو حديثا لتعبر جميعها عن مكبوتات وانفعالات وعلاقات اجتماعية وحضارية جمعتهم في الأمكنة ، لذلك نعلم أن للإيقاعات مكانها في القصيدة لتشير إلى مدى التعلق الإنساني ، وان المكان ظاهرة إنسانية واجتماعية لا تنفصل عن الذات الإنسانية التي تحتاج إلى التشبث لتجد هويتها رغم الصراعات بين الإنسان وعالمه الخارجي .
ورغم مفهومنا عن المكان والمساحات والطبوغرافية فهو لم يعد يشكل لدينا أبعادا هندسية نقيسها حين نلجأ إلى التعبير عن ذواتنا ، بل هو وسطا حيويا لتتجسم من خلاله حركة الشخصيات التي تأخذ مسارها متشابكة متناقضة متداخلة رهينة البعد النفسي للمكان داخل النصوص .
كما يلتصق المكان بمشاعر الخوف والأمن والطمأنينة والحب .... لينسجم مع طبائعه ، وحين نغادر الأوطان يتولد لدينا الحنين والإحساس العميق الذي تؤطره الألفة والمحبة فنطوي الضلوع ، ونراه بعين الخيال أينما التفتنا ، ونرسمه عند هطول المطر، أو عند المغيب ، أو نراه في أخريات الليل ، ويزداد هذا التعلق عند العودة أو عند موقف مؤثر ومحزن إذا هي علاقة تاريخية يربطها الدفء والاستقرار وقد يظهر عكس ذلك من صورة الإنسان القلق الطالب للترحال لفقد الألفة لذا يفقد صلته بالمكان .
في الوطن نتنقل عبر المسافات ، وننثر شيئا من رائحة بلدنا الطفيلة ، نتربى على جفاف أحلامها ، وصخب أحلامنا المجدولة في أرشيف النفس والذاكرة ، وننطلق بإبداعاتنا ، ورغم صمتنا وتحدياتنا في المكان ، نعود اليها في كل حين بطعم غريب وشعور غريب ففيها تربينا وفيها نموت ..



#حنان_أحمد_الخريسات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لرواية - النبيذة - للكاتبة انعام كجة جي
- الأورومتوسطي وحقوق النساء العالمية ... متى ؟
- تاريخنا المجيد
- تاريخنا المجيد
- أمة اليوم وأمة الأمس في ذكرى سقوط الأندلس
- ثورات هل تستحق أن نراهن عليها ...؟
- المرأة ذلك المخلوق .... لا جمال للحياة دونها (2)
- المرأة ذلك المخلوق ... لا جمال للحياة دونها
- الغياب العماني عن ساحة الاحداث العربية
- الجمعيات النسائية ماذا بعد ؟؟
- الحراك الشعبي في الاردن رؤى وطموحات
- محطات من قيادة حكيمة
- هشاشة الاستبداد
- هشاشة الاستبداد
- ما بعد اخلاقيات الربيع العربي


المزيد.....




- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان أحمد الخريسات - ايقاعات المكان في ثنايا الأدب