أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شيار محمد صالح - هل ستستفيد تركيا من مبادرة حزب العمال الكردستاني...!!!














المزيد.....


هل ستستفيد تركيا من مبادرة حزب العمال الكردستاني...!!!


شيار محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1704 - 2006 / 10 / 15 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلن حزب العمال الكردستاني وعلى لسان رئيس مجلسه القيادي السيد مراد قرة يلان عن إطلاق مبادرة وقف إطلاق النار من جانب واحد وذلك في الأول من تشرين الأول 2006 في مؤتمر صحفي حضرته الكثير من وسائل الإعلام الكردستانية والإقليمية والعالمية كمبادرة رابعة لإرسال رسالة إلى الحكومة التركية تحوي في مضمونها عن حسن نية الكرد في حل القضية الكردية بشكل سلمي بعيداً عن العنف والشدة التي عانى منها الطرفين الكردي والتركي خلال عقدين ونيف من الخسائر البشرية والمادية بشكل كبير. وتأتي مبادرة العمال الكردستاني هذه بتوجيه مباشر من زعيمهم المعتقل في جزيرة إيمرالي السيد أوجلان لوضع حد لإراقة الدماء ونشر الإستقرار في تركيا لما للشعبين من فائدة جمَّة في ذلك.
وأتت هذه المبادرة الأحادية الجانب من العمال الكردستاني بعد عدة نداءات تقدمت بها جهات دولية مثل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير مباشر من قِبل بعض المسؤولين وذلك في الخامس عشر من آب وهو نفس اليوم الذي أعلن فيه العمال الكردستاني كفاحه المسلح وإقليمية من قبل بعض المثقفين والسياسيين الترك ومحلية كردستانية من قبل السيد مام جلال رئيس جمهورية العراق الفيدرالي والسيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق. وهذه المبادرات لم تأتي عبثاً بل كانت من دواعي بسط الاستقرار في المنطقة وخاصة بين الكرد لما عاناه هذا الشعب من ويلات ومظالم شتى على مرّ الدهر. طبعاً، لا يمكننا تجاهل مصالح هذه القوى من هذه المبادرة.
الحكومة التركية وعلى لسان مسؤوليها السياسيين والمثقفين وإن كان بشكل مباشر أو غير مباشر رحبت بهذه المبادرة واعتبرتها خطوة في نزع فتيل العنف والشدة وعدم الاستقرار الذي خيَّم على تركيا. وعرقلة التدهور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي الذي تشهده تركيا جراء حربها مع العمال الكردستاني. السيد أغار زعيم حزب الطريق القويم صرَّح عبر وسائل الإعلام أنه ينبغي حل القضية الكردية في آمد وينبغي اعتبار القضية الكردية شأن داخلي وعدم فسح المجال للتدخلات الخارجية. وكذلك صرح السيد أردوغان رئيس الوزراء التركي أثناء زيارة له لأمريكا: "إن توقفت الهجمات والاشتباكات، فليس هناك داع للحملات التمشيطية". وغيرها الكثير من التصريحات التي تحتاج إلى تفعيلها على أرض الواقع كي لا تبقى حبراً على ورق كما يقال أو كلاماً في الهواء تم بثه عبر الفضائيات لا غير. ومن الطرف الآخر يصرح الجنرالات العسكريين بأنهم لا يعترفون بمبادرة العمال الكردستاني هذه وأنهم مستمرون في حربهم حتى إنهاء الإرهاب كما يزعمون. هذه التصريحات المتناقضة الصادرة عن المسؤولين الأتراك توحي لنا حالة الفوضى واللا تناغم التي تعيشها الحكومة التركية بشقيها السياسي والعسكري وأن هذه الحكومة لا تمتلك أي مشروع أو مخطط لنشر الاستقرار الداخلي والقضاء على حالة الفوضى التي تعيشها. وغاب عن ذهن الحكومة التركية بأن عصر وزمن العنف قد ولَّى بغير رجعة وأننا ولجنا القرن الحادي والعشرون من أوسع أبوابه وأن موجة الديمقراطية والحوار والاعتراف بالآخر قد حلَّت مكان العنف ولغة السلاح وأحذية الجندرمة والعسكر.
الحكومات التركية المتعاقبة أورثت المجتمع عشرات المليارات من الديون الخارجية وحالة من عدم الاستقرار المجتمعي وفوضى سياسية وثقافية واقتصادية جراء تعنّتها على الخيار العسكري في حل القضية الكردية. وأنَّ هذه الحكومات قدمت التنازلات تلو الأخرى في كافة الميادين من أجل إلصاق تهمة الإرهاب بالحركة التحررية التي يقودها العمال الكردستاني، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ولم تحصد الحكومات التركية من محاولاتها تلك سوى أنها باتت عجوز شمطاء تتوسل في سراديب البيت الأبيض وأزقة الاتحاد الأوروبي وتلبي طلبات أسيادها على سرير التنازلات الاقتصادية والدبلوماسية.
مآل القول، إن أرادت الحكومة التركية الوريث الشرعي للرجل المريض العثماني أن تستعيد عافيتها نوعاً ما عليها الاستفادة من المبادرة التي طرحها السيد عبد الله أوجلان في وقف إطلاق النار والاعتراف بالكرد ومنحهم حريتهم السياسية والاجتماعية والثقافية لبناء مجتمعهم الحر بعيداً عن الوصاية والإستكبار واستصغار الآخر. فبدون معالجة الحالة المجتمعية المشلولة التي يعاني منها المجتمعين الكردي والتركي لا يمكن لتركيا أن تنهض من سباتها ولا يمكن لها أن تصبح صاحبة إرادة وقوة في المنطقة والتي هي بأشد الحاجة لها، ولا يمكن لتركيا أن تلعب دورها الريادي الواقع على عاتقها. كل ذلك متوقف على أن تعترف الحكومة التركية بالكرد وتقدم اعتذارها لهم على كل ما ذاقوه ولاقوه من ظلم وإجحاف من إخوتهم الترك خلال السنين العابرة.



#شيار_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قالتها تركيا، أحسن كردي هو ذاك الكردي -الميت-...!!!
- هل يعي الكرد لعبة التوازنات في المنطقة...!!!
- شاهو كوران: قرار اغلاق المؤسسة يحمل في طياته بعداً سياسياً و ...
- إسرائيل تطبل وتركيا ترقص!!!
- ما بين سوريا وإيران، ضحية اسمها لبنان!!!
- ثانية التراجيديا الكيمياوية في الحقيقة الكردية!!!؟؟؟
- فاشية قضاة تركيا وديمقراطية القاضي ريزكار الكردي، أوجلان أنم ...
- ماذا سيقدم مشفى القاهرة وجدّة للنظام السوري المريض؟؟؟
- المعارضة بين تغيير وإصلاح النظام في سوريا


المزيد.....




- 450 عامًا.. عمر صناعة الحبر الياباني بالأقدام.. ماذا نعرف عن ...
- ضبط عشرات الألعاب النارية في حقيبة محمولة بمطار في أمريكا
- بتصاميم مبهرة.. أنفاق مائية تربط جزرًا نائية بين أيسلندا واس ...
- أذربيجان: -عوامل خارجية مادية وفنية- وراء تحطم طائرة الركاب ...
- مدفيديف: لا يمكن التسامح مع ما فعلته السفينة النرويجية
- عشرات القتلى والمفقودين.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلا على رؤ ...
- عراقجي يكشف عن أهم أهداف زيارته للصين
- ألمانيا ـ دعوات لتكثيف المراقبة لمكافحة جرائم السكاكين
- أوكرانيا تخسر 600 جندي في محور كورسك خلال آخر يوم وإجمالي خس ...
- الرئاسة الفلسطينية تدين إحراق الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال ع ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شيار محمد صالح - هل ستستفيد تركيا من مبادرة حزب العمال الكردستاني...!!!