أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - هل عدو عدوي ... صديقي ؟














المزيد.....

هل عدو عدوي ... صديقي ؟


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7511 - 2023 / 2 / 3 - 16:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جيلا بعد جيل ترسخت لدينا جميعا مقولة " عدو عدوي ... صديقي"، وكما غيرها من الأمثال الشعبية أو المقولات المأثورة علمونا أن نرددها دون تمحيص، وهو نهج دأبت ع الأنظمة و " بطانتها الصالحة" على توطيده في الذهن العربي بغية أولا وقف تفكيرنا وثانيا وبالتناوب، إحكام السيطرة علينا جميعا.
لكن، هل حقا ... عدو عدوي ... هو صديقي؟
ليس بالضرورة، فمن ناحية طالما أن ذهنية العداوة موجودة ومتأصلة في هذا العدو فسيبقى عدوا للانسانية وبالتالي لن يكون صديقي، ومن ناحية أخرى فقد ينقلب عليّ في أية لحظة وبالتالي فهو ليس حليفا إستراتيجيا يعتمد عليه أو يركن له أو يعتد به، إذ أن معادلاته لا تتسم بالديمومة ولا تنطلق من مبادىء وقناعات راسخة وإنما من مصالحه التي قد تختلف بين الفينة والاخرى وبالتالي يبلور مواقفه وفقا لها.
وببساطة شديدة، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، فإن أمريكا وإسرائيل تعاديان إيران، وتعتبر بعض الدول العربية أن إيران عدوا لها، فهل هذا يعني ضمنا أن أمريكا وإسرائيل صديقان للشعوب العربية؟ ربما تكون كذلك للأنظمة العربية ولكنها بالقطع ليست صديقة للشعوب العربية ولن تكون. حتى ولو على الفرض الساقط أنهما صديقتان للانظمة العربية، فهذه الصداقة لا تتسم بالديمومة، وليس أسهل على أمريكا من أن تستبدل هذه الأنظمة بين عشية وضحاها، إما بإنقلاب عسكري أو بالإغتيال أو بتحرك جماهيري تمتصه الامبريالية وتستوعبه، وتطلب من جيش البلد التزام الحياد أو التدخل لصالح الحراك الجماهيري لتقوم باستبدال الحرس القديم بالحرس الجديد. فقد شهدنا إستبدالا لكل من مبارك وبن علي والقذافي وصدام حسين. وحاليا، وبعد أن تم إستبدال النظام الحاكم في السودان نراها تسير بخطى متسارعة في عملية تطبيع السودان للعلاقات مع الكيان الصهيوني وخير دليل على ذلك لقاء الرئيس السوداني المنحدر من أصول عسكرية عبد الفتاح البرهان بوصفه رئيسا للمجلس السيادي السوداني مع وزير الخارجية الإسرائيلي (إيلي كوهين) الذي أعلن عن تطبيع العلاقات مع السودان.
وبالمناسبة، وطالما أنه قد ورد إسم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، ورغم أنه ربما لا يوجد صلة قرابة، فإننا لا ننسى الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي ولد في الإسكندرية بتاريخ 26/12/1924 حيث هاجرت أسرته إلى مصر من مدينة حلب السورية وأصبح عضوا في الحركة الصهيونية وجاسوسا إسرائيليا في مصر والتحق بالموساد بعد هجرته الى دولة الاحتلال وعاد الى سوريا عام 1962 على أنه سوري مسلم اسمه "كامل أمين ثابت" وبرز كرجل أعمال ذات توجه قومي سوري وأصبح من أصدقاء أمين الحافظ الذي أصبح رئيساً لسوريا ما مكنه من إقامة أوسع العلاقات وعلى أعلى مستويات السلطة في سوريا وكبار العسكريين وعالم المال والتجارة السوري وكان يسكن بجانب مقر قيادة الجيش السوري وزوّد إسرائيل بمعلومات وتقارير أمنية الى أن تم كشفه واعدامه شنقا وما زالت إسرائيل الى يومنا هذا تطالب بتسليم رفاته.
وعودة الى موضوعنا، إذ أنه ليس بالضرورة أن يكون عدو عدويّ ... هو صديقي. فإن أساس العلاقات السليمة هو أولا عدم المعاداة وخلق الأعداء، وثانيا عدم الوثوق بهذا العدو الذي عادى من أعاديه فهو ليس بالقطع سيبقى صديقا لي وإنما تتغير إحداثيات صداقته وفقا لتغير مصالحه حيث أن منطلقاته ذاتية وشخصية.
وفي هذا السياق، ليس مفهوما كيف أن روسيا ولديها من الشواهد والأدلة والبراهين ما يؤكد تورط كيان الاحتلال الصهيوني بالتواجد الفعلي على الأرض الآوكرانية والمشاركة المباشرة في المعارك الدائرة هناك، وفي ذات الوقت لا تنتقدها بحدة وعلانية وتسكت على ضرباتها بالطيران الحربي لمواقع في سوريا ومن فوق قاعدتها العسكرية "حميم" على الأراضي السورية. إذ لا يعني ذلك كله أن روسيا تعادي كيان الإحتلال الذي هو عدو الشعوب العربية وبالتالي التوصل الى إستنتاج بأنها بمعاداة كيان الاحتلال صديق أستراتيجي للشعوب العربية، فالمعادلات الدولية وتجاذب المصالح هو الذي يطغى وكما يقول المثل " اللي بيلاعب القط ... بدو يصبر على خراميشو".
لذا، آن الآوان أن نحرر أنفسنا من المقولات والمصطلحات والكليشيهات الجاهزة التي هدفها تغييب عقولنا وإعمال الفكر بغية إحكام السيطرة علينا وعلى مقدرات بلادنا.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتلك الايام نداولها بين الناس
- الحتمية التاريخية
- الاقطار العربية
- البرلمانيون العرب
- تحطم المروحية
- النزول عن الشجرة
- كامل الأوصاف
- الكرسي
- استمرار الحرب الروسية الاوكرانية .... ذر للرماد في العيون
- مونديال ... فلسطين
- هل انتهى زيلينسكي؟
- صاروخ بولندا
- خيرسون
- لا مناخ في مؤتمر المناخ
- ما الذي تريده الشعوب العربية؟
- ما الذي يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة؟
- ما الذي يريده الروس؟
- النووي
- هل وصلت الرسالة؟
- نعم قد نموت .. ولكننا ... سنقتلع الموت من أرضنا


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - هل عدو عدوي ... صديقي ؟