أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عمار أسامة جبر - فصل جديد في الأبرتهايد  الصهيوني 














المزيد.....


فصل جديد في الأبرتهايد  الصهيوني 


عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)


الحوار المتمدن-العدد: 7511 - 2023 / 2 / 3 - 16:08
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


انتهى العام الفائت بتشكيل الكابينت الإسرائيلي، بقيادة نتنياهو وبشراكة مع اليمين المتطرف الذي وصل إلى سدة الحكم، لمؤازرة رئيس الوزراء نتنياهو المثقل بقضايا الفساد والمحاصر داخلياً، وألقى له طوق نجاة -ولو مؤقتاً- للعودة الى مضمار السياسة، ليشرع اليمين المتطرف باستكمال مهمته في بناء نظام الابرتهايد الخاص به، فهو لم يكتفي بالمجازر التي قام بها خلال الأعوام الأولى لقيام كيانه الكولونيالي، والتهجير القسري للعائلات الفلسطينية، وبناء جدار الفصل العنصري، والقوانين التي سنها على مدار سبعة عقود منصرمة، والذي كان آخرها قانون القومية، بل بدء بالعمل على ابتداع فصل جديد يضاف الى جرائمه، ليتقدم بقرار سحب الجنسية أو الاقامة من أسرى الداخل، في حال ثبوت تلقيهم أموال من السلطة الفلسطينية، أو دولية بشكل رواتب أو مساعدات بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتم خلال الأسابيع الأولى من الشهر الفائت، العمل على تسريع البدء بالقراءة الأولى للقانون، في مخالفة صريحة لطرح القوانين داخل الكنيست والذي يبدأ بعرض مسودة القرار بداية، ومن ثم يخضع للقراءات الثلاث، وصولاً لتشريع القرار أو رفضه، وتم ما أراده اليمين والذي توافق بشكل ما مع المعارضة وحصد القرار بالقراءة الأولى على موافقة 89 عضواً في الكنيست، بدون عرض مسودة للقرار، تمهيداً للقراءة الأول، ويعكس هذا التوافق النادر حدوثه داخل الكنيست الاتجاه العنصري والحقد الفاشي المتأصل داخل الكنيست تجاه شريحة عربية تحمل مواطنة من الدرجة العاشرة، توجه وتكال لها الاتهامات جزافاً ويشجع العنف داخل تلك الأوساط العربية ويسكت ويتغاضى عن الكشف عن الجرائم بداخلها، عكس ما تقوم به للطرف الآخر.
إن الخطورة التي تكمن وراء طرح هذا القرار في هذا التوقيت، ولو بالقراءة الأولى هو البدء بفصل جديد من الأبرتهايد الصهيوني، الذي يتسارع نحو عنصرية وفاشية مقيتة تتجه نحو الأسوأ، مدعومة بفيتو أمريكي وضبابية أوروبية وصمت عربي، تحاول بشتى الوسائل القضاء على الوجود العربي الفلسطيني، ومنعه من ممارسة حقوقه في النضال ضد نظام الفصل العنصري، وسن القوانين التي من شأنها إبقاء الوسط العربي مهمشاً بدون أي مساعدة، فهو لم يكتفى باقتلاع العائلات العربية ودفعها نحو اللجوء والنزوح، إبان النكبة والنكسة، بل يمارس بشكل يومي منهجاً فاشياً، بالتشجيع على القتل الميداني وعدم ادانة القتلة، وبل تقديم المبررات للجناة، والذي أفضى خلال شهر كانون الثاني ٢٠٢٣ لاستشهاد 32 فلسطينياً، والخطورة في الاستمرار بالقراءة الثانية والثالثة ولربما إقرار هذا القرار العنصري، بأن هذا القرار من شأنه تشتيت عائلات وأسر هؤلاء الأسرى، والتفريق بين أرباب الأسر وعائلاتهم، والمشاكل التي سوف تنجم عن قرار إبعاد الأسير، والتي تمهد لربما لاجراءات تهجير قسري لكامل الأسرة التي قد تحمل أيضاً الجنسية أو الاقامة ليتقاطع هذا القانون مع خطة الترانسفير، فالهدف النهائي والذي يعمل عليه هذا النظام الوصول الى دولة يكون قوامها يهودياً خالصاً ولن تسمح من خلال هذه الإجراءات بتواجد من هو غير يهودي، ولعلها ستكون الدولة الوحيدة التي تقوم على أساس ديني عنصري يقوم على طرد مغايري الديانة من أراضيه، بخلاف القانون الدولي الذي يرى أن الحق في الجنسية هو حق أساسي من حقوق الانسان -والتي لا تعيرها اسرائيل اي قيمة- وهو تمييز نحو اقلية عرقية، والقانون الدولي نفسه يقضي بأن "حق الدول التي تقرر من هم رعاياها ليس مطلق"، وبناء على ذلك فإن أي اجراء يخالف هذا القانون، هو اجراء باطل قانونياً ولا يعتد به، ولكننا في الحالة الفلسطينية نجابه قوة كولونية لا تأخذ بعين الاعتبار هذه القوانين الدولية، وتضرب بها عرض الحائط بشكل يومي.
شيئاً فشيئاً يتضح للقاصي والداني بأن المجتمع الدولي عاجز بشكل مخزي، أمام ما يقوم به هذا الاحتلال بممارساته العنصرية والتي ترقى إلى ما هو أبعد من جرائم الحرب، فحكومة الاحتلال تخطت كل الخطوط الحمراء، والتي للمفارقة العجيبة رسمتها دول وكيانات سياسية، لا تريد أن تنفذ ما قررته في انتقائية واضحة وتمييز في التعامل ومساواة بين الضحية والجلاد وبل رجحان كفة الجلاد واعطائه الافضلية والدعم ليستمر في جرائمه، وهي نفسها كيانات ودول لا تريد حتى إعطاء فرصة لدولة فلسطينية متصلة قادرة على الحياة، بل تشجع وتتغاضى عن نظام الابرتهايد الصهيوني، لإبقاء معاناة الفلسطينيين قائمة بدون أي حلول أو رفع الظلم التاريخي الذي بدأته حكومة بريطانيا بوعدها المشؤوم والتي لم تستطع اليوم بعد كل هذه السنين على التقدم ولو خطوة واحدة باتجاه تصحيح هذا الخطأ المشؤوم، والذي يعتبر ركن أساس في نظام الأبرتهايد الصهيوني، الذي إن لن توقفه أو تردعه قوة سياسية أو عسكرية، سنصل الى ما هو أسوأ مما حدث في جنوب أفريقيا، وستغوص المنطقة برمتها في بحر من الدماء.



#عمار_أسامة_جبر (هاشتاغ)       Ammar_Jabr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتظار
- قراءة في استطلاع ADL، أشكال معاداة السامية
- الاعتقال الإداري التعسفي والقانون الدولي
- القبلة الكنعانية
- الحمى
- كريم يونس
- ارهابي برتبة وزير
- تلاميذ بن عسقلة
- المونديال والقضية الفلسطينية
- دجاجة حسين
- تجوع يا سمك البحر
- اخر جمهوريات الموز


المزيد.....




- مدير مستشفى كمال عدوان بغزة: قوات إسرائيلية تحاصرنا وتأمرنا ...
- صرح فريد لا تحلق فوقه الطائرات!
- الهند تعلن الحداد 7 أيام
- الرئيس الصربي: وساطة الصين جيدة في التسوية الأوكرانية
- جريمة في جامعة مصرية
- مصر.. شركة كبيرة تثير أزمة بإشارة على أحد منتجاتها
- وزير خارجية سلوفاكيا: تصريح بوتين عن المفاوضات حول أوكرانيا ...
- إصابة إسرائيلية بجروح حرجة في عملية طعن قرب تل أبيب
- المقاتلة إف-15.. لهذا استخدمتها إسرائيل لقصف اليمن
- إحياء ذكرى سامر أبو دقة في متحف قطر الوطني بصوت ابنه زين


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عمار أسامة جبر - فصل جديد في الأبرتهايد  الصهيوني