أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - لماذا جاء بلينكن إلى فلسطين المحتلة؟















المزيد.....

لماذا جاء بلينكن إلى فلسطين المحتلة؟


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 7509 - 2023 / 2 / 1 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة إلى القاهرة، وفلسطين المحتلة، ورام الله، لا تحملُ جديدا للقضية الفلسطينية، سوى المزيد من النفاق والدّعم الأمريكي لإسرائيل، والالتزام الشديد بأمنها وحمايتها، والضغط أكثر على العرب لزيادة التطبيع مع المُحتل الإسرائيلي.. وتكرار ذات العبارات المُمِلّة عن حل الدولتين، وعدم اللجوء إلى العُنف، وعدم توسيع المستوطنات.. وكل هذا الكلام المُستهلَك..
ولا تحملُ جديدا للمنطقة سوى زيادة التحريض والفُرقة والانقسامات، وتأجيج الصراعات، وصبّ الزيت على النار، خدمة لمصالح أمريكا..
لم تكُن واشنطن في يوم من الأيام، صادقة وجادّة في تعاملها مع القضية الفلسطينية، وكانت دوما جزءا من المُشكلة، وتغطّي وتحمي إسرائيل في الأمم المتحدة، في كل أفعالها العدوانية وممارساتها الوحشية بحق أبناء الشعب العربي الفلسطيني، وتتّهمهم بـ (الإرهاب) ، بينما الإرهابي الحقيقي يقتل ويُدمِّر، ويهدم البيوت فوق ساكنيها، كما حصل أخيرا في القدس الشرقية، ويرمي الناس في العراء..
قبل جولة بلينكن إلى المنطقة أصدرت وزارة خارجيتهِ بيانا، قالت فيه:
(أن بلينكن سيسافر إلى مصر وإسرائيل والضفة الغربية من 29 حتى 31 كانون ثاني / يناير 2023 للتشاور بشأن قضايا بينها العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية وأزمة أوكرانيا وملف إيران .. كما يتوجه بلينكن، بعد القاهرة، إلى القدس ورام الله ...الخ..).
وقد وصل بلينكن فعلا إلى القاهرة والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري، وهناك بحث في مسائل ليبيا والسودان وإيران وسورية والعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، وبعثَ برسالة إلى وزير خارجية روسيا، عبْر وزير خارجية مصر، يدعوه فيها إلى وقف القتال في أوكرانيا، كما صرّح لافروف..
ثم التقى في فلسطين المحتلة برئيس وزراء إسرائيل، والقيادات الإسرائيلية، وأكد المؤكّد عن حرص الولايات المتحدة على أمن إسرائيل، وطمأنها أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن أمنها، كما يصرح دوما قادةُ البيت الأبيض.. وانتقل بعدها للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولِيمارس على الجانب الفلسطيني ذات سياسة الكذب والنفاق والخِداع والمماطلة والضغط، وعلى الوعد يا كمُّون، في حل الدولتين، دون أي فعل أمريكي ملموس وجدّي وحقيقي في هذا الإطار سوى الوعود الكاذبة، التي ما زالت تتكرر منذ اتفاق أوسلو الكارثي عام 1993 ..
بالمُحصِّلة، لم تأتي هذه الجولة للوزير الأمريكي بجديد، وهذا كان متوقعا بالطبع.. وإن كان هناك من جديد فهو زيادة التوتر في المنطقة..
وتستمر المأساة، ويستمر الاحتلال والاستيطان والقتل والاعتقال، والاقتحام، والتهجير ومصادرة الأراضي والبيوت، مع كل حكومة إسرائيلية، وجميعها تتنافس مع بعضها في تطرفها، وفي شدة فتكها بالشعب العربي الفلسطيني، مُعبِّرة بذلك عن مشاعر كل أبناء إسرائيل، الذين ينتخبون هذه الحكومات، وفي كل مرّة يرسلون برسالة جديدة للشعب الفلسطيني وللعرب والعالم، أن هذه الحكومات المتطرفة تُمثلنا، وتعبّر عن تطلعاتنا كشعب إسرائيلي، وآخرها أكثر حكومة تطرفا، وهي حكومة نتنياهو الأخيرة..
**
لا يكفي أن يوقِف السيد محمود عباس التنسيق الأمني مع إسرائيل لبعض الوقت، كردّة فعلٍ مؤقّتةٍ، ثمّ يتراجع ويعود للتنسيق الأمني أمام الضغوط الأمريكية والأوروبية، وحتى العربية..
لا يكفي أن تقوم المنظمات الفلسطينية المقاوِمة، بعملٍ هنا أو هناك بين الفينة والأخرى، كردّة فعلٍ على عدوانٍ إسرائيلي..
إسرائيل لن تفهم إلا بمقاومةٍ ثابتةٍ ودائمةٍ ومستمرةٍ، وعلى مدى الساعة، من داخلِ فلسطين، ومن جبهة الجولان، وجنوب لبنان، تزعزعُ أمنها وتجعل أبناؤها يعيشون بشكلٍ دائمٍ في بيوتهم وخارج بيوتهم، الخوف والرُعب والشعور الدائم أن حياتهم عُرضةً للخطر والموت في أي لحظة، ونرى كل يوم والآخر عملية فدائية جديدة في وجه الاحتلال..
الإسرائيلي الموجود في أي مُستعمَرة إسرائيلية (ويقولون مُستَوطَنة، والأصح مُستعمَرة) هو مُحتلّا، سواء كان مدنيا أم عسكريا..
**
بالمقابل، ماذا يفعل العرب؟.
المزيد من الخنوع والاستكانة والتطبيع.. ولن أتحدث طويلا هنا، وإنما سوف أشيرُ فقط إلى مقابلة لوزير الداخلية الإسرائيلي، وزعيم حزب (شاس) الحاخام أرييه درعي، مع موقع (هيدابروت) الإسرائيلي، وقال فيها:
(حكام العرب يصلحون للركوب فقط لأنهم دواب موسى .. ويجب أن يزور الحكام العرب بلادنا لخدمة اليهود ولا يجدر بنا أن نستقبلهم كشركاء.. هم دواب موسى ويجب علينا فقط ركوبهم للوصول إلى الوجهة النهائية، فشراء سرج جديد وعلف جديد للدابة من واجب صاحبها ولكن يجب أن ينظر صاحبها إليها كوسيلة للركوب فحسب، ومكان الدابّة هو الإسطبل ولا أحدا يذهب بها إلى غرفة استقبال بيته. إن المسلمين سيبقون أعداء لليهود ما دام القرآن كتابهم، والعرب هم أبناء هاجَر أمَة إبراهيم لذلك يجب أن يكونوا عبيدا لليهود. الشعب اليهودي شعب الله المختار وهو الشعب الحامل للرسالة وليس لغيره الحق في ذلك ، وكل من يدّعي ذلك يستحق العذاب)..
إذا هذا ما قالهُ حاخام إسرائيلي، ورئيس حزب إسرائيلي، وعضوا في الكنيست الإسرائيلي، ولهُ قاعدتهُ الشعبية، وذلك عن العرب..
كلام في منتهى العنصرية والحقد والبغضاء والكراهية والازدراء والإهانة للعرب..
فهل بالغَ هذا الحاخام بنظرتهِ للعرب؟. للأسف هُم من جعلوا هذا الصهيوني المتطرف أن يقول عنهم هذا الكلام المهين جدا، والمؤلِم والمُحزِن جدا، لشدّة استكانتهم واستمرائهم للذل والهوان، غير المسبوق في التاريخ.
**
للأسف الشعوب العربية، على العموم، فقدت ثقتها واحترامها للحكام العرب، أيضا على العموم (كي لا يكون الكلامُ شاملا) وهي تراهم خانعون أمام الإسرائيلي، وهمّهم الوحيد العروش والكروش، والقصور، وحياة الرفاهية والترف..
ويحضرني هنا قولٌ لولي عهد الأردن السابق الأمير، الحسن بن طلال، يقولُ فيه: مشكلة العرب بثلاث (الطُغاة والغُلاة والغُزاة)..
فهل أفصح من هذا الكلام في وصفِ أحوال العرب..
فالحمدُ لله، لدينا الطُغاة (على العموم كي لا يكون الكلامُ شاملا) ولدينا الغُلاة والمتطرفين في الدين، على المستوى الإسلامي عموما، العربي وغير العربي، الذين هدرُ دماء المسلمين أسهلُ عندهم من سكبِ المياه أثناء الوضوء، وآخرها الجريمة النكراء التي وقعت في مدينة بيشاور الباكستانية شمال باكستان في أحد المساجد وأثناء صلاة العصر، وراح ضحيتها مائة شخص..
ولدينا الغُزاة من كلِّ حدبٍ وصوب..
**
رحم الله نزار قباني:
وإذا أصبح المُفكِّر بوقا ــ يستوي الفكرُ عندها والحذاءُ
ماركسيُّون والجماهير تشقى ــ فلماذا لا يشبع الفقراء؟
قُرشيون لو رأتهُم قريشٌ ــ لاستجارت من رملها البيداءُ
لا يمينٌ يُجيرنا أو يسارٌ ــ تحت حدّ السكّين نحن سواء
لو قرأنا التاريخ ما ضاعت القدسُ ــ وضاعت من قبلها الحمراءُ
يا فلسطين لا تنادي عليهم ــ قد تساوى الأمواتُ والأحياءُ
قتلَ النفطُ ما بهِم من سجايا ــ ولقد يقتلُ الثريَّ الثراءُ
لا تنادي الرجال من عبد شمسٍ ــ لا تنادي لم يبق إلا النساء
ذروةُ الموت أن تموت المروءات ــ ويمشي إلى الوراء الوراءُ
**
نعم نحن نعيش ذروة الذل في تاريخنا.. ماتت المروءات والكرامات، وحينما تموتُ هذه، فماذا يتبقّى من الأمة؟. بل حينما تموتُ هذه داخل الإنسان كفردٍ، فماذا يتبقّى منهُ كإنسان؟.
فهل من أملٍ بنهوض هذه الأمة؟. كيف ومتى؟.
سنبقى محكومون بالأمل ..



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية فلسطين والنفاق الدولي
- ماذا يعني هذا التصعيد الغربي في أوكرانيا؟
- إلى متى ستبقى هذا النظرة للمرأة في بلاد العرب والمسلمين؟
- هل حسَمَتها دمشق: لا تطبيع مع أنقرة قبل الانسحاب؟
- ماذا يعني كلام رئيس المكسيك للرئيس الأمريكي؟
- هل سيكون العام 2023 فعلا عام المقاومة الشعبية في سورية؟
- مع نهاية عام 2022 وإطلالة 2023 .. سورية إلى أين؟
- لماذا الرئيس بوتين مُتحمِّسٌ للتطبيع بين أنقرة ودمشق؟ وكيف ي ...
- المملكة المغربية.. عربية أم أفريقية.. أم أمازيغية؟.
- القِمم الصينية في الرياض
- مونديال قطر بين الرياضة والسياسة
- هل ستنجح دعوة شيخ الأزهر للحوار بين أهل السنّة والشيعة؟.
- القمة العربية الدورة 31 في الجزائر.. قمة لَم الشّمل
- المهاجرون إلى أوروبا: اليمين المتطرف من أمامكم وأسباب الهجرة ...
- تركيا وروسيا بين السلاطنة والقياصرة وبين الرئيسين بوتين وأرد ...
- ثلاث تطورات مؤخّرا.. واحد لصالح روسيا واثنان لا
- قرار خفض إنتاج النفط سياسي وليس تقني وفقراء العالم يدفعون ال ...
- أليسَتْ شريعة الغاب هي من حكمت العلاقات عبر التاريخ؟.
- وفاة القرضاوي أظهرت مُجدّدا عُمق الشرخ في ديار العرب والمسلم ...
- ماذا يعني حديثُ الرئيس الأمريكي عن إصلاح مجلس الأمن الدولي؟.


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - لماذا جاء بلينكن إلى فلسطين المحتلة؟